163

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

اتجه إلى المعسكر وشعرت أن صوته بدأ يرتجف. وقال: «ربما لا يمكنني أبدا أن أدعو هذا المكان وطني.» وتابع: «إنها ذنوب الآباء. وقد تعلمت أن أقبل هذا.» وتوقف لحظة ثم نظر إلي.

وقال قبل أن يبدأ السير عائدا إلى خيمته: «ومع ذلك فإنني أحب هذا المكان.» •••

حل وقت بزوغ الفجر. باتجاه الشرق بدأت السماء تنير فوق أشجار مظلمة متشابكة؛ فتحول إلى اللون الأزرق الداكن ثم البرتقالي ثم الأبيض الذي يميل إلى الصفرة. وفقدت السحب صبغتها الأرجوانية ببطء ثم تبددت تاركة وراءها نجمة وحيدة. وعندما خرجنا من المعسكر رأينا قافلة من الزرافات وأعناقها الطويلة تميل في اتجاه واحد، وتبدو سوداء أمام قرص الشمس الأحمر الذي يصعد ليتبوأ مكانه في السماء، مثل علامات غريبة قبالة سماء قديمة.

استمر الأمر هكذا باقي اليوم، كما لو أنني أرى، بعد أن عدت طفلا مرة أخرى، العالم في كتاب تنبثق منه صور مجسمة، أو قصة خيالية، أو لوحة رسمها روسو. ورأيت هناك قطيعا من الأسود يتثاءب على الأعشاب . ورأيت جاموسا في المستنقعات تبدو قرونها مثل الشعر المستعار الرخيص، والطيور التي تتغذى على القرادة تبحث عن طعامها في ظهورها المغطاة بالوحل. وفرس النهر في المجاري المائية الضحلة وعيناه الصغيرتان شبه المغمضة وفتحتا أنفه مثل المرمر وهو يظهر على سطح الماء. والأفيال تحرك أذنيها الكبيرتين كأوراق النباتات على شكل مروحة.

والأهم من هذا الهدوء، الهدوء الذي كان يناسب العناصر. وفي الشفق صادفنا في مكان ليس ببعيد عن معسكرنا قطيعا من الضباع يتغذى على جثمان ظبية ثيتل. وفي ذلك الضوء البرتقالي الخافت بدت وكأنها كلاب شيطانية، أعينها مثل كتل من الفحم الأسود وذقونها يسيل منها الدماء. وإلى جوارها صف من النسور ينتظر وعلى وجهه نظرات صبورة وصارمة ويقفز مبتعدا مثل شخص أحدب كلما اقترب منه أحد الضباع. كان مشهدا بدائيا، مكثنا هناك وقتا طويلا نشاهد الحياة وهي تتغذى على نفسها، ولا يقطع الصمت سوى صوت طقطقة العظام أو اندفاع الرياح أو صوت أجنحة النسور وهي تجاهد لترتفع في الهواء حتى تصل أخيرا إلى الطبقات العليا من الهواء، فتعود تلك الأجنحة الطويلة الجميلة لتصبح عديمة الحركة وساكنة مثل ما حولها. وفكرت في نفسي: هكذا يكون الخلق. السكون نفسه وسحق العظام نفسه. وهناك في الغسق، فوق ذلك التل، تخيلت الإنسان الأول وهو يتقدم وهو عاري الجسد خشن البشرة يمسك قطعة من الحجر الصوان في يده الخرقاء، ولم تكن قد ظهرت بعد الكلمات المعبرة عن الخوف والترقب والرهبة التي يشعر بها تجاه السماء، والمعرفة الخاطفة لحقيقة أنه مخلوق فان. آه لو استطعنا تذكر تلك الخطوة المشتركة الأولى، تلك الكلمة المشتركة الأولى، ذلك الوقت قبل إنشاء مدينة بابل.

وفي المساء بعد تناول العشاء تحدثنا من جديد مع حارسينا من قبيلة الماساي. فأخبرنا ويلسون أنه هو وصديقه أصبحا منذ وقت قريب من «الموران»، أي أعضاء في طائفة العزاب من المحاربين الشباب الذين تدور حولهم أساطير قبيلة الماساي. وقد قتل كل منهما أسدا كي يثبت رجولته، وشاركا في العديد من غارات سرقة الماشية. لكن في ذلك الوقت لم يعد هناك حروب، وأصبح القيام بغارات سرقة الماشية أمرا صعبا؛ ففي العام السابق قتل صديق آخر برصاص صاحب مزرعة من قبيلة الكيكويو. فقرر ويلسون أن كونه عضوا في المارون ليس إلا مضيعة للوقت. فذهب إلى نيروبي بحثا عن عمل، لكن نظرا لأنه لم يتلق تعليما متميزا فقد انتهى به الحال إلى العمل حارس أمن في أحد البنوك. وقد كان الملل يدفعه إلى الجنون، وفي النهاية عاد إلى الوادي ليتزوج ويربي ماشيته. وحديثا قتل أسد أحد ماشيته، فاصطاد هو وأربعة آخرون الأسد وأخذوه إلى المحمية، مع أن هذا كان غير قانوني.

فسألته: «كيف تقتل أسدا؟»

فقال ويلسون: «يحيط به خمسة رجال ويلقون برماحهم.» وتابع: «وسيختار الأسد واحدا ليقفز عليه. فيحتمي ذلك الرجل بكامل جسده أسفل درعه حتى يقضي الأربعة الآخرون عليه.»

فقلت بغباء: «يبدو أمرا محفوفا بالمخاطر.»

فهز ويلسون كتفيه. وقال: «عادة لا يصابون إلا بخدوش. لكن في بعض الأحيان لا يعود سوى أربعة.»

ناپیژندل شوی مخ