195

أجنحة المكر الثلاثة

أجنحة المكر الثلاثة

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الثامنة

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

مبررًا لتدخلهم السافر، بحجة التأديب والانتقام، أو حجة حماية الأقليات، أو بحجة العمل على فرض الأمن والاستقرار، أو حجة تلبية طلب بعض أهل البلاد لنجدتهم، أو حجة التمدين والمساعدة على التقدم، أو حجة تماثل بحجة الذئب ضد الخروف في الحمام، إذ قال الذئب للخروف بعد أن نظر إليه بشراسة ولؤم ونهم إلى افتراسه: لماذا تثير الغبار علي أيها الخروف الوقح؟ . فقال له الخروف: وهل في الحمام يا صاحب السلطان والصولجان غبار؟ ألا ترى أنه لا يوجد في الحمام إلا بلاط وماء، ولكن قل لي: أريد أن آكلك، وكفى، ولا تفتعل المبررات المرفوضة شكلًا وموضوعًا، فغريزة العدوان وحب السطو في نفسك كافية لأن تبرر لك كل جريمة، ولكن الذئب اعتبر كشف هذه الحقيقة إهانة بالغة له فسطا على الخروف فأكله وأخرس لسانه. ثم التفت فرأى في ناحية نائية من الحمام خروفًا آخر، فقال له: وأنت؟! . فقال له الخروف: أما أنا فلم أثر غبارًا ولم أوجه اعتراضًا. فقال له الذئب: ولكنك من صنف من اعترض علي وناقشني، ثم سطا عليه وافترسه.
وهكذا يتم بسط نفوذ الطامعين، حينما تتوافر لديهم القوى المادية الكافية، أو حينما تنجح حيلهم التي تظفرهم بمطامعهم، دون أن يكلفهم الظفر بها نفقات كثيرة ودماء غزيرة، وقتالًا مضنيًا. أخرى، استطاعت أن تصمد لكل محاولات الهدم الظالمة الآثمة، التي يوجهها الأعداء الغزاة ضدها.
(٢) وسائل الغزو غير المسلح
وأما سوائل الغزو غير المسلح فكثيرة جدًا يخططها الدهاء والمكر الشديد، وينفذها الجد والصبر وطول الأمل، ومن هذه الوسائل ما يلي:
١- الوجوه المستعارة التي تظهر معاني إنسانية جميلة يستأنس بها الناس، وتخفي من ورائها رؤوس ونفوس الوحوش الضاريات.
٢- الخداع السياسي، وتتولاه الأجهزة السياسية للدول ذات المطامع بالسيطرة، ولهذا الخداع أشكال مختلفة كثيرة، تعتمد على الكذب والنفاق والحيلة والاستدراج والدفع إلى المزالق.

1 / 209