وقد نشر الشيخ علي يوسف في جريدته المؤيد المصرية ببعض شهور هذا العام جواب مولانا الإمام عليه السلام، ومما فيه عن إرسال الوفد الإمامي إلى السلطنة وغير ذلك قوله:
نظرنا إلى ما مشت به نصيحتك، وفهمنا خطابك، ولأجل ذلك بعثنا وفدا إلى الأبواب السلطانية يرفع عنا ما أودعناه من الأخبار، ويقص على ذلك الجناب ما باليمن الميمون من الدواهي الكبار، وما قد اعتورها من الفتن التي تخللت الديار، ومشت إلى كل دار. وإنا لنعجب من الدولة العثمانية على جلالة قدرها، وحقارة اليمن. ومما أصبحت عليه حريصة فإن كان لخوف على هذه القطعة أن تتملكها الأجانب، فالأجانب لا تحدث نفسها بما لم تستطعه من قبل، وتدري أن أهل هذه القطعة ما خضعوا لإمرة مسلم غشوم، فبالأولى أن لا يقروا لأجنبي ساعة واحدة، وإن كان لأمر دنيوي فالذي فيها يحتقر جانبه عن كفايات من بها من العساكر وأرباب الملك ومعاشاتهم إلا أن يأخذوا أموال الرعية كما يفعلون. دع عنك ما يسوقونه من الجيوش والآلات وما يكون من معرات ومضرات، فما هذه التي تدعوهم إلى الحرص على هذه القطعة الحقيرة مع أن فيها من يقيم بها الحق وينفي الباطل ويمنع التطاول إليها، وقد علموا وإن تجاهلوا أنا على حق ويدنا ويدهم إسلامية، ولا نريد علوا في الأرض ولا فسادا ولا افتخارا على الدولة العثمانية ولا عنادا، فهذه سبيلنا. فما لاح لكم إلقاؤه في جريدتكم الطوافة إلى البعض أو إلى الكافة، فذلك من الخير الموافق للقصد واتباع سبيل المؤمنين..إلخ.
مخ ۱۷۹