كان المشير أحمد فيضي قد أبقى عند قدومه نحو شهارة صهره محيي الدين باشا في الجراف من بلاد حاشد ولديه الكثير من المعدات الحربية الاحتياطية والأثقال والأموال، وكان علي رضا باشا المعروف بالقرشي لدن محيي الدين في قرية الجراف بالقرب من خمر. ولما انهزم فيضي عن شهارة سولت للقرشي نفسه أن يخفف عن فيضي فعزم من الجراف في نحو ألف مقاتل من الأتراك وفي مدفعين ومعدات وأثقال نحو مدينة غربان من بلاد حاشد. ولما وصل إلى موضع يعرف بمخبش بالقرب من مدينة خمر أحاطت به جموع قبائل البلاد وقد كان أيقظها انتصار أجناد الإمام فهاجمت القرشي وجموعه في مخبش حتى أبادوهم قتلا إلا من فر، واستولى القبائل على المدفعين وجميع البنادق والأثقال وأوصلوا رأس القرشي وغيره من الأتراك إلى حضرة الإمام وهو بقفلة عذر. وقد كان رضا باشا القرشي من أعاظم قواد الأتراك الذين لهم باليمن السنوات العديدة. وكان من أشهر آخر معاركه معركة كانت بينه وبين أصحاب الإمام في العام الماضي ببلاد جهران جنوبي صنعاء انجلت عن قتل نحو خمسين قتيلا من العرب وفرار الأتراك إلى ضوران ثم فرارهم بعد ذلك إلى حراز ورجوع القرشي من حراز نحو اليمن الأسفل إلى أن أودت به منيته في مخبش بهذا العام.
مخ ۴۰