وأما التي شرها يتقى ... وأخرى لأعدائها غائظة فأجود جودا من اللافظة
فنفس العدو بها فائظه
فنصب (جودا) ب (أجود) على التمييز، وذلك موجب لكونه فاعلا معنى؛ لأن كل منصوب على التمييز ب (أفعل) التفضيل فاعل في المعنى (1).
ونصبه علامة فاعليته، وجره علامة على أن (أفعل) بعض منه (2)؛ ولهذا إذا قلت: زيد أحسن عبدا، كان معناه: الإعلام بأن عبده فاق عبيد غيره في الحسن.
وإذا قلت: أحسن عبد - بالجر - كان معناه: الإعلام بأ، زيدا بعض الغلمان الحسان، وأنه أحسنهم (3).
وإذا ثبت ذلك فحمل الحديث على هذا المعنى يوجب أن يكون تقديره: (خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم)، ثم حذف المضاف إلى (غير)، وأقيم هو مقام المحذوف، وحذف (خوف) المضاف إلى (الياء)، وأقيمت هي مقامه؛ فاتصل (أخوف) ب (الياء) معمودة ب (النون) على ما تقرر (4).
[رابعها]: ... ويحتمل أن يكون (أخوف) فعلا مسندا إلى (واو)، وهي ضمير عائد على (غير الدجال)؛ لأن من جملة ما يتناوله غير الدجال (الأئمة المضلون )، وهم ممن يعقل [8/أ] فغلب جانبهم (5) ، فجيء ب (الواو)، ثم اجتزئ ب (الضمة)، وحذفت الواو (6)، كما قال الشاعر (7) :
مخ ۲۷