أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الثامنة
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
ومنها ما يكون على وجه النصيحة والرغبة بمساعدة المسلمين على التقدم والرقي، إلى غير ذلك من صور.
وكل دارس لتاريخ المسلمين المعاصر يلاحظ أن أعداء الإسلام الغزاة قد عملوا على الفصل بين المسلمين وبين العناصر التالية من إسلامهم:
العنصر الأول: الجهاد في سبيل الله، لأن هذا الركن التشريعي في الإسلام يمثل القوة الهائلة لصيانة المسلمين من أعدائهم، واستغلالهم لهم، واحتلالهم أرضهم، ويمثل القوة الهائلة أيضًا لإزاحة العقبات من طرق انتشار الإسلام بين مختلف الأمم والشعوب في طول الأرض وعرضها، وللمحافظة عليه من التخلخل والضعف داخل الأمم والشعوب الإسلامية.
العنصر الثاني: نظام الحكم في الإسلام، ويلح الأعداء الغزاة على اتخاذ الوسائل المختلفة الكثيرة للفصل بين هذا النظام وبين المسلمين، لأنه يمثل الدرع الواقي، الذي يمنع تسرب أعداء الإسلام أو أجرائهم إلى سدة حكم المسلمين.
العنصر الثالث: نظام المال في الإسلام، ويلح الأعداء الغزاة أيضًا على اتخاذ الخطوات الجبارة لإحداث الفصل بين هذا النظام وبين المسلمين، لأنه متى طبق على صورته الصحيحة وعلى الوجه الأتم، ورافقت تطبيقه خشية الله ومراقبته الدائمة أعطى الثمرات التاليات:
١- تخفيف الفوارق الفاحشة في التملك المالي، الأمر الذي يؤدي إلى توزيع ثروات البلاد توزيعًا يحقق الكفاية للجميع، ويحقق الرفاه للنسبة العظمى من جماهير الأمة، وهذه الثمرة تسيء إلى مطامع أعداء الإسلام، أما الشرقيون منهم فيجدونها درعًا يقي المسلمين من تسرب مذاهبهم الاقتصادية الملحدة إلى صفوفهم، وهي المذاهب التي تمثل طلائع الجيش الشرقي الطامع بغزو البلاد الإسلامية، وأما الغربيون فيجدونها أيضًا درعًا بقي المسلمين من تكالب مطامع كل الطامعين باستغلال خيراتهم وابتزاز أموالهم، وهم يريدون شعوبًا تفتح كل خزائنها لهم حتى يرضوا مطامعهم بسلبها.
1 / 201