وليس الموافيني ليرفد خائبا ... فإن له أضعاف ما كان آملا (7) ولأفعل التفضيل أيضا شبه بالفعل، وخصوصا بفعل التعجب(1)، فجاز أن تلحقه النون المذكورة [6/ب] في الحديث، كما لحقت اسم الفاعل في الأبيات المشار إليها (2).
هذا عندي أجود ما يقال فيما يتعلق باللفظ من قوله: "غير الدجال أخوفني عليكم".
ويحتمل أن يكون الأصل (أخوف لي) (3)، ثم أبدلت اللام نونا، كما أبدلت في (لعن) و(عن) بمعنى: لعل وعل (4)، وفي (رفن) بمعنى رفل: وهو الفرس الطويل الذنب (5).
[تفصيل القول من جهة المعنى]:
وأما الكلام على "غير الدجال أخوفني عليكم" من جهة المعنى فيحتمل وجوها:
أحدها : ... وهو الأظهر، أن يكون (أخوف) من (أفعل) التفضيل المصوغ من فعل (المفعول)، كقولهم: (أشغل من ذات النحيين) (6)، و(أزهى من ديك) (7)، و(أعني بحاجتك) (8)، و"أخوف ما
أخاف على أمتي الأئمة المضلون" (9).
... فصوغ أفعل في هذا وشبهه من فعل المفعول؛ لأن المراد أن المعبر عنه بذلك: قد شغل، وزهي، وعني، أكثر من شغل غيره، وزهوه، وعنايته (10).
مخ ۲۵