اخبار د وال مونږ ټيکا

============================================================

يسبق أحد من الملوك قبله إلى ذلك(1). وكان قد ملك العراقين وخراسان والجبال ثلائين سنة، وبه زالت دولة بني بويه من بغداد. وكان الملك طغرلبك هذا أشد الناس احتمالا، واكتمهم سرا، وكان يحافظ على الصلوات، ويصوم الإثنين والخميس، ولا يلبس الحرير. ومات بالري في ثامن شهر رمضان سنة حمس وخمسين وأربعمائة. وكان رأى في المنام قائلا يقول له: سل حاحتك. فقال: اسأل طول العمر. فقيل سبعون سنة فلما استكملها مات رحمه الله(2).

ولما رحع الخليفة القائم إلى داره لم يتخد غير فراشه، ولم ينم على غير مصلاه الذي كان يصلي فيه. وكان سبب كثرته للصيام أنه سمع الخطيب يوم الجمعة يقول: اللهم أصلح عبدك وخليفتك الإمام(2) الصوام القوام. فقال بحيبا له: والله لا كذبتك، فكان يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يمسك من المال سوى قوته خاصة وقوت عياله، وكان قد اعتزهن، وترك اكل اللحم لئلا يحرك عليه شهوة تدعوه إليهن، وكان يفرق الأموال في جميع الناس وحصورصا أعل العفاف والستر. وعفا عن كل من آذاه بيد أو لسان وأفرد بيتا للعبادة وتوفي على خير حالاته(4).

وفي أيامه غرقت بغداد حتى خرج الماء على الخليفة من تحت سريره، فنهض إلى الباب، فلم يجد له(5) طريقا فحمله خادم على ظهره إلى التاج. ولبس الخليفة بردة رسول الله ق وأحذ القضيب بيده، ووقف يصلي ويضرع، وهو صائم يومه، ولم يطعم ليلته(6) ففرج الله تعالى عن الناس (2) .

(1). الاتباء في تاريخ الخلفاعت9198النتظم:65/16، الكامل في التاريخ: 20/10؛ مرآة الزماد (440-490 ه )،165.

() الكامل في التاريخ: 26/10؛ وفيات الأعيان: 17/5.

(3). ليست في غ.

(4) ختصر التاريخ: 404، الجوهر الشمين: 195/1.

(5) ليست في غ (2) "يومه ... ليلته ليست في غ.

(4) كان غرق بنداد سنة 466 ه/1073م 432

مخ ۱۷۱