============================================================
فقد السيد الأجل الأفضل ونعوته - قدس الله روحه، ونور ضريحه ، وحشره مع مواليه الطاهرين الذين جعلهم أعلام الهدى ومصابيحه- الذى كان عماد دولة أمير المؤمنين وحمال أثقاها ، وعلى يديه وحسن سيرته اعتمادها ومعولها، وتخطى الحمام إليه، واخترام المنية إياه وتسلطها عليه، وما تدارك الله الدولة به من حفظ نظامها، واستتار آمورها بعد هذا الفادح العظيم والعامها، وما رآه أمير المؤمنين من تهذيبه الأمور بنظره السعيد، ومباشرته إياها بعزمه الشديد ورأيه السديد، واهتمامه بمصالح الكافة، وإسباغ ظل الإحسان عليهم والرأفة، حتى أصبحت الدولة الفاطمية بذلك ظليلة المناكب ، منيرة الكواكب، محروسة الأرجاء والجوانب " (1 ولما كانت همة أمير المؤمنين مصروفة إلى الاهتمام بكم، والنظر فى مصالحكم، والإحسان إليكم، وتآمين سريكم، وإغذاب شر بكم، ومد رواق العدل عليكم، وإنصاف مظلومكم من ظالمكم، وضعيفكم من قويكم، ومشروفكم من شريفكم، وكف عوادى المضار بأسرها عنكم، وتمكينكم من التصرف فى أديانكم على مايعتقده كل منكم، جارين على رممكم وعادتكم، من غير اعتراض عليكم . رأى ماخرج به عالى أمره من كتب هذا السجل وتلاوته على جميعكم، لتثقوا به ، وتسكنوا إليه ، وتتحققوا جميل رأى أمير المؤمنين فيكم، وأنه لا يشتعله عن مصالح الكافة شاغل، وأن باب رحمته مفتوحح لمن قصده، وإحسانه عميم شامل، وله إلى تأمل أحوال الصغير والكبير منكم عين ناظرة، وفى لإحسان سياستكم عزيمة حاضرة وأفعال ظاهرة والله تعالى يمده بحسن الإرشاد ، ويبلغه المراد فى مصالح العباد والبلاد، بمنه وعونه فاعلموا هذا من أمير المؤمنين وريسمه، وانتهوا إلى موجبه وحكمه وليعتمد الأمير متولى المعونة (1) بمصر تلاوته على منبر الجامع العتيق بمصر ليعيه كل من سمعه، ويصل (1) متول المموية هذه الوظيفة غير واضحة فى الكتب التى تناولت النظم الإسلامية وهى تتفق فى بعض جوانبها مع وظيفتى
مخ ۳۸