أعدت الرسالة فرأيت أنني قد أغفلت خاتمة قصة ذلك الشاب:
وفي أثناء نضال السيدة دخل أخوها الذي طالما دفعه مقته الشديد للمحب إلى الرغبة في طرده من خدمة أخته؛ فقد كان يخاف أن تتزوج ثانية وقد ترزق أطفالا؛ وعلى ذلك يحرم أولاده من وراثة ثروتها. فانتهز الأخ هذه الفرصة لطرده، وانتشر الخبر بالأمر كله، فلم يكن في وسع السيدة قبوله ثانية دون التزوج به أو تلطيخ سمعتها. وأخبرني الشاب المسكين أنها قد أدخلت شابا آخر في خدمتها، وأن ذلك قد زاد في قلق أخيها؛ فقد أشيع أنها تريد الزواج منه، ويقول الشاب إنه لو صح هذا لأصبحت حياته حملا عليه.
إن هذه العاطفة المسيطرة - هذا الحب - ليس ابتداعا شعريا؛ فقد يوجد حتى بين الطبقة الأمية والوضيعة بكل نقائه الأصلي. اقرأ هذه القصة أيها الصديق باهتمام خاص. لقد هدأت قليلا منذ بدأت الكتابة إليك، وأنت سترى من رسالتي الطويلة خلافا للعادة أنني لست عجولا؛ فأنا أستحلفك أن تقرأها بعناية، وانظر أنك فيها تقرأ قصة فرتر المنحوس، بلى إنها لكذلك، وستكون أبدا كذلك، بيد أنه يحزنني القول إن ذلك الشاب المحب يفوقني في جلده حتى لأستحي عند مقارنة نفسي به.
الرسالة الثالثة والستون
5 سبتمبر
يغيب زوج شارلوت هذه البضعة الأيام في الريف، وقد بدأت رسالة إليه بقولها: «أيها العزيز المحبوب إلى الأبد، عد بأسرع ما تستطيع؛ إنني أطلب لك في انتظاري أطيب الرغبات.» وما كادت تنتهي منه حتى ألقى إليها صديق أن أعمالا هامة جدا قد اعترضت ألبرت، وستؤخره أكثر مما ظن. وعلى هذا لم تبعث طبعا بالرسالة، واتفق في المساء أن تناولتها فقرأتها وعلى شفتي بسمة سرور، وقبلتها منفعلا، واستفسرت عن السبب فصحت قائلا: «ما أهنأ الخيال!» وقرأت بسرعة في محياي قوة ذلك التصور؛ فقد خيل إلي أن الرسالة لي، فصمتت وظهرت عليها علامات الاستياء، وأسكتتني تلك النظرة.
الرسالة الرابعة والستون
6 سبتمبر
ألست تستطيع أن تتصور استيائي حين ألقيت بسترتي المرسلة الزرقاء التي كنت أرتديها لأول رقصة لي مع شارلوت؛ فقد استحال علي أن ألبسها بعد الآن؛ إذ ظهر عليها القدم الكثير، ولكنني صنعت أخرى تشبهها تماما بسراويل وصدرة من جلد البقر، بيد أنني لا أعجب بالجديدة إعجابي بزي الأصلية. وا أسفاه! إنها لا تماثلها، ولكنها بمرور الزمن قد تصبح مثلها جذابة.
الرسالة الخامسة والستون
ناپیژندل شوی مخ