احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

باراک اوباما d. 1450 AH
64

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

ارتدى مارتي نظارته مرة أخرى وحدق النظر إلي. وقال: «ليس الأمر متعلقا بمن المسئول.» وتابع: «لكنه متعلق بما إذا كان يمكن أن يقدم أي سياسي أو أي شخص في نبوغ هارولد الكثير من أجل كسر هذه الدائرة المغلقة. كما أن المدينة المنقسمة إلى نقيضين ليست بالضرورة شيئا سيئا للسياسي. سواء أكان أبيض أم أسود.»

عرض مارتي علي أن أبدأ العمل براتب 10 آلاف دولار في السنة الأولى، بالإضافة إلى بدل سفر يقدر بألفي دولار لشراء سيارة، وفي حالة تحسن الأحوال سيزداد الراتب. بعد أن رحل سلكت الطريق الأطول للعودة إلى المنزل وهو كورنيش نهر إيست ريفر، وحاولت أن أسبر غور هذا الرجل. وفي النهاية توصلت إلى أنه رجل ذكي ويبدو ملتزما تجاه عمله. لكن ظل هناك شيء يجعلني أشعر بالتحفظ تجاهه. ربما كان هذا الشيء هو ثقته المفرطة أو لعله لونه الأبيض. وقد قال هو نفسه إن لونه هذا كان مشكلة له.

أضيئت مصابيح الأعمدة المزخرفة القديمة، وبدأ قارب طويل بني اللون في شق طريقه خلال المياه الرمادية في اتجاه البحر. جلست على مقعد للتفكير في الخيارات المتاحة أمامي، ورأيت سيدة سوداء وابنها الصغير يقتربان مني. جذب الولد أمه تجاه سور الكورنيش المعدني إلى أن أصبحا يقف أحدهما بجانب الآخر، ولف ذراعه حول ساقها فكونا ظلا عكسه الشفق على الأرض. وفي آخر الأمر رفع الطفل عنقه لأعلى وبدا كأنه يسأل أمه سؤالا. استجابت السيدة بهز كتفيها وتقدم الطفل بخطوات قليلة تجاهي.

صاح الولد: «عذرا سيدي.» وتابع: «أتعرف لماذا في بعض الأحيان يتدفق النهر في هذا الاتجاه، ثم يتدفق في الاتجاه الآخر في أحايين أخرى؟»

ابتسمت السيدة وهزت رأسها، قلت إنه من المحتمل تعلق هذا الأمر بالمد، وبدا الولد راضيا عن هذه الإجابة، ثم عاد إلى أمه. وبينما شاهدتهما وهما يختفيان من أمام عيني في الظلام أدركت أنني لم ألحظ مطلقا أي طريق يتدفق النهر فيه.

بعد ذلك بأسبوع ملأت سيارتي بالوقود واتجهت إلى شيكاغو.

الفصل الثامن

لم تكن تلك هي المرة الأولى لذهابي إلى شيكاغو، حيث زرتها خلال الصيف الذي تلا زيارة والدي لهاواي، قبل عيد ميلادي الحادي عشر، وكان ذلك عندما قررت جدتي أنه حان الوقت لأن أرى أراضي الولايات المتحدة. ربما يكون قرارها هذا وزيارة أبي مرتبطين أحدهما بالآخر، حيث وجود أبي (مرة أخرى) وقد أزعج العالم الذي صنعه جدي وجدتي لنفسيهما، وبعث في جدتي الرغبة في استعادة الماضي واسترجاع ذكرياتها ونقلها إلى أحفادها.

استغرقت الرحلة ما يزيد عن شهر، وكنت قد سافرت أنا وجدتي وأمي ومايا، أما جدي فلم تكن لديه رغبة في السفر حينئذ ولذا فضل عدم مصاحبتنا. انطلقنا إلى سياتل، واتجهنا منها للجنوب إلى ساحل كاليفورنيا وديزني لاند، ثم اتجهنا شرقا إلى وادي جراند كانيون، ثم عبرنا منطقة السهول الكبرى لنصل إلى مدينة كانزاس سيتي، وبعدها اتجهنا لأعلى إلى البحيرات العظمى قبل أن ننطلق غربا مرورا بمتنزه يلوستون. وخلال هذه الرحلة كانت وسيلة مواصلاتنا هي غالبا أتوبيسات شركة جريهاوند، وأقمنا في فندق هوارد جونسون، وكنا نشاهد جلسات الاستماع في فضيحة ووترجيت كل مساء قبل النوم.

مكثنا في شيكاغو ثلاثة أيام في نزل في منطقة ساوث لوب. ومع أننا كنا في شهر يوليو فإنني لسبب أو لآخر أتذكر أن الطقس آنذاك كان باردا وملبدا بالغيوم. كان بالفندق حمام سباحة داخلي، الأمر الذي أدهشني لأنه في هاواي لم تكن توجد حمامات سباحة داخلية. وذات مرة كنت واقفا أسفل أحد جسور شبكة القطارات المعلقة وأغمضت عيني وقت مرور القطار، وصرخت بأقصى ما استطعت. وفي متحف فيلد رأيت رأسين آدميين صغيرين للغاية معروضين في صندوق زجاجي. وكان لهما وجهان تعلوهما التجاعيد، لكنهما كانا محفوظين في حالة جيدة، وكان حجم كل منهما لا يزيد عن حجم كف يدي، وكان الفمان والعيون مغلقة بإحكام، تماما كما كنت أتوقع. كان يبدو أنهما أوروبيا العرق، وكان للرجل لحية صغيرة مشذبة جعلته شبيها بالغزاة الإسبان الذين هاجموا وسط وجنوب أمريكا في القرن السادس عشر، وعلا رأس السيدة شعر أحمر منساب. حدقت النظر إلى كليهما فترة طويلة (إلى أن جذبتني أمي بعيدا عنهما)، وانتابني شعور وقتها - في ظل مشاعر السخرية التي يمكن أن يشعر بها صبي صغير - كما لو أنني عثرت بالصدفة على أضحوكة هائلة. لم تكن حقيقة أن الرأسين صغيرا الحجم للغاية هي التي أدهشتني وفاقت قدرتي على الفهم؛ حيث كان شأنها شأن فكرة أكل لحم النمور مع لولو. فقد كان شكلا من أشكال السحر يستهدف استعراض السيطرة والقوة، بل إن ما أدهشني هو أن هذين الوجهين الأوروبيين الصغيرين كانا معروضين في إطار زجاجي، حتى يتمكن الغرباء - وربما المنحدرون من الأصل نفسه أيضا - من ملاحظة تفاصيل قدرهما المشئوم، إلى جانب حقيقة أنه لم يبد أن أحدا قد فكر في هذه المفارقة. وعلى الجانب الآخر كان لأضواء المتحف المزعجة واللافتات المنمقة الموضوعة على المعروضات، واللامبالاة البادية على زائري المتحف المارين تأثير سحري من نوع آخر أو هو جهد آخر يبذل لإظهار القوة والسيطرة.

ناپیژندل شوی مخ