احمد عرابي زعيم مفتری علیه
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
ژانرونه
وإنا لنرى في هذه الأدلة على حبه للحرية من القوة ما لا تجدي معه مكابرة، وعلى ذلك نتساءل: ألم يأن للناس أن ينصفوا هذا الرجل وقد قضى عليه أعداؤه، ثم قضوا بعد ذلك على تاريخه الحق؟
إننا بلد لا يعد غنيا الغنى المنشود في الرجال، وهذه حقيقة نثبتها والألم يرمض جوانحنا، فكيف نرضى مع ذلك أن نشايع أعداءنا فلا نثبت في سجل رجالنا هذا الرجل الذي يحق لنا أن نفخر به؟
ألم يأن لأبناء هذا الوطن أن ينظروا وهم بصدد قضية استقلاله إلى هذا الرجل نظرتهم إلى زعيم جاهد في الوطن حق جهاده، وأن يكفوا عن تلك النظرة الظالمة التي تصوره رئيس عصابة من الأوزاع والهمج لا يسيرون على نهج ولا يبتغون من وراء سيرهم غاية؟
ألم يأن لأبناء هذا الوطن أن يفطنوا إلى أن الاحتلال هو الذي صور عرابيا هذه الصورة المنكرة ليبرر بذلك وجوده؟ وأنهم بمجاراتهم الاحتلال وصنائعه إلى يومنا هذا فيما ادعى إنما يثبتون على أنفسهم الغفلة ويسيئون إلى رجل ما فكر يوما في الإساءة إلى وطنه؟ رجل إن كثرت أخطاؤه فقد حسنت نياته، وإن فاته النجاح فقد عظم في سبيل النجاح بلاؤه، في حين قد قل في المحنة نصراؤه، وتعدد غداة الروع أعداؤه ... •••
لا جناح على عرابي أن يعود إلى ميدان النضال في سبيل المبادئ التي اعتنقها المصريون ووطدوا العزم على تحقيقها، بل إن ذلك لا غيره ما كان ينتظر منه، وما كان ليقبل منه قعود، ولو أنه وقف في جهاده عند وثبته الجريئة يوم عابدين لحق عليه ما نسبه إليه خصومه من النزق والسير على غير هدى ...
ومن أعجب ما يسمعه المرء من أقوال هؤلاء الخصوم قولهم: لقد أجيبت مطالب الجند على نحو ما كان عرابي نفسه يحب، فما عودته إلى التدخل فيما ليس من شأنه؟ وأي غفلة أشد من هذه الغفلة؟ وإذا كان مثل هؤلاء يجهلون حقيقة الثورة العرابية هذا الجهل المعيب فكيف السبيل إلى إقناعهم؟
وها هم أولاء الوطنيون يسقطون شريفا، ويتمسكون بحق مجلس الشورى بالنظر في الميزانية. وقد رأوا من أعداء البلاد غدرهم الأثيم، فهل نرمي هؤلاء بالفوضى والشطط؟ وإذا كنا نسمي عملهم تحمسا وغيرة وطنية، فلم نستكثر ذلك على عرابي وقد غضب كما غضبوا وتحمس كما تحمسوا؟
سيعود عرابي إلى الجهاد فيقف في وجه الدولتين الطامعتين، وسيسير زعيم الثورة على رأس جيش من أبناء هذا الوادي ليذود عنه في بسالة جريئة وحفاظ مر وفق ما توجبه الوطنية والرجولة، وهذا لعمر الحق ما كان يطلب منه في مثل هاتيك الظروف، أما الفوز فأمر قد يخرج عن تصريفه، وسبيله إليه محدود بحدود طبيعته ومقدرته، ولقد يتوفر للقائد من أسباب الفوز ما يكاد معه يعتقد أنه قبل وقوعه حقيقة لا سبيل إلى الريبة فيها، ثم ينظر فإذا تلك الحقيقة خيال أو دون الخيال، ولئن أخطأ قائد أبلى مثلما أبلى عرابي فلن تحمل أخطاؤه على معنى آخر كما حملت أخطاء عرابي ظلما وعدوانا على معاني الخيانة والمطامع الشخصية ...
حسب عرابي أن يجاهد وأن يقاتل وأن يثبت للدنيا أن في مصر من يذود عنها وعن الحق بالسيف ...
عرابي الوزير
ناپیژندل شوی مخ