49...
وأما رسول الله فهو بقبره ورامى أعاديه إليه مقرب
فلو كان حيا والعدو بجنبه يصول على الإسلام لا شك يضرب
أما كانت الصحب الأكابر حوله تدافع عنه الكافرين وتضرب
وأعداؤه من خالفوا شرعه وقد أباحوا حماه للعدو وأخربوا
وقد أبطلوا احكامه في وصية وأرث وتزويج وللكفر صوبوا
وقد بدؤا بالرمى كل موحد فقتل جمع بالرصاص وصوبوا
فإن تركوا يستأصلوا كل مؤمن ويرضى بذاك المنكر التعصب
فحكمهم حكم الكلاب بمسجد وتنجسه هلا تزاح وتضرب
يقولون جهلا قد أطعنا أميرنا وقد خالفوا الشرع الشريف وكذبوا
ويبدون من فرط الخداع نصيحة وهم لولي الأمر أعصى وأكذب
وليس لوالي في المعاصي إطاعة ومن رد هذا القول فهو مكذب
وأقسم لو أن الأغاقة عصاهم لصالوا عليه بالسيوف ونصبوا
ولكن أغراضنا لهم قد تحكمت فجدوا على تنفيذها وتعصبوا
فإن كان يرضى فعلهم فهو مثلهم وإن كان لايرضى فهم قد تغلبوا
بلى صار رهنا في يديهم موافقا لأغراضهم والعقل منه مغيب
فخالف أمر الله واتبع الهوى فها هو ذا في ورطة الجهل ينشب
يخاف حسابا علادلا دون آجلا ويفسد أضعافا لما منه يرهب
ويطلب بالفرمان إخراج ستة وهم منه أولى بالصواب وأصوب
حموا بلدة المختار وهو إباحها فأيهم النفى أولى وأنسب
إذا جاء فرمان على وفق قصده ينفذا وفيما سواه يغيب
وأخرج فرمان باخراج بعض من لديه فلم يخرجه والفرق معرب
وإذا جاء فرمان يتفويض سيد ال جميع عليه وهو يأبى وينكب
على أن في الفرمان إنهاء كاذب فإخراجهم بالكذب لا يترتب
وقد علق الفرمان بالشرع فارتضوا مرافعة وهو الذي يتجنب
فقالوا له إذ لم تطع لشريعة نعرف مولانا الشريف وتكتب
فلم يرض بالأمرين واتبع التي يفرع منها كل شر ويعقب...
مخ ۴۹