185

د یمن د امامان په څلورلسمه پېړۍ کې

أئمة اليمن الاحتياط

ژانرونه

أيها السجن، حل بأرجائك ملك تضيق به الدنيا فكيف وسعته، وتعجز عن احتماله قلل الجبال الرواسي، فكيف احتملته، رفقا به لا تزعجه ولا تحرج صدره، وضم جانحتيك عليه كما تضم على القلب حنايا الضلوع، واعطف عليه عطف المرضعات على الرضيع، وارحم هذا الجلال الذاهب والعز الزائل، والرأس الذي بيضته حوادث الدهور، والظهر الذي قوسته أيدي المقدور.

أيها الدهر، ألا تستطيع أن تنام عن الإنسان لحظة واحدة. ألا تستطيع أن تسقيه كأس السرور خالصة، لا يمازجها كدر ولا يشوبها عناء. إن كنت تريد أن تسلبه فلم أعطيته، وإن كنت تريد أن تعطيه فلم سلبته، كان خيرا له ألا تعطيه حتى لا تفجعه في تلك العطية، وأن لا تسقيه كأس السرور حتى لا يتجرع ذلك السم الذي أودعته تلك الكأس.

أيها الراحل المودع، كان ارتفاعك عظيما، فوجب أن يكون سقوطك عظيما، إنك ذقت حلاوة الحياة خالصة، فلما ذقت مرارتها جزعت وقطبت كما يجزع ويقطب كل من ذاق من الشراب مالا عهد له به ولا قبل له باحتماله، لا تيأس على ما فاتك، فإنما كان وديعة من ودائع الدهر، أعارك إياها برهة من الزمان ثم استردها، أنك لا تدري لعل الله أراد بك خيرا، فمنحك قبل حلول أجلك فرصة من الزمان تخلو فيها بنفسك، وتراجع فيها فهرس أعمالك، فإن رأيت خيرا اغتبطت، أو شرا استغفرت. قضى الله أن يقيم في كل حين لهذا العالم الغافل عبرة من العبر تزعجه من رقدته، وتوقظه من غفلته، فكنت أنت عبرة هذا الدهر وموعظته.

من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بالأحلام مغرورا

دمعك اليوم مثل أمرك بالأمس

مخ ۱۹۱