احمد عرابي زعيم مفتری علیه
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
ژانرونه
وخرج درويش من الميناء يقصد سراي رأس التين، فإذا بالشوارع التي مر بها هو ووفده ملأى بالمصريين وقد جاءوا يحيون الوفد، وترجمت لدرويش بعض الهتافات مثل قول المنادين:
8 «اللايحة اللايحة»، ورد الباقين: «مرفوضة مرفوضة» ... ومثل قول المتظاهرين: «ابعدوا السفن الأجنبية.»
ووقعت في نفس درويش ووفده موقعا مهيبا هذه المظاهرة القوية، ووجدوا أنفسهم أمام دليل قوي باهر على قوة الحركة الوطنية في مصر ...
وكان عبد الله نديم قد سافر إلى الإسكندرية قبيل وصول الوفد، فخطب في الناس خطبا حماسية، كانت عظيمة الأثر في إذكاء الروح الوطنية وإثارة شعور الوطنيين على المذكرة المشتركة والسفن الأجنبية ...
وزار الوفد ضريح السيد البدوي بطنطا وهو في طريقه إلى القاهرة. وقد سافر إليها في اليوم التالي بقطار خاص، وفي القاهرة نزل الوفد بسراي الجزيرة ...
ومما يذكره جون نينيه عن هذا السفر قوله: إن أعوان الخديو أرادوا أن يحولوا بين مندوب عرابي وبين الركوب صحبة درويش في عربته، فأخذه درويش بذراعه وأدخله معه في العربة ، وكذلك يذكر نينيه أن جماعات من المصريين حيت الوفد في كل من دمنهور، وكفر الزيات، وطنطا ...
وتلقاهم الخديو بسراي الإسماعيلية مرحبا مظهرا عظيم الحفاوة بهم، ثم رد الزيارة لدرويش باشا بسراي الجزيرة، وهناك أظهر له استياءه من حسن لقائه مندوب عرابي، ومن جفاء لهجته في مخاطبته إياه في سراي الإسماعيلية، فطيب درويش خاطره مظهرا أنه ما جاء إلا لتثبيت سلطة الخديو ...
وأظهر درويش في القاهرة عظيم دهشته وشديد نفوره مما رأى من تحمس الناس وجرأتهم، وخاصة علماء الأزهر الذين أظهروا عطفهم الشديد على عرابي ومبادئه، ولم يستثن منهم إلا الشيخ الإمبابي شيخ الجامع الأزهر والشيخ العباسي والشيخ البحراوي والشيخ السادات
9
الذين آثروا الانحياز إلى الخديو ...
ناپیژندل شوی مخ