96

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

قالت: «لا أستطيع القول إنني بالفعل عرفته حق المعرفة يا باراك.» وتابعت: «ربما لم يستطع أحد معرفته حق المعرفة على الإطلاق. فحياته كان التشتت سمتها. ولم يعرف أحد سوى حلقات منفصلة منها، حتى أبناؤه.

كنت خائفة منه. فأنت تعلم أنه لم يكن بجانبنا عندما ولدت. كان في هاواي مع أمك وبعدها ذهب إلى هارفارد. وعندما عاد إلى كينيا كان أخونا الأكبر - روي - وأنا ما زلنا طفلين صغيرين. وقد عشنا مع أمنا في قرية أليجو حتى ذلك الوقت. وكنت صغيرة للغاية على أن أتذكر تفاصيل مجيئه. كنت في الرابعة من عمري في حين أن روي كان في السادسة؛ لذا ربما يستطيع هو إخبارك بما حدث بصورة أكثر إسهابا. إنني لا أتذكر إلا عودته بصحبة السيدة الأمريكية التي تدعى روث ، وأنه أخذنا من أمي لنعيش معهما في نيروبي. كما أتذكر أن هذه السيدة - روث - كانت أول شخص من ذوي البشرة البيضاء أتعامل معه عن قرب، وأنه على حين غرة أصبح من المفترض أن تكون هي أمي الجديدة.» «لماذا لم تظلي مع أمك؟»

هزت أوما رأسها. وقالت: «لا أعرف السبب بالضبط. إلا أنه في كينيا يحتفظ الأزواج بأطفالهم في حالات الطلاق، إذا كانوا يريدون ذلك. وعندما سألت أمي عن هذا الأمر كان من الصعب عليها التحدث بخصوصه. ولم تقل شيئا سوى أن زوجة أبي الجديدة رفضت أن تعيش مع زوجة أخرى وإنها - أمي - اعتقدت أننا كأطفال من الأفضل أن نعيش مع والدنا لأنه كان ثريا.

في السنوات الأولى كان والدنا يعاملنا معاملة حسنة. كان يعمل في شركة بترول أمريكية، هي شركة شل. وكان ذلك بعد استقلال كينيا ببضع سنوات، وكان لأبينا علاقات جيدة مع كبار المسئولين في الحكومة. فقد كان أغلبهم زملاء له في المدرسة. نائب الرئيس والوزراء، وكانوا جميعا يأتون إلى المنزل لزيارته في بعض الأحيان ويشربون معه الخمر ويتحدثون في أمور السياسة. كان أبي يملك منزلا كبيرا. وكان يملك سيارة فارهة، وكان الجميع معجبا به لأنه حصل على قدر هائل من التعليم من خارج البلاد مع أنه لا يزال حديث السن للغاية، كما كان متزوجا من امرأة أمريكية وهو ما كان حينذاك أمرا نادرا؛ مع أنه بعد ذلك كان يخرج مع أمي في بعض الأحيان - في الوقت الذي كان لا يزال متزوجا من روث. كما لو كان يريد أن يظهر للناس أنه مقتدر. أو بعبارة أخرى يستطيع أن يحظى بهذه السيدة الأفريقية الجميلة عندما يريد. في تلك الأثناء ولد إخوتنا الأربعة الآخرون. مارك وديفيد من روث وولدا في منزلنا الكبير في ويستلاندز، وآبو وبيرنارد من أمي وعاشا معها وعائلتها في القرية. وفي ذلك الوقت لم نكن نعرف أنا وروي أيا من آبو وبيرنارد لأنهما لم يأتيا إلى المنزل لزيارتنا على الإطلاق، وعندما كان أبونا يزورهما كان يذهب دائما بمفرده دون أن يخبر روث.

لم أفكر في هذا الأمر كثيرا إلا فيما بعد؛ أعني في الطريقة التي قسمت حياتنا قسمين لأنني كنت صغيرة للغاية. وأعتقد أن الأمر كان أكثر صعوبة على روي لأنه كان كبيرا بما يكفي لتذكر كيف كانت المعيشة في أليجو مع والدتنا وعشيرتنا. أما أنا فكل شيء كان على ما يرام. وفي الواقع كانت روث - أمنا الجديدة - لطيفة إلى حد معقول معنا، وكانت تعاملنا كابنيها تقريبا. وأعتقد أن والديها كانا من الأثرياء؛ فقد كانا يرسلان لنا هدايا جميلة من الولايات المتحدة. وكلما استقبلنا أي هدية منهما سعدت كثيرا. لكنني أتذكر أن روي أحيانا كان يرفض أخذ هداياهما، حتى إن أرسلا لنا الحلوى. وأتذكر أنه ذات مرة رفض أخذ الشيكولاتة التي أرسلاها، لكن ليلا بعدما اعتقد أني نائمة رأيته يأخذ بعضا مما احتفظت به في دولابي. لكنني لم أقل شيئا لأحد لأنني كنت أعرف أنه حزين.

بعد ذلك بدأت الأمور تتغير. فعندما أنجبت روث مارك وديفيد تحول تركيزها إليهما. بالإضافة إلى أن والدنا ترك الشركة الأمريكية ليعمل في الحكومة في وزارة السياحة. ولعله كانت له طموحات سياسية. في البداية سارت الأمور على ما يرام في الحكومة. لكن الانقسامات في كينيا أصبحت أكثر خطورة عن ذي قبل بحلول عام 1966م أو 1967م. كان الرئيس كينياتا ينتمي لقبيلة الكيكويو وهي أكبر القبائل. لذا بدأت ثاني أكبر القبائل - وهي قبيلة لوو - الشكوى من أن قبيلة الكيكويو يحصل أهلها على أفضل الوظائف. وبذلك فاضت الحكومة بالدسائس والمؤامرات. وقال نائب الرئيس الذي يدعى أودينجا، الذي كان ينتمي لقبيلة لوو، إن الحكومة ازدادت فسادا. وبدلا من خدمة من حاربوا في سبيل تحقيق الاستقلال أخذ السياسيون الكينيون مكان الاستعماريين البيض واشتروا كل الشركات والأراضي التي كان يجب إعادة توزيعها على الشعب. حاول أودينجا الشروع في تكوين حزبه السياسي إلا أنه حكم عليه بالإقامة الجبرية في منزله باعتباره شيوعيا. بالإضافة إلى أن وزيرا بارزا آخر ينتمي لقبيلة لوو - وهو توم مبويا - اغتيل رميا بالرصاص على يد قاتل محترف من قبيلة الكيكويو. وهكذا بدأ أهل قبيلة لوو يتظاهرون في الشوارع. واتخذت الشرطة الحكومية إجراءات صارمة ردا على ذلك. وقتل الناس. وبالطبع غرس كل ذلك شكا أكبر بين القبائل.

صمت معظم أصدقاء أبي وسط هذه الأحداث ولم يحركوا ساكنا وتعلموا التعايش معها. لكن أبانا بدأ في التحدث. وأخبر الناس بأن النظام القبلي في طريقه إلى تخريب البلد وأن أفضل الوظائف باتت تمنح لغير الأكفاء. حاول أصدقاؤه تحذيره من المجاهرة بهذه الأقوال، لكنه لم يهتم بالأمر. وكان دائما ما يعتقد أنه يعرف الأفضل. وعندما تخطى المسئولون ترقيته تذمر علنا. وقال لأحد الوزراء: «كيف يمكن أن تكون رئيسا علي، مع أنني أعلمك كيف تؤدي مهام وظيفتك كما ينبغي؟» وصل الأمر إلى كينياتا في صورة أن والدنا من مختلقي المشكلات، واستدعي بالتالي لمقابلة الرئيس. وطبقا لما قص علي، فإن كينياتا قال لأبينا إنه لن يعمل في أي مكان حتى يمشي حافي القدمين.

في الواقع لا أعلم مدى صحة هذه التفاصيل. لكنني متأكدة من أن الأحوال كانت سيئة للغاية مع والدي في علاقته مع الرئيس بوصفه عدوا. حيث طرد من الحكومة ووضع اسمه على القائمة السوداء. ولم تعرض عليه أي من الوزارات العمل فيها. وعندما اتجه إلى الشركات الأجنبية ليعمل فيها جرى تحذير هذه الشركات من مغبة تعيينه. ولذا بدأ يبحث عن عمل خارج البلاد إلى أن وافقوا على تعيينه في بنك التنمية الأفريقي في أديس أبابا، لكن قبل أن يعمل فعليا سحبت الحكومة جواز سفره ولم يستطع مغادرة كينيا.

في نهاية الأمر اضطر إلى قبول العمل في وظيفة متواضعة في وزارة الري، ولم ينل هذه الوظيفة إلا بعد تدخل أحد أصدقائه الذي أشفق عليه. وفي الحقيقة ساعدت هذه الوظيفة في توفير الطعام والشراب، لكنها كانت له بمنزلة الضربة القاضية. بدأ والدنا يفرط في شرب الخمر، وتوقف كثيرون من معارفه عن زيارته لأن رؤيتهم معه أصبحت من الأمور الخطيرة آنذاك. وأخبروه أن حياته ستتحول للأفضل إذا ما اعتذر وغير من مواقفه. لكنه رفض واستمر في قول كل ما يخطر بباله.

فهمت معظم هذه الأمور عندما كبرت. وفي هذا الحين أدركت أن الحياة في المنزل أصبحت صعبة للغاية. فوالدنا لم يكن يتحدث مع روي أو معي على الإطلاق إلا إذا كان يريد توبيخنا. وكان يأتي إلى المنزل في وقت متأخر جدا وهو مخمور، وكنت أسمعه وهو يصيح في وجه روث يأمرها أن تعد له الطعام. ونتيجة لذلك شعرت روث بمرارة كبيرة؛ فقد تغير والدنا معها، وفي بعض الأحيان عندما يكون خارج المنزل كانت تقول لروي ولي إن والدنا مجنون، وإنها مشفقة علينا لأن لنا أبا كهذا. ومع ذلك فلم أكن ألومها، بل بالعكس كنت أحيانا أوافقها الرأي. لكنني لاحظت أكثر من أي وقت آخر أنها كانت تعاملنا بأسلوب مختلف عن أسلوب معاملة ابنيها. وكانت تقول إننا لسنا طفليها، وإنها ليس بيدها شيء تفعله لنا لمساعدتنا. فبدأت أنا وروي نشعر بأنه ما من أحد يهتم بأمرنا. وعندما تركت روث والدنا لم يكن شعورنا هذا بعيدا بكثير عن الحقيقة.

ناپیژندل شوی مخ