وخلاصة القول إن عصر ابن زبالة كان حافلا بالأحداث السياسية وشهد اهتماما بالجوانب الاقتصادية والعمرانية، وكانت بيئته وهي المدينة في تلك الفترة تمر باضطرابات وفتن وثورات ثم تعود إلى الهدوء والازدهار، ولكن أكثر ما يميز هذه الفترة وهذه البيئة هو الاهتمام الكبير بالعلم والعلماء وظهور علوم كثيرة مثل علم الرجال وتدوين سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدوين حديثه وكتابة التاريخ الإسلامي والمغازي.
لذا ساعد ذلك كله ابن زبالة بأن يلتقي بعلماء هذا القرن من أهل المدينة والعلماء الوافدين إليها طلبا للعلم والثواب. وكان من أشهرهم الإمام مالك بن أنس، مما هيأ له أن يغرف من مناهل علمهم الذي جعل منه عالما ومؤرخا ونسابة كان عمدة لمن جاء بعده.
مخ ۳۳