الثاني: ... التباس أمر مؤنثه بأمر مذكر واقع على ياء المتكلم، مثال ذلك: أن تقول بدلا من (أكرمني): (أكرمي)، قاصدا به ما يقصد ب (أكرمني)؛ فإنه لا يفهم منه المراد، فإذا قلت: (أكرمني) ب (النون)، أمن ذلك المحذور (1).
الثالث: ... ذهاب الوهم إلى أن المضارع قد صار مبنيا، وذلك أنه لو أوقعته على (ياء) المتكلم غير مقرونة ب (النون)؛ لخفي إعرابه، وتوهم فيه البناء على سبيل مراجعة الأصل؛ لأن إعرابه على خلاف الأصل.
... وأصله أن يكون مبنيا، فلو قيل بدلا من (يكرمني): (يكرمي)، لظن أنه عاد إلى الأصل، فلما زيدت (النون) وقيل: (يكرمني)؛ تمكن من ظهور الإعراب.
... والاسم مستغن عن (النون) في الوجه الأول، والثاني. وأما الثالث - وهو الصون من التباس بعض وجوه [6/أ] الإعراب ببعض - فللاسم فيه نصيب، إلا أن أصالته في الإعراب أغنته، وصانته من ذهاب الوهم إلى بنائه دون سبب جلي.
لكنه وإن أثمن اعتقاد بنائه، فما أمن التباس بعض وجوه إعرابه ببعض، فكان له في الأصل نصيب من لحاق النون، وتنزل إخلاؤه منها منزلة أصل متروك نبه عليه في بعض المواضع (2).
كما نبه ب (القود)، و(استحوذ) على أصل: (قاد) (3) و(استحاذ)(4).
وكان أولى ما ينبه به على ذلك أسماء (الفاعلين) (5).
مخ ۲۳