أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
خپرندوی
دار القلم
شمېره چاپونه
الثامنة
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
الثورة التي دبرت ضد السلطان عبد الحميد في عام (١٩٠٨م) والتي قادها العسكريون من أعضاء "جمعية الاتحاد والترقي" الموجهون من قبل المحافل الماسونية، التي كانت تعمل بوحي من الدسائس الاستعمارية من جهة، والدسائس اليهودية من جهة أخرى أشد من الأولى مكرًا، وأكثر عمقًا، وأصبح هؤلاء العسكريون هم حكام البلاد في الحقيقة، وعلى أيديهم تمت هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، وأمست الخلافة بعد السلطان عبد الحميد رمزًا لا مضمون له، إذ تولاها بعده السلطان "محمد رشاد" الذي لقب بالسلطان "محمد الخامس" ثم تلاه السلطان "محمد السادس" ثم تلاه السلطان "عبد المجيد" وكان هذا آخر الخلفاء الرمزيين، حين أعلن "كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة.
وكان ما جرى تنفيذًا دقيقًا لما رسمته جيوش الغزاة من خطط لهدم الخلافة الإسلامية، إذ كانت هذه الخلافة على ما وصلت إليه من ضعف بمثابة سور عظيم، متعب لجيوش الغزاة الطامعين، يلم الشعوب الإسلامية على اختلاف لغاتها، وألوانها وأعراقها، وعلى تباعد مواطنها، في إطار سياسي واحد، مهما كان مبلغه من الضعف والرمزية.
واستقبل العالم الإسلامي نبأ إلغاء الخلافة بحزن شديد وألم ممض، فقد كانت لهم التاج العظيم الذي توارثوه أكثر من ألف سنة، وكان وجود الخلافة في المسلمين يتضمن لديهم المعاني التالية:
الأول: أن بقاء الخلافة يعني وجود نظام سياسي يجمع شمل المسلمين، مهما بلغ واقع حال هذا النظام إلى مستوى محزن من الضعف والرمزية، بفعل الدسائس الاستعمارية.
الثاني: أن بقاء الخلافة دليل على استمرار تاريخ المسلمين، في ظل شعار سياسي واحد.
الثالث: أن بقاء الخلافة يعني بقاء الرباط الذي يبرر للمسلمين الاشتراك والمساهمة في الدفاع الدولي عن بلاد المسلمين وحقوقهم، وإقامة ألوان التعاون فيما بينهم.
1 / 321