احمد عرابي زعيم مفتری علیه
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
ژانرونه
هذا ما أعده عرابي لوثبته الثانية في سبيل حرية وطنه، أو هذا ما يعتزمه من إقدام الرجل الذي وصفه خصومه فيما وصفوه به بالجبن والخوف والرغبة في الخلاص والهرب ... ألا ليت كل شجاعة تكون كهذا الجبن الذي يصفون، وليت كل شجاع مستطيع أن ينهض لما نهض له أحمد عرابي ...
يوم عابدين
هذا هو اليوم التاسع من شهر سبتمبر سنة 1881، أعظم يوم في تاريخ القومية المصرية، ذلك التاريخ الذي افتتح في شهر مايو سنة 1805 حين سار السيد عمر مكرم والشيخ عبد الله الشرقاوي على رأس جمهور المصريين إلى منزل محمد علي فألبسوه شارة الحكم دون أن يستأذنوا السلطان ...
وأخلق بهذا اليوم المشهود أن يكون له في نفوس المصريين مثل ما لليوم الرابع عشر من شهر يوليو في نفوس الفرنسيين ... وعلى الذين يعنون بتاريخ الحركة القومية في مصر أن يعلموا أبناء هذا الشعب أن اليوم الذي نتحدث عنه هو بدء حياتهم أمة لها كرامة ...
أخذ عرابي للأمر عدته على خير ما يستعد الرجل اليقظ إلى عواقب الأمور، فكتب إلى وزير الحربية يطلب إليه أن يبلغ الخديو بأن آليات الجيش جميعا ستحضر إلى ساحة عابدين في الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الجمعة 9 سبتمبر «لعرض طلبات عادلة تتعلق بإصلاح البلاد وضمان مستقبلها».
وأرسل عرابي إلى قناصل الدول يقطع عليهم سبيل الدس والنقول، فأنبأهم أن لا خوف على أحد من الأجانب فإنها سوف تكون مظاهرة سلمية تقتصر على أحوال البلد الداخلية ...
قال بلنت: «كان للمظاهرة كل ما يرجح أنها كانت سلمية، فلكي يقلل عرابي من خطر ما قد يكون من سوء الفهم، كتب إلى الخديو ينبئه بما اعتزم هو وزملاؤه من خطة، ويقولون إن الدليل على أنهم لا يبغون بها عداء لشخصه أنهم لم يذهبوا إليه في قصره بحي الإسماعيلية، وأنهم قصدوا مقره الرسمي في عابدين، وتوسلوا إليه أن يلقاهم هناك ليستمع إلى شكواهم.»
ذعر الخديو وذعر رياض وقد دعاه إليه كما دعا ستون باشا رئيس أركان حرب الجيش وأحمد خيري باشا رئيس ديوانه ليشاورهم في الأمر.
ورأوا أن يحاولوا إقناع عرابي بالإقلاع عن هذه المظاهرة، فأوفد الخديو إليه ياوره طه باشا لطفي، ورفض عرابي أن يعدل عما صمم عليه، وأخبره بأنه لا يريد أكثر من «أن يعمل مظاهرة عادلة لابد منها لضمان حرية الأمة وسعادتها».
وفي هذا الذي صنع الخديو ومن معه أبلغ دليل على ما وصلوا إليه من ضعف وقلة حيلة.
ناپیژندل شوی مخ