احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

باراک اوباما d. 1450 AH
30

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

ومع ذلك فكانت هناك طفلة أخرى في فصلي تذكرني بألم من نوع آخر. اسمها كوريتا، وقبل وصولي كانت هي الفتاة السوداء الوحيدة في الصف. كانت ممتلئة الجسد وسوداء البشرة ولا يبدو أن لديها أصدقاء كثيرين. ومنذ اليوم الأول كل منا تجنب الآخر لكنه راقبه من بعيد، كما لو أن أي اتصال مباشر بيننا سيذكرنا بشدة بعزلتنا.

وفي النهاية في أثناء فترة الفسحة في يوم حار سماؤه صافية من الغيوم وجدنا نفسينا في الركن نفسه من الفناء. لا أذكر ما دار بيننا من حديث، لكني أذكر أنها فجأة كانت تركض خلفي عبر القضبان الأفقية والعمودية التي يستعملها التلاميذ في اللعب. وكانت تضحك بسعادة وكنت أنا أغيظها وأراوغ بالركض بين تلك القضبان، حتى أمسكتني في النهاية وسقطنا على الأرض لا نستطيع التقاط أنفاسنا. وعندما نظرت لأعلى رأيت مجموعة من الأطفال لم أر وجوههم بوضوح أمام وهج الشمس يشيرون إلينا.

قالوا: «كوريتا لديها حبيب! كوريتا لديها حبيب!»

ارتفع صوت الغناء عندما التف حولنا أولاد آخرون.

تمتمت: «إنها ليست حبيبتي.» ونظرت إلى كوريتا أنتظر منها الدعم، لكنها كانت تقف مكانها تنظر إلى الأرض. «كوريتا لديها حبيب! لماذا لا تمنحها قبلة أيها الحبيب؟»

فصرخت: «أنا لست حبيبها.» وركضت باتجاه كوريتا ودفعتها برفق، فترنحت إلى الخلف ونظرت إلي دون أن تقول شيئا. فصرخت أنا مرة أخرى: «دعيني وشأني!» وفجأة أطلقت كوريتا ساقيها للريح وأخذت تركض أسرع فأسرع حتى اختفت عن الأنظار. وتصاعدت ضحكات السعادة من حولي. ثم دق جرس انتهاء الفسحة، وظهر المدرسون ليعيدونا إلى الفصول.

ظلت تلك النظرة التي ارتسمت على وجه كوريتا قبل أن تركض تطاردني فيما تبقى من ظهيرة ذلك اليوم؛ نظرة خيبة الأمل والاتهام. وأردت أن أشرح لها بطريقة ما أن المسألة ليست شخصية؛ كل ما في الأمر أنه لم تكن لدي حبيبة قط ولا أرى حاجة لأن تكون لدي واحدة الآن. لكني لم أعرف حتى هل كان ذلك صحيحا، كل ما كنت أعرفه هو أن وقت التفسير قد فات، وأنني تعرضت للاختبار، وكانت النتيجة أنني غير كفء، وكلما اختلست النظر إلى مقعد كوريتا رأيتها ورأسها ينحني على كتبها تبدو كما لو أن شيئا لم يحدث، منطوية على نفسها ولا تطلب عطفا من أحد.

خلقت خيانتي هذه مسافة بيني وبين الأطفال الآخرين، وعلى غرار كوريتا تركوني وشأني تقريبا. كان لدي عدد قليل من الأصدقاء وتعلمت ألا أتحدث كثيرا في الفصل، وتعلمت أن ألقي بكرة متذبذبة. لكن منذ ذلك اليوم شعرت أن جزءا مني قد سحق ودمر، ووجدت ملاذا في الحياة التي كان جداي يحييانها. فبعد انتهاء اليوم الدراسي كنت أسير مسافة المجمعات السكنية الخمسة التي تفصل المدرسة عن منزلنا، وإذا كان في جيبي نقود أتوقف في بعض الأحيان عند كشك صحف يديره رجل أعمى كان يدعني أعرف المجلات المصورة الجديدة التي ظهرت في الأسواق. وكان جدي يبقى في المنزل ليفتح لي الباب، وعندما ينام بعد الظهر أشاهد أفلام الكرتون ومسلسلات كوميديا الموقف أثناء إعادة عرضها. وفي الرابعة والنصف أوقظ جدي ونأخذ السيارة إلى وسط المدينة كي نقل جدتي. وأؤدي واجبي المنزلي وقت العشاء الذي كنا نتناوله ونحن نشاهد التليفزيون. وأقضي باقي الأمسية أتفاوض مع جدي على البرامج التي سنشاهدها، ونتناول أحدث الوجبات الخفيفة التي عثر عليها في المتجر. وفي العاشرة مساء أذهب إلى غرفتي (فبرنامج جوني كارسون يذاع في ذلك الوقت ومشاهدة هذا البرنامج لا تخضع للمناقشة)، وأخلد إلى النوم على أنغام موسيقى البرنامج الإذاعي «توب فورتي».

شعرت بالأمان وأنا في حضن الثقافة الأمريكية الاستهلاكية الناعم المتسامح، كان الأمر كما لو أني سقطت في مرحلة سبات عميق. وفي بعض الأحيان أتساءل كم من الوقت كنت سأظل في هذه المرحلة إذا لم تكن جدتي وجدت ذلك التلغراف في صندوق البريد في أحد الأيام.

فقد قالت: «والدك سيأتي لرؤيتك.» وتابعت: «هذا سيكون الشهر القادم. بعد أسبوعين من وصول والدتك. سيظلان هنا حتى نهاية الاحتفال برأس السنة.»

ناپیژندل شوی مخ