66

Ahwal Al-Muhtadar

أحوال المحتضر

خپرندوی

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

السنة ٣٦ العدد ١٢٤

د چاپ کال

١٤٢٤هـ.

ژانرونه

لهم ﷾: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ١. يقول ابن القيم: ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان؛ فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات؛ فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه ... ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبدًا؛ فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظنًا بربه أطوعهم له ...، وقد قال الله في حق من شك في تعلق سمعه ببعض الجزئيات، وهو السر من القول: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيرًا مما يعملون كان هذا إساءة لظنهم بربهم فأرداهم ذلك الظن ...، فتأمل هذا الموضع وتأمل شدة الحاجة إليه، وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاقي الله وأن الله يسمع ويرى مكانه ويعلم سره وعلانيته ولا يخفى عليه خافية من أمره وأنه موقوف بين يديه ومسؤول عن كل ما عمل وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره مبطل لحقوقه، وهو مع هذا يحسن الظن به، وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني”٢. ويشهد لهذا ما رواه أبو أمامة بن سهل قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير يومًا على عائشة، فقالت: لو رأيتما نبي الله ﷺ ذات يوم في مرض مرضه، وكان له عندي ستة دنانير أو سبعة، فأمرني النبي ﷺ أن أفرّقها، فشغلني وجع النبي ﷺ حتى عافاه الله، ثم سألني عنها فقال ”ما فعلت الستة - قال: أو السبعة؟ ” قلت: لا والله، لقد كان شغلني وجعك، قالت: فدعا بها، ثم صفها في

١ سورة فصلت / الآية ٢٣. ٢ الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص١٤.

1 / 134