شديد الزهد، معرضا عن الدنيا غير مقبل عليها منصرفا إلى آخرته وما عناه من أمر نفسه وعياله - ونقرأه يستشهد لضعفه بهذه الأبيات : (¬1)
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا .......
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا ...
وهو رغم إعراضه عن المساهمة الفعالة في أمور الناس وشؤونهم العامة إلا أنه لا يدخر خالص النصيحة عن سائله، يبلغ له في الموعظة والتحذير :"أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، والعمل لما أنت صائر إليه عن قليل ...." ثم يختتم رسالته إليه بقوله :"ويقال : شر النسك نسك العجم، فاحذر على نفسك، والبربر من العجم " (¬2) .
وننتقل إلى الحديث عن أبي يوسف وريون بن الحسن، وهو مدار هذه الأجوبة ومحمر هذه المكاتبات، يكاتب هؤلاء الأشياخ ويسألهم الرأي والفتوى فيما يحدث عليه من نوازل ويحل به من مشاكل، ويكتبون إليه بالأحكام والنصائح والمواعظ ....
والذي تعرفه عن وريون أقل مما نعرفه عن غيره من أشخاص هذه الأجوبة، وهو عند الشماخي وزيون بالزاي المعجمة (¬3) ، وقد يكون هذا من تصحيف النساخ، ولا يفيدنا الشماخي بأكثر مما عندنا في هذه المخطوطة عن هذا الشيخ. فهو عند حديثه عن عبدالقهار يقول :"وكان كثير النصح لوزيون بن الحسن وكان قائما هو وإبراهيم بن أسدين أظن بفزان من أهل الدعوة والله أعلم " (¬4) .
مخ ۱۹