احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

باراک اوباما d. 1450 AH
23

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

لم أجب عليه، فنظر بعينين شبه مغمضتين إلى السماء. وقال في النهاية وهو ينهض على قدميه: «من الأفضل أن تكون قويا.» وتابع: «وإذا لم تستطع أن تكون قويا، فكن ذكيا وتحالف مع شخص قوي. لكن من الأفضل دائما أن تكون أنت نفسك قويا. دائما.» •••

كانت أمي تراقبنا من داخل المنزل، وهي تجلس إلى مكتبها تصحح الأوراق. وتتساءل في نفسها: ما الذي يتحدثان عنه؟ دماء وأحشاء على الأرجح، وربما ابتلاع المسامير. فمثل هذه الأمور تروق للرجال.

وأطلقت ضحكة عالية ثم توقفت. فهذا ليس عدلا. إنها ممتنة بالفعل لاهتمام لولو بي. فلم يكن سيعامل ابنه بطريقة مختلفة. وتعلم أنها محظوظة لطيبة قلب لولو. وضعت أمي أوراقها جانبا وراقبتني وأنا أمارس تمارين الضغط. وأخذت تفكر في أن ابنها يكبر بسرعة. وحاولت أن تتخيل نفسها يوم وصولنا؛ أم في الرابعة والعشرين من عمرها ومعها طفل في رعايتها، ومتزوجة من رجل لا تكاد تعرف تاريخه أو بلده. وأدركت في ذلك الوقت أنها لم تكن تعلم حينها إلا أمورا قليلة، وأنها كانت تحمل براءتها مع جواز سفرها الأمريكي. وكان من الممكن أن تصبح الأمور أسوأ، بل أسوأ بكثير.

لقد توقعت أن تكون هذه الحياة الجديدة صعبة. وقبل أن تغادر هاواي حاولت أن تعلم كل ما يمكنها عن إندونيسيا: تعداد سكانها؛ فهي خامس دولة في العالم من حيث تعداد السكان وبها المئات من القبائل واللهجات المحلية، وحاولت معرفة تاريخها مع الاستعمار؛ إذ احتلتها في بادئ الأمر هولندا أكثر من ثلاثة قرون، ثم اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، سعيا وراء التحكم في مخزونها الكبير من النفط والمعادن والأخشاب، ومعركتها من أجل الاستقلال بعد الحرب وظهور مقاتل من أجل الحرية اسمه سوكارنو ليكون أول رئيس للبلاد. ومنذ عهد قريب نحي سوكارنو لكن التقارير تقول إنه كان انقلابا غير دموي، وإن الشعب أيد التغيير. إذ قالوا إن سوكارنو أصبح فاسدا، مستبدا يعتمد على الخطب المتوهجة لإثارة مشاعر الجماهير، وشديد الانجذاب للشيوعيين.

وإندونيسيا دولة فقيرة ومتخلفة وغريبة تماما، هذا هو ما كانت تعرفه. وكانت مستعدة لمواجهة الدوسنتاريا والحمى، واستعدت لعدم وجود الماء الساخن في الحمامات، وأن عليها أن تجلس القرفصاء على حفرة في الأرض لتتبول، واستعدت لانقطاع الكهرباء كل بضعة أسابيع، وللجو الحار وللناموس المستمر. إنها أمور مزعجة حقا، لكنها كانت أقوى مما تبدو عليه، بل أقوى حتى مما كانت تعرف عن نفسها. وعلى أية حال كان هذا أحد أسباب انجذابها للولو بعد رحيل باراك؛ الوعد بشيء جديد ومهم، مساعدة زوجها في إعادة بناء بلد في مكان مشحون ومليء بالتحديات بعيدا عن متناول يد والديها.

لكنها لم تكن مستعدة للوحدة، الوحدة الدائمة مثل ضيق التنفس. لم يكن بإمكانها أن تشير إلى شيء محدد بدقة. لقد رحب بها لولو ترحيبا حارا وبذل كل ما في وسعه ليجعلها تشعر بالألفة ووفر لها جميع سبل الراحة التي يستطيع. وعاملتها عائلته بلباقة وكرم، وعاملت ابنها كما لو أنه أحد أبنائها.

لكن شيئا ما حدث بينها وبين لولو في العام الذي افترقا فيه. في هاواي كان لولو مفعما بالحياة، وشديد التوق لتنفيذ خططه. وليلا عندما يكونان وحدهما كان يخبرها كيف ترعرع وهو صبي إبان الحرب ثم رأى والده وشقيقه الأكبر يرحلان عن الأسرة لينضما إلى جيش الثورة، وسمع نبأ مقتلهما وضياع كل شيء، وكيف أضرم الجيش الهولندي النيران في منزلهم فهربوا إلى الريف، وكيف كانت والدته تبيع مجوهراتها قطعة في مقابل الطعام. وقد أخبرها لولو أن الأمور ستتغير بعد رحيل الهولنديين وأنه سيعود للتدريس في الجامعة، وسيكون جزءا من ذلك التغيير.

لكنه لم يعد يتحدث بهذه الطريقة. في الواقع أصبح نادرا ما يتحدث إليها على الإطلاق، إلا عندما تكون هناك ضرورة لذلك أو عندما تتحدث هي إليه، وغالبا لا يكون ذلك إلا عن مهمة حالية مثل إصلاح تسرب ما، أو التخطيط لرحلة لزيارة أحد أقربائه البعيدين. كان الأمر كما لو أنه انجذب إلى مكان مظلم سري، لا يمكن لأحد الوصول إليه مصطحبا معه أكثر جزء مشرق من ذاته. وفي بعض الليالي كانت تسمعه وهو مستيقظ - بعد أن يأوي الجميع إلى الفراش - يتجول في المنزل ومعه زجاجة من الويسكي المستورد غارقا في أسراره. وفي ليال أخرى كان يضع مسدسا أسفل وسادته قبل أن يخلد للنوم. وكلما سألته أمي ما الخطب صدها بلباقة قائلا إنه متعب. وأصبح كما لو أنه لم يعد يثق بالكلمات. لم يعد يثق بالكلمات وبما تحمله من مشاعر.

ساورت والدتي الشكوك بأن هذه المشكلات تتعلق بعمل لولو. فعندما وصلت كان يعمل جيولوجيا في الجيش، يفحص الطرق والأنفاق. كان عملا مرهقا للعقل وغير مجز ماديا؛ فشراء الثلاجة وحدها كلفه مرتبه في شهرين. وأصبح معه زوجة وطفل يتكفل بهما ... فلا عجب أنه كان مكتئبا. ورأت أمي أنها لم تقطع كل هذه المسافة لتكون عبئا عليه. فقررت أن تتحمل هي الأخرى الجزء الخاص بها من المسئولية.

وسرعان ما عثرت على عمل في تدريس اللغة الإنجليزية في السفارة الأمريكية لرجال الأعمال الإندونيسيين - وهو جزء من برنامج مساعدات الولايات المتحدة للدول النامية. وساعدتها النقود لكنها لم تخفف من وحدتها. ولم يكن رجال الأعمال الإندونيسيون مهتمين كثيرا بتفاصيل اللغة الإنجليزية الدقيقة ، وحاول العديد منهم التقرب منها. في السفارة كان الأمريكيون في الغالب رجالا متقدمين في السن يهتمون بعملهم في وزارة الخارجية، أما رجال الاقتصاد أو الصحافة - الذين كانوا يختفون فجأة لشهور - فلم يكن من الواضح ما وظيفتهم أو صلتهم بالسفارة. وبعضهم كان صورة للوجه القبيح للأمريكيين، فكانوا يميلون إلى السخرية من الإندونيسيين حتى يكتشفوا أنها متزوجة من إندونيسي، وعندها يحاولون التذرع بحجة للإفلات من الإحراج كأن يقول أحدهم: لا تعتبري كل ما أقوله جديا، فإن الجو الحار يذهب بعقلي، وكيف حال ابنك، إنه ولد رائع.

ناپیژندل شوی مخ