160

د یمن د امامان په څلورلسمه پېړۍ کې

أئمة اليمن الاحتياط

ژانرونه

ثم كان حركة يوسف باشا في بعض الأتراك نحو شهارة وبعد انهزامه وفيضي عنها كما سبق ذكره كانت ليوسف وجنوده معارك مهيلة مع الوالد العلامة عبد الله بن يحيى أبو منصر وأجناد الإمام في بلاد الأشمور ومع السيد المقدام علي بن علي السراجي في بيت الحمودي وبلاد كوكبان والطويلة ومع الشريف الهمام عبد الله بن محمد الضمين في بلاد همدان ومع غيرهم من الأجناد الإمامية. ومع ما كان عليه يوسف باشا من الشجاعة والشدة والجرأة على الإقدام والمخاطرة بالجيوش التركية في مطاردة أصحاب الإمام فلم يظفر بقبض أي رجل يذكر منهم وإنما كان آلة تدمير وإهلاك البلاد والفتك الذريع بالضعفاء من العباد. وكان في آخر أيامه قد أقام في جموع من الأجناد التركية بالروضة على مسافة نحو ساعة ونصف شمالا من صنعاء، فقاسى جماعة من فضلاء وضعفاء أهلها وغيرهم من تعنته وسخريته بهم وظلمه واضطهاده لهم مالا يصدر مثله من أمير. كان يقعد في صباح أكثر الأيام على كرسي بقارعة الطريق فيستدعي المار في الطريق من ضعيف وعاجز ونحوه فيسأله-مع إجادته اللغة العامية العربية- عما معه وقد يأمره بصب ما يحمله من حبوب على الأرض ثم التقاطها أو يخلط ما يحمله من سمن وسليط ونحوه بسائر ما يحمله أو بمطاردة ما يطير في موضع مزروع فيه الماء مما يشبه الذباب وقبضه أو بأن يغني له ويرقص لديه. وقد يخرج لابسا لباس أحد الأفراد من العسكر ليلا إلى السوق فيخاطب بعض أهل الدكاكين موهما له أنه من العسكر وأن يوسف باشا يظلمهم ويفعل ويفعل، وفي اليوم الثاني يستدعي ذلك المخاطب منه فيضربه. ونحو هذه المخازي التي اشتهرت عنه، وحملت أهل الروضة على الالتجاء بالدعاء إلى الله أن يكفيهم شروره:

وجار على جل الأنام بجرأة ... فلم يجدوا منه سوى الله مفزعا

مخ ۱۶۶