كان بحرا واسعا وبدرا في سماء العلم طالعا، رزقه الله الحفظ فكان يملي العبارة بالحرف عن ظهر قلب. وسمعته مرارا في بندر الحديدة يملي عبارات الشروح المبسوطة والحواشي، وعكف على التدريس بالحديدة في كل فن، وانتفع به الطلبة، وجمع عدة من كتب العلم النافع، وبعد صيته، وانتشر ذكره في الهند وغيره. وله رسائل كثيرة نظما ونثرا في كل فن منها: إرشاد الحائر، في إقامة جمعة بجامع الأشاعر. وسلم الأصول، إلى الفقه والأصول نظما، والنبذة الغراء على قوله تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرا) والدرر السنية نظم العقيدة النسفية. وإتحاف المبتدين، بنظم المسائل الستين. وأنوار الهدى، في حكم صندوق الصدى. وتنبيه السادة الهداة، على أن الصندوق الناطق شقيق المرآة. وغاية الانتصار لكون الصندوق الناطق ليس من الأسحار. واحتجاب أسرار الأحكام الإسلامية، عن إفهام الطوائف الكفرية. وإرشاد اللبيب، إلى معنى قولهم لا تنازع بعد التركيب. والمطالع البدرية، بنظم الرسالة الأبهرية. والدرر البهية، بنظم السمرقندية، وغاية الإيجاز، في أقسام المجاز، وغاية التحذير والإنذار للمتعاطين ما يوجب غضب الجبار. وتحذير المؤمنين، عن مقال الأخسرين النابزين أنفسهم بالمبشرين. والموعظة الحسنة لمن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. والشهب الثاقبة لأفئدة الفئة الكاذبة. وفتح الرؤوف بجواب مسألة الكسوف وغير ذلك. ولم يزل عاكفا على خدمة العلم والتدريس والتأليف والمطالعة حتى صلى العشاء الأخيرة في المسجد، ورجع إلى بيته فمات به في ليلة سلخ صفر سنة 1326 ست وعشرون وثلاثمائة وألف. رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين. وسبق الكلام على مدينة الحديدة.
وفي لامية النبلاء:
ومات في آخر الأيام من صفر ... محمد الحافظ النحرير أي ولي
الأهدلي الحديدي المحقق من له ... التصانيف في التفسير والجدل
وفي الأصول وفي علم الفروع وفي ... البيان والنحو والفتوى بكل جلي
سل المطالع والإيجاز سلمه ... إلى الأصول وإرشاد لذي حول
والنبذة النبذة الغراء والدرر ... الأنوار إتحافه التنبيه للنبل
والشهب موعظة حسنى أجاد بها ... فتح الرؤوف إله الخلق عن كلل
وغاية النصح والتحذير منه ... وإنذار العصاة عن الآثام والزلل مثواه في داره بعد الصلاة بليلة ... الوفاة كما في النشر للوشلي
مخ ۱۷۱