============================================================
موردها الغمم ، وتعتبر بموقعها الأمم ، وتتوكده بتوخى الحق فيها الأواصر والرحم، كذلك عرفات الامامة واقعة مواقع السداد ، جامعة لمصالح العباد ، قاضية بمراشد الأمور فى الاصدار والايراد . وما توفيق أمير المؤمنين فيما يبسط ويقبض ، ويبرم وينقض ، إلا بالله ، عليه يتوكل وإليه ينيب .
وأنه انتهى إلى الحضرة حال جماءة من أوغاد الأرياف ، وأوباش الأطراف، يأتون العظائم ، ويرتكبون الجرائم ، ويحتقيون المائم ، وينتسبون إلى خيرة القبائل ، وبررة الأمائل - الذين ميزهم الله فى دولتنا بالسوابق الصالحات وحماهم بعصمة طاعتنا عن البوائق المحرمات - للاحتماء بهم والالتجاء إليهم مى وقع من الولاة جد فى طليهم . وأن هؤلاء الرعاء بجنايتهم الفارطة وأحكامهم القاسطة ، لا يزالون يدخلون على أنفسهم ضررا بما يصدر من القبائح عنهم ، ويبرزون بافعالهم الذميمة فسادا ومنكرا يؤدى إلى قتل من يقتل منهم ، فيجد بمستفظع أحدائهم السفهاء فى الباطل مصالا ، والجهلاء فى التوصل إلى إثارة الفتنة مجالا ، ويزداد الغواة زيغا وعندا عن أمر الله تبارك وتعالى . ويترامى بهم الداء إلى حطة توقع التنافر والتشاجر ، وتحدث التضاغن والتناكر . فأنكر أمير المؤمنين ذلك إنكار شله من الأمور التى تكسب سوء الافتراق ، وتولد الاختلاف بعد الاثتلاف ، وتقدح في نظام أولياء أمير المؤمنين المنتجبين وطوائف عساكره المنتخبين
وأمر بكتب هذا السجل المنشور وقراءته فى قصور الخلافة على كافة
مخ ۲۳