زيادة المهدي:
نقل ابن زبالة ويحيى أن المسجد لم يزل على حال ما زاد فيه الوليد إلى أن هم أبو جعفر المنصور بالزيادة فيه، ثم توفي ولم يزد فيه، حتى زاد فيه المهدي (1).
ولفظ ما نقله ابن زبالة عن غير واحد من أهل العلم - منهم عبد العزيز بن محمد ومحمد بن إسماعيل - قالوا: لم يزل المسجد على حال ما زاد فيه الوليد بن عبد الملك حتى ولي أبو جعفر عبد الله - يعني المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس - فهم بالزيادة، وأراده، وشاور فيه، وكتب إليه الحسن بن زيد يصف له ناحيته موضع الجنائز، ويقول: إن زيد في المسجد من ناحية الشرقية توسط قبر النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، فكتب إليه أبو جعفر: إني قد عرفت الذي أردت، فاكفف عند ذكر دار الشيخ عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، فتوفي أبو جعفر ولم يزد فيه شيئا (2)، ثم حج المهدي - يعني ابن أبي جعفر - سنة ستين ومائة، فقدم المدينة منصرفه عن الحج، فاستعمل عليها جعفر بن سليمان سنة إحدى وستين ومائة، وأمر بالزيادة فيه، وولى بناءه عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز وعبد الملك بن شبيب الغساني، فمات ابن عاصم، فولي مكانه عبد الله بن موسى الحمصي، وزاد فيه مائة ذراع من ناحية الشام ولم يزد في القبلة ولا في المشرق والمغرب شيئا (3)، وذلك عشر أساطين في صحن المسجد إلى سقائف النساء وخمسا في سقائف النساء الشامية (4).
مخ ۱۲۸