احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرونه
فسألتها: «كم عدد الناس الذين يعيشون هناك؟»
هزت أوما كتفيها واستدارت إلى عمتنا. وقالت: «كم تظنين يا عمتي؟ ربما نصف مليون؟»
هزت زيتوني رأسها . وقالت: «كان ذلك الأسبوع الماضي. لا بد أن الرقم وصل إلى مليون هذا الأسبوع.»
أعادت أوما تشغيل محرك السيارة. وقالت: «لا أحد يعلم عن يقين يا باراك.» وتابعت: «فعدد سكان هذا المكان يزداد طوال الوقت. فالناس يتدفقون إلى هنا من الريف بحثا عن عمل وينتهي بهم الحال إلى البقاء هنا للأبد. ولبعض الوقت حاول مجلس المدينة إزالة المستوطنة. وقالوا إن لها مخاطر صحية، وإساءة إلى صورة كينيا. وجاءت الجرافات وفقد الناس ما كانوا يملكون من أشياء قليلة. ولكن بالطبع لم يكن لديهم مكان آخر يذهبون إليه. وبمجرد أن غادرت الجرافات أعاد الناس بناء كل شيء كما كان.»
توقفنا أمام كوخ منحدر مصنوع من الصفيح ظهر منه ميكانيكي وعدد من عماله للاعتناء بسيارة أوما. تركت أنا وزيتوني أوما في الورشة بعد أن وعدناها أن نعود في غضون ساعة، وبدأنا نسلك طريقنا في طريق واسع غير معبد. كان الجو حارا بالفعل، والطريق خاليا تماما من أي ظلال، وعلى كلا جانبيه صفوف من الأكواخ الصغيرة جدرانها مزيج من الأغصان الرقيقة المجدولة والطمي وأجزاء من الورق المقوى ورقائق الخشب التي يحصلون عليها من البحث في القمامة. ومع ذلك فالمنازل مرتبة والأرض الترابية أمام كل منزل نظيفة، وفي كل مكان خياطون ومصلحو أحذية ومصنعو أثاث ينخرطون في عملهم خارج أكشاك على جانب الطريق، ونساء وأطفال يبيعون الخضراوات التي يضعونها فوق مناضد خشبية متهالكة.
وفي النهاية وصلنا إلى إحدى حواف وادي ماثار، حيث كانت تقف سلسلة من المباني الخرسانية على طول طريق معبد. وكان ارتفاع المباني ثمانية طوابق وربما وصل إلى اثني عشر طابقا، ومع ذلك فهي غير مكتملة البناء بصورة تثير الفضول؛ فالدعامات الخشبية والأسمنت الجاف متروكان في العراء كما لو أن هذه المباني تعرضت لقصف جوي. دخلنا أحد هذه المباني وصعدنا سلالم ضيقة، ثم وجدنا أنفسنا في نهاية رواق طويل غير مضاء، وفي الطرف الآخر رأينا فتاة مراهقة تعلق الملابس كي تجف في شرفة أسمنتية صغيرة. ذهبت زيتوني لتتحدث إلى الفتاة التي قادتنا دون أن تتفوه ببنت شفة إلى باب منخفض متهالك. طرقنا الباب فخرجت سيدة سوداء في منتصف العمر قصيرة القوام ولكن قوية البنيان، لها عينان لامعتان قاسيتان تستقران في وجهها الكبير النحيف، وقد أمسكت يدي وقالت شيئا بلغة قبيلة لوو.
فترجمت زيتوني قائلة: «إنها تقول إنها تشعر بالخجل لأن ابن أخيها يراها هنا في مثل هذا المكان البائس.»
دلفنا إلى غرفة صغيرة مساحتها 10 × 12 قدما لكنها تستوعب فراشا وخزانة ذات أدراج وكرسيين وماكينة خياطة. اتخذت أنا مقعدا وزيتوني المقعد الآخر، وعادت الشابة التي أدخلتنا إلى غرفة سارة ومعها كوبان من المياه الغازية الدافئة. جلست سارة على السرير وانحنت للأمام لتتفرس ملامح وجهي. وكانت أوما قد أخبرتني أن سارة تعرف بعض الإنجليزية ولكنها كانت تتحدث بلغة قبيلة لوو معظم الوقت. وحتى دون ترجمة زيتوني استطعت أن استشف أنها غير سعيدة.
شرحت زيتوني قائلة: «إنها تريد أن تعرف لماذا استغرقت كل هذا الوقت كي تأتي لزيارتها.» وتابعت: «إنها تقول إنها أكبر أولاد جدك حسين أونيانجو، وكان يجب أن تأتي لزيارتها أولا.»
قلت وأنا أنظر إلى سارة لكن دون أن أكون واثقا ماذا تفهم: «أخبريها أنني لم أقصد إظهار عدم الاحترام.» وتابعت: «لقد كنت مشغولا للغاية منذ وصولي، وكان من الصعب أن آتي قبل الآن.»
ناپیژندل شوی مخ