182

د یمن د امامان په څلورلسمه پېړۍ کې

أئمة اليمن الاحتياط

ژانرونه

تحت هذا العنوان أثبت الأستاذ الكبير المؤرخ الشهير محمد كرد علي السوري رئيس المجمع العلمي بدمشق الشام في الجزء الثالث من كتابه خطط الشام قوله: تخلصت الأمة من عبد الحميد، بعد أن حكم فيها ثلث قرن. زاد أخلاقها فسادا، وشرد كل من عرف بإنكار عليه من الوزراء والعظماء، فألقى بذلك الرهبة في نفوس قواد المملكة وساستها، فأصبحت الطبقة التي اختارها تسير على رغبته، وكل من خالفه ولو في سره أقصاه وسجنه وعذبه. وكلما مضت سنة على ملكه يزداد مرابا على هذه الأفعال. وغدا يتولى كل أمر بذاته. ويبعد أرباب الوجدان من أرباب الدولة، ويستعيض عنهم بأناس ممن يصطنعهم. وما يصطنع إلا من فسدت أخلاقهم. حتى آلت أزمة الدولة إلى أيدي طبقة من أعوانه، طغوا وبغوا. أخذ السلطان عبد الحميد يملك الأملاك باسمه، على خلاف عادة الملوك والسلاطين. فكان كلما سمع أن في إقليم كذا أراضي من أملاك الدولة يأخذها بلا ثمن إن كانت من الأملاك الأميرية، أو بثمن طفيف إن كانت للأفراد وعجزوا عن استغلالها، فيضمها إلى أملاكه السنية. وأصبح تاجرا مزارعا مضاربا لا يهتم بشيء من أمر الملك إلا إذا كان تقريرا من جواسيسه. اشتد ضغط السلطان عبد الحميد على المدارس حتى حظر أن يعلم فيها التاريخ الصحيح وعلوم السياسة والاجتماع لأنها ترقي العقول. وأصدر إرادته السنية إلى مديري المعارف في بعض الولايات أن يوقفوا سير المعارف عند الحد الذي وصلت إليه، لأن في انتشار المعارف تمزيق شمل الأمة. وكثرت في أيامه مظاهر التكريم الخلابة من أوسمة ورتب. وأصبح العقلاء في دار الملك والولايات يتظاهرون بالبلاهة أو ينقطعون عن الخدمة ويقنعون بالدون من العيش، لأن سلطانهم لا يرضيه إلا أن يكونوا على قدمه. ولقد نصح له بعض سفراء الدول، من شرور بعض العمال. فقال لهم: وماذا أعمل مع من ذكرتهم وهم يحبونني ويتفانون في خدمتي، أي أنهم في حل من عمل ما أرادوا من عسف الأمة ما داموا يظهرون له الحب، ويخدمون أغراضه على ما يجب.

مخ ۱۸۸