في شهر شعبان من هذا العام: رجح الإمام إرسال الوالد العلامة عبد الله بن إبراهيم بن الإمام، والشريف عبد الله بن محمد الضمين، والأخ يحيى بن محمد بن يحيى الهادي المدائري إلى قبائل ذي محمد وذي حسين من قبيل ذو غيلان ببلاد برط للإصلاح فيما بينهم وبين غيرهم ودعوتهم إلى جهاد الأتراك. وكان الأخ يحيى بن محمد بن الهادي قد رفع إلى الإمام بالقفلة في جمادى الأولى قصيدة إلى مائة بيت وتسعة أبيات يحضه بها على مقاتلة الأتراك ومنها:
عساك عساك تظفر بالمرام ... ونجح القصد بعد ضنا الهيام
ألا فانهض بعون الله واحشد ... رجال الله من يمن وشام
ولا سيما وقد عودت نصرا ... من الرحمن عاما بعد عام
ولا تقعد مخافة بغي جند ... تقودهم إلى سبل السلام
فتلك معرة الأجناد كانت ... على عهد النبي خير الأنام
وأنتم يا بني الإسلام ممن ... لهم في دينهم أدنى اعتصام
أهذا الموت قد أخنى عليكم ... فندبكم إلى لقيا الحمام
سماعا يا بني قحطان قوموا ... إلى نصر الإمام ابن الإمام
وحاموا عن نسائكم فعما ... قريب وهي تهدى للعجام
وفي شهر رمضان: أرسل الوالد عبد الله بن إبراهيم برهائن الجهاد والطاعة من عقال وأعيان القبائل البرطية إلى حضرة الإمام، ثم كتب إليه قصيدة في شوال يعلمه فيها بأنه سيكون حركة الجيش البرطي من تلك البلاد للجهاد في يوم خامس وعشرين من شوال الشهر العاشر من هذا العام فقال:
يا إمام الزمان يا آية الله ... لك المكرمات في كل ناد
منحا نلتها ولم يك قبلا ... نالها من مضى من الأجداد هذه من رجال همدان جاءت ... زاخرات الجيوش من كل واد
مخ ۲۱۶