احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

باراک اوباما d. 1450 AH
90

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

بعد فترة من الوقت أصبحت الإعلانات المروجة لمنتجات «باور» أقل ظهورا في جريدة «ذا فاينال كول»، وبدا أن العديد ممن كانوا يستمتعون بخطب الزعيم فرقان استمروا في تنظيف أسنانهم ولكن بمعجون كريست. بالإضافة إلى ذلك نشرت حملة «باور» أخبارا عن الصعوبة التي تواجهها أية شركة سوداء؛ مثل الحواجز التي تعوق الدخول إلى السوق، ونقص التمويل، وتقدم المنافسين عليها بعدما أخرجوها من نطاق المنافسة منذ أكثر من 300 عام.

على أنني ظننت أنها قد عكست أيضا الاضطراب الحتمي الذي نشأ عندما اختزلت رسالة الزعيم فرقان إلى الحقائق الدنيوية المتعلقة بشراء معجون أسنان. وحاولت أن أتخيل مدير إنتاج «باور» وهو يستعرض توقعات مبيعاته. ورأيت أنه ربما تساءل لوهلة إن كان هناك معنى لتوزيع هذه المنتجات على سلاسل محلات السوبر ماركت القومية حيثما يفضل السود الشراء أم لا. وإذا كان قد رفض هذه الفكرة، فربما كان سيضع في حسبانه ما إذا كان سيستطيع أي سوبر ماركت يملكه السود - في محاولاته للتنافس مع السلاسل القومية - توفير مساحة على أرففه لمنتج كان هدفه استبعاد الزبائن البيض. وهل كان الزبائن السود سيشترون معجون أسنان بالبريد؟ وماذا عن احتمالية كون المورد الأرخص لأية مادة من المواد التي تدخل في تصنيع معجون الأسنان من البيض؟

كانت القضايا المتعلقة بالمنافسة والقرارات التي فرضها اقتصاد السوق وقاعدة الأغلبية موضوعات جميعها متعلقة بالسلطة. وكانت تلك الحقيقة القاسية - المتمثلة في أن البيض لم يكونوا أشباحا من السهل طردهم من أحلامنا، لكنهم كانوا موجودين في حياتنا اليومية باعتبارهم حقيقة نشطة ومتغيرة - هي التي شرحت لنا أخيرا كيف يمكن أن تزدهر القومية كعاطفة وأن تتعثر في خطواتها كبرنامج. وما دامت القومية بقيت كلعنة تطهيرية على العرق الأبيض فيمكنها إذن أن تحظى بتصفيق المراهقين العاطلين عن العمل المنصتين إلى الراديو أو رجال الأعمال المشاهدين للبرامج التليفزيونية التي تعرض في وقت متأخر من الليل. لكن التدني من مثل هذه الحماسة الموحدة إلى الخيارات العملية التي واجهها السود كل يوم كان انحدارا شديدا للغاية. حيث انتشرت الحلول الوسط انتشارا واسعا، وتساءل المحاسبون السود عن أشياء مثل: كيف سأفتح حسابا في البنك الذي يملكه السود إذا كان سيكلفني مبالغ إضافية عند الإيداع ولن يعطيني حتى قرضا تجاريا لأنه لا يستطيع تحمل المخاطرة؟ كما ذكرت إحدى الممرضات السوداوات أيضا قائلة: «البيض الذين أعمل معهم ليسوا شديدي السوء، لكن حتى إن كانوا كذلك لا أستطيع أن أترك وظيفتي؛ من ذا الذي سيدفع إيجار شقتي غدا أو يطعم أطفالي اليوم؟»

لم يكن لدى رفيق أية إجابات جاهزة عن هذه الأسئلة؛ فقد كان مهتما بتغيير قواعد السلطة بصورة أقل من اهتمامه بلون متوليها الذين يستمتعون بنعيمها. لم يكن هناك قط مكان على قمة الهرم، ومع ذلك ففي أي سجال يشكل في هذا الإطار كان ينتظر وقت طويل إلى أن يفيد السود بأي آراء علنا. وفي أثناء هذا الانتظار كانت تحدث أشياء مضحكة. فما كان يبدو في يد مالكولم إعلانا للحرب - وهو الإعلان بأننا لم نعد نستطيع تحمل ما لا يمكن تحمله - كان في الأصل شيئا سعى مالكولم للتخلص منه؛ كان عنصرا آخر من العناصر المثرية للخيال، وقناعا آخر للنفاق، وعذرا آخر للكسل وللتراخي. اكتشف سياسيون سود أقل موهبة من هارولد ما عرفه السياسيون البيض منذ وقت طويل الذي يتمثل في أن الحملات المعادية للعرق يمكن أن تخلق مجموعة كبيرة من القيود. أما القادة الأصغر في السن الذين يتوقون لصنع اسم لأنفسهم فقد دخلوا بكل ثقلهم وهم ينشرون نظريات التآمر في جميع أنحاء المدينة؛ فقالوا إن الكوريين يمولون منظمة كلو كلوكس كلان، وإن الأطباء اليهود يحقنون الرضع السود بفيروس الإيدز. وبذلك كانت هذه الأمور طريقا مختصرا لتحقيق الشهرة، إن لم يكن المال دائما. كان غضب السود يجد دائما سوقا رائجة مثله مثل الجنس أو العنف على شاشة التليفزيون.

لم يبد أن أي شخص تحدثت معه في الحي قد حمل هذا الحديث على محمل الجد. وكما كان الحال فقد كف الكثيرون بالفعل عن الأمل في أن السياسة بإمكانها تحويل حياتهم إلى الأفضل، وفرض مطالب أقل عليهم، وفيما يتعلق بهم فقد كانت ورقة الاقتراع - إذا ما اشتركوا في التصويت من الأساس - تذكرة لمشاهدة عرض جميل. وقال لي البعض إنه لم يكن لدى السود أية سلطة حقيقية للتأثير في الحوادث العارضة المتعلقة بمعاداة السامية أو انتهاك حقوق العمال الآسيويين، وعلى أية حال كان السود في حاجة إلى فرصة للتنفيس عن غضبهم بين الفينة والفينة، وكنا نقول بعضنا لبعض: ترى ماذا يقول في اعتقادك هؤلاء الناس عنا من وراء ظهورنا؟

مجرد كلام. لكن ما أثار قلقي بالفعل لم يكن الضرر الذي ألحقه الهراء بالمجهودات المبذولة في مبنى الاتحاد أو الألم النفسي الذي سببه للآخرين. بل كان المسافة بين كلامنا وأفعالنا، والتأثير الذي كنا نشعر به كأفراد وجماعات. وهذه الفجوة أفسدت كلا من اللغة والتفكير، وجعلتنا مهملين وشجعتنا على أن نحيد عن الحقيقة، وفي النهاية قتلت قدرتنا على تحميل أنفسنا المسئولية من ناحية وتحميل بعضنا بعضا إياها من ناحية أخرى. وبينما لم يعتبر أي من هذه الأمور جديدا على السياسيين أو القوميين السود - حيث استطاع رونالد ريجان التعامل مع الأمور بصورة جيدة باستخدام مهارته في اللعب بالألفاظ، وبدت الطبقة البيضاء من الشعب الأمريكي مستعدة لإنفاق أموال كثيرة على الأراضي في الضواحي وقوات الأمن الخاصة لإنكار وجود صلة دائمة بين البيض والسود - كان السود هم الذين قدموا هذا التصور. إن بقاء السود في هذا البلد كان معتمدا بصفة دائمة على أقل قدر من الأوهام، وكان غياب هذه الأوهام هو الذي استمر في الحياة اليومية لمعظم من قابلتهم من السود. وبدلا من تبني مثل هذه الأمانة الثابتة في أعمالنا العامة فإننا بدونا وكأننا نفقد سيطرتنا على الأمور وندع أرواحنا الجماعية تحلق أينما يحلو لها حتى ولو انغمسنا في يأس جديد.

ألم يكن الاعتداد بالنفس معتمدا فقط على الكفاح المستمر للموازنة بين الكلمات والأفعال، والرغبات الصادقة وخطط العمل القابلة للتطبيق؟ كان هذا الاعتقاد هو الذي قادني إلى العمل في مجال التنظيم، وهو أيضا الذي أرشدني إلى التوصل - ربما للمرة الأخيرة - إلى أن مفاهيم نقاء العرق والثقافة لم تكن ستستطيع الاستمرار بكونها الأساس للاعتداد بالنفس النموذجي للأمريكيين السود أكثر مما كانت لي. وكان إحساسنا بالوحدة ينشأ من شيء أكثر نقاء من السلالات التي ورثناها، وكان له جذور في قصص السيدة كرينشو والسيد مارشال وروبي ورفيق ... في كل التفاصيل المشوشة المتناقضة لخبراتنا. •••

ابتعدت عن العمل لمدة أسبوعين لزيارة عائلتي. وعندما عدت اتصلت بروبي وأخبرتها بأنني كنت في حاجة إليها لحضور اجتماع في مساء يوم السبت.

صمت طويل. ثم قالت: «بخصوص ماذا هذا الاجتماع؟» «سترين. لكن استعدي في السادسة مساء ... سنتناول الطعام في البداية.»

كان مكان الاجتماع يبعد بساعة كاملة عن شقة روبي، حيث كان في حي من أحياء الجانب الشمالي حيثما هاجر المغنون وراقصو الجاز سعيا وراء جمهور يدفع لهم المال. وجدنا مطعما فيتناميا طلبنا فيه طبق نودلز وجمبري وتحدثنا في أثناء تناول الطعام عن رئيسها في العمل، وعن المضاعفات التي كانت تعانيها بسبب آلام ظهرها. بدت المحادثة متكلفة، مع أننا لم تمر علينا لحظات صمت أو تفكير، وفي أثناء حديثنا كنا نتجنب نظرات كل منا للآخر.

ناپیژندل شوی مخ