17 فبراير
يلوح أنه ليس من المستطاع أن أبقى مع السفير طويلا؛ فهو لا يحتمل البتة، أما طريقته في إنجاز الأعمال فليست ثمة أسخف منها حتى لا أستطيع الكف عن معارضته، واتباع أميالي رغم كل تعليماته، وهذا ما يسوءه دون ريب، وقد لمح بشيء من هذا للوزير الذي أرسل يعنفني، ولو أنه كتب بلهجة لطيفة إلا أنه تعنيف على أية حال. وعزمت على تقديم استقالتي، فوصلني كتاب خاص منه، أعترف بأنه قد أخضعني، وملأني إعجابا بالذكاء العميق السامي الذي أملاه؛ فقد حوى أشرف العواطف لتهدئة إحساسي المتألم، وبين بكل إخلاص وتواضع تحبيذه الكبير لآرائي، ومدح ثبات الشباب وحميته مدحا ليس بالقليل، وقد نصح لي بعدم الضغط على هذه الحمية والغيرة، ولكن بعدم الذهاب بها بعد حدود مناسبة؛ حتى يعاون هذا كفاءتي ومقدرتي، وهكذا هدأت نفسي، وأوصيت بالصبر بضعة أيام على الأقل. إن هدوء العقل وسكونه، أيها الصديق، نعمة ثمينة ولكنها قصيرة الأجل.
الرسالة السادسة والأربعون
20 فبراير
فلتحفظ السماء أصدقائي الأعزاء، ولتغمرهم بنعم الحياة التي حرمت منها، ألبرت إنني أشكر لك بإخلاص ذلك الخداع الكريم؛ لقد انتظرت أن أنبأ بحفلة العرس، وعزمت أن آخذ في ذلك اليوم «السعيد لك» رسم شارلوت الجانبي من الحائط فأواريه مع أوراق أخرى. لقد ارتبطتما الآن وصورتها لا تزال باقية هناك، وكذلك فلتبق. ولم لا! ألا تجد شارلوت الآن في قلبها متسعا لي؟ بلى يا ألبرت؛ فأنت تسمح أن تكون لي المنزلة الثانية هناك، بل «يجب» أن يكون لي ذلك، ولو نسيتني لأصابني الخبل والجنون. إيه أيها الزوج السعيد! بل أنا الآن مختبل مجنون.
ولكن كن سعيدا يا ألبرت، وأنت يا شارلوت، أيتها المخلوقة الملائكية، لتكوني أسعد بنات جنسك.
الرسالة السابعة والأربعون
15 مارس
حدث منذ قليل حادث غريب يمنع، دون شك بقائي هنا. لقد نفد صبري، وأصبح الاحتمال لا يطاق، وليس ثمة من علاج، وصديقي السبب في ذلك كله؛ فأنت الذي لججت علي وألححت لأقبل هذا المنصب الذي لا أليق له بوجه ما، أنا واثق من هذا الآن، وكذلك يجب أن تكون، ولكن كيلا ينسب فشلي إلى حدة طبعي، فسيشفع هذا ببيان مفصل عن الأمر.
الرسالة الثامنة والأربعون
ناپیژندل شوی مخ