[الحديث] السادس والثلاثون [سبب نزول قوله تعالى: {سأل سائل
بعذاب واقع}]
وبه قال: وسئل سفيان بن عيينة، عن قول الله عز وجل{سأل سائل بعذاب واقع}[المعارج:1] فيمن نزلت؟
فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.
حدثني جعفر بن محمد عن آبائه-عليهم السلام- قال: لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي-صلى الله عليهما- فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فشاع ذلك، وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله على ناقة[له] (1) حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته، فأناخها وعقلها، ثم أتى النبي وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، ثم أمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا، فقلت: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، وهذا شيء منك أم من الله؟
فقال: ((والذي لا إله إلا هو إنه من أمر الله))، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع}(2) [المعارج:1،2].
مخ ۵۸