احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

باراک اوباما d. 1450 AH
89

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

في تحدثي مع القوميين المجاهرين بهويتهم القومية - من أمثال رفيق - اكتشفت كيف لعب الاتهام العام لكل ما هو أبيض دورا رئيسيا في رسالتهم عن الشعور بالأمل، وفي الطريقة التي أصبح يعتمد فيها كل طرف على الآخر على الأقل نفسيا. ذلك لأنه عندما يتحدث القومي عن إحياء القيم باعتباره الحل الوحيد للتغلب على فقر السود، فإنه كان ينتقد الجمهور الأسود من المستمعين إليه نقدا ضمنيا - إن لم يكن نقدا صريحا - بحجة أننا لسنا مضطرين لأن نحيا بالطريقة التي حيينا بها. وما دام هناك أشخاص استطاعوا استيعاب هذه الرسالة البسيطة واستخدامها لخلق حياة جديدة لأنفسهم - هؤلاء الأشخاص الذين كانت لديهم الميول ذات المشاعر المتبلدة التي طالب بها «بوكر تاليافيرو واشنطن» أتباعه ذات مرة - فإن هذا الحديث بدا في آذان العديد من السود وكأنه يذكرهم بالتفسيرات التي دوما ما كان يقدمها البيض كأسباب لفقر السود؛ التفسيرات التي استمررنا نعاني بسببها، إن لم يكن من الشعور الموروث بالدونية، فإنه من الضعف الثقافي بعد ذلك. كانت رسالة تجاهلت السببية والأخطاء، رسالة خارج حدود التاريخ وتخلو من السيناريو أو الحبكة التي ربما تصر على تسلسل الأحداث. وفيما يتعلق بأناس جردوا من تاريخهم ولا يملكون ما يؤهلهم لاستعادة هذا التاريخ بأي شكل من أشكاله - بخلاف الشكل الذي يرفرف على شاشات التليفزيون - فإن الدليل على ما كنا نراه يوميا كان يؤكد أسوأ شكوكنا في أنفسنا.

قدمت القومية هذا التاريخ في صورة قصة أخلاقية واضحة كان من السهل تناقلها وفهمها. وكان الهجوم المعتاد على العرق الأبيض والسرد المستمر للتجربة القاسية التي تعرض لها السود في هذا البلد هو عصا التوازن التي استطاعت منع أفكار المسئولية الشخصية والجماعية من إلقاء نفسها في بحر من اليأس والإحباط. نعم، كان القوميون يقولون إن حالة السود المزرية لم تحدث بسبب عيب متأصل فيهم كسود، بل تسبب فيها البيض. وفي الواقع فإن البيض ليس لديهم مشاعر، بل مخادعون أيضا لدرجة تجعلنا لم نعد نتوقع أي شيء منهم. فشعورك بكراهيتك لذاتك - الذي يدفعك إلى الإفراط في شرب الخمر أو إلى السرقة - غرس بداخلك على أيديهم. لذا اطردهم بعيدا عن تفكيرك، وحرر قواك الحقيقية. أو كما تقول الأغنية: «انهض أيها العرق الجبار.»

ساعدت عملية الاستبدال هذه - أي الاشتراك في انتقاد الذات في الوقت الذي نبعد فيه أنفسنا عن موضوع الانتقاد - في تفسير النجاح الباهر لمنظمة أمة الإسلام في تغيير حياة مدمني المخدرات والمجرمين. على أنه إذا كانت قد تناسبت بصفة خاصة مع هؤلاء الذين يعيشون في قاع المجتمع الأمريكي، فإنها خاطبت أيضا جميع الشكوك المستمرة لذلك المحامي الذي سعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق النجاح الباهر في حين كان يتعرض لصمت الناس جميعا عند دخوله أماكن الاجتماعات، وطلاب الجامعة من الشباب الذين كانوا يقدرون بحذر المسافة بين أنفسهم وبين الحياة في شوارع شيكاغو المتدنية وهم يشعرون بالخطر الذي توحي به هذه المسافة، وجميع الأفراد السود الذين اتضح أنهم شاركوني صوتا كان يهمس بداخلهم قائلا لهم: «إنكم لا تنتمون إلى هذا المكان.»

إلى حد ما، كان رفيق محقا عندما أصر على أن جميع السود كانوا في أعماقهم قوميين. هذا في حين كان الغضب موجودا باستمرار، بداخلهم، متراكما في أعماقهم. وعندما فكرت في روبي وعينيها الزرقاوين، وفي الصبية وهم ينادون بعضهم بعضا بالزنجي وما هو أسوأ، تساءلت عما إذا كان رفيق - الآن على الأقل - مخطئا في تفضيل إعادة توجيه هذا الغضب؛ أي هل كانت سياسة السود التي منعت الغضب من البيض بصفة عامة - أو فشلت في السمو بالولاء للعرق عن كافة مستويات الولاء الأخرى - سياسة غير ملائمة للمهمة.

كان من المؤلم وضع هذه الفكرة في الحسبان؛ ألم لم يختلف الآن عما كان قبل سنوات طويلة. فقد تناقضت مع الأخلاقيات التي علمتني إياها والدتي؛ أخلاقيات الفوارق الدقيقة بين أصحاب النية الحسنة والذين يرجون إلحاق الضرر بي، بين سوء النية والجهل أو اللامبالاة. لقد كانت لي مساهمة شخصية في هذا الإطار الأخلاقي حيث اكتشفت أنني لن أستطيع الهروب منه مهما حاولت. ومع ذلك فربما كان هذا الإطار الأخلاقي هو الإطار الذي لم يعد السود في هذا البلد قادرين على احتماله، وربما يكون قد أضعف عزيمتهم وتسبب في إحداث الاضطراب بين الطبقات. واستدعت الأوقات العصيبة وجود إجراءات عصيبة مثلها، ورأى كثيرون من السود أن الأوقات كانت عصيبة بصفة دائمة. ربما لو كانت القومية قد استطاعت أن تخلق حالة فعالة وقوية من التقوقع، والوفاء بوعدها باحترام الذات، لقلت أهمية الجرح الذي أصاب حسني النية من البيض أو الاضطراب الداخلي الذي سببته لأفراد مثلي. •••

هذا لو كانت القومية استطاعت. أصبح من الواضح أن القضايا المتعلقة بالكفاءة، وليس العواطف، سببت معظم خلافاتي مع رفيق، وذات مرة - بعد انقضاء اجتماع شائك للغاية مع مكتب العمدة للتدريب والتوظيف - طلبت منه إن كان في مقدوره حشد أتباعه إذا كان من الضروري أن تكون هناك مواجهة حاسمة بين العامة من جهة ومجلس المدينة من جهة أخرى.

قال رفيق: «ليس لدي وقت حتى أتجه إلى أماكن عديدة لتوزيع النشرات محاولا شرح كل شيء للعامة.» وتابع قائلا: «معظم الأفراد هنا لا يهتمون بالأمر بطريقة أو بأخرى. ومن يهتم منهم بالأمر زنجي خائن سيحاول إفساد الأمور. والمهم الآن هو أن نجعل خطتنا محكمة للغاية ونحصل على موافقة مجلس المدينة. تلك هي طريقة تنفيذ الأعمال. وبعد ذلك يمكنك إعلانها بأية طريقة تفضل.»

اختلف أسلوبي مع أسلوب رفيق؛ فمع كل هذا الحب الذي كان يعلن أنه يكنه للسود، بدا وكأنه لا يثق بهم كثيرا. لكنني عرفت أيضا أن أسلوبه كان ناتجا عن عدم قدرة لأنني اكتشفت أن مؤسسته وكذلك المسجد التابع له لم يستطيعا الحصول على عضوية أكثر من 50 شخصا. ولم ينبع تأثيره من أي دعم مؤسسي قوي، لكن من استعداده لحضور أي اجتماع يمت بصلة - ولو من بعيد - لروزلاند ومن دحض آراء معارضيه فيها.

إن ما كان رفيق يعتبره صحيحا كانت المدينة كلها تعتبره كذلك، ودون التأثير المركز لحملة هارولد، انحلت القومية إلى أن أصبحت موقفا أكثر منها برنامجا ماديا، مجموعة من المظالم وليست قوة منظمة، وصورا وأصواتا ملأت وسائل الإعلام ولكنها خلت من أي وجود مادي. ومن بين المنظمات القليلة الهادفة إلى رفع الراية القومية، لم يكن لأية منظمة عدد كبير من الأنصار والأتباع سوى منظمة أمة الإسلام؛ فقد كانت خطب الزعيم فرقان التي كان يرفع فيها صوته ويخفضه على نحو إيقاعي يحضرها جمهور كبير، وكان هناك أيضا عدد كبير يستمع إلى برامجه الإذاعية. لكن العضوية النشطة في المنظمة بشيكاغو كانت أصغر من ذلك بكثير - إذ بلغت بضعة آلاف وربما بلغت قرابة عدد جماعة المصلين في إحدى أكبر أبرشيات السود في شيكاغو - وكانت قاعدة هذه المنظمة نادرا ما تشجع على المناقشة السياسية أو تدعم البرامج الواسعة النطاق. وفي الحقيقة فإن الوجود الملموس للمنظمة في الأحياء كان وجودا اسميا فقط، ومقتصرا بصفة أساسية على الأفراد الحسني المظهر الذين يرتدون الحلل وأربطة العنق ويقفون في تقاطعات الطرق العامة الرئيسية لبيع جريدة الأمة التي حملت اسم «ذا فاينال كول».

كنت بين الحين والآخر أشتري الجريدة من هؤلاء الرجال المهذبين دائما. وكان سبب شرائي لها أحيانا هو شفقتي عليهم بسبب ارتدائهم حللا ثقيلة في الصيف ومعاطف خفيفة في الشتاء، أو بسبب أن عناوينها شديدة الإيجاز على غرار صحف «التابلويد» كانت تلفت انتباهي (مثل: سيدة قوقازية تعترف: البيض أبالسة.) وعلى الصفحة الأولى كنت أجد إعادة نشر خطب الزعيم، بالإضافة إلى أخبار مقتطفة مباشرة من وكالة «أسوشيتد برس» ما لم يكن مقصودا بها أغراض تحريرية تجميلية (مثل: أعلن السناتور اليهودي ميتزنبوم اليوم ...). واحتوت الجريدة أيضا على باب للصحة، مشتملا على وصفات أطعمة قدمها الزعيم فرقان خالية من لحم الخنزير، وإعلانات عن شرائط فيديو مسجل عليها خطب الزعيم (وكان يمكن شراؤها باستخدام بطاقات الفيزا أو الماستركارد)، علاوة على بعض الإعلانات عن مستلزمات النظافة والزينة - مثل معجون الأسنان وما شابه ذلك - التي طرحتها المنظمة تحت العلامة التجارية «باور» كجزء من استراتيجية لتشجيع السود على إنفاق أموالهم داخل نطاق مجتمعهم.

ناپیژندل شوی مخ