احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرونه
ضحكت. وقالت: «هذه هي أكبر مشكلة لدي يا باراك. لدي أحلام كثيرة. وأية امرأة لديها أحلام لديها دائما مشكلات.»
لا بد أن إنهاكي من الرحلة كان باديا علي لأن أوما اقترحت أن أنال قسطا من النوم في حين ذهبت هي إلى الجامعة لتلقي محاضراتها. سقطت على الفراش الصغير الذي أعدته لي ورحت في سبات عميق على صوت طنين الحشرات خارج النافذة. وعندما استيقظت كان وقت الغسق ولا تزال أوما بالخارج. ومن المطبخ لاحظت وجود سرب من القرود سود الوجوه يجتمع أسفل شجرة موز. أكبرها سنا يجلس بحذر أسفل الشجرة يشاهد بحاجبين معقودين والصغار يجرون هنا وهناك عبر الجذور الطويلة الملتوية. غسلت وجهي في الحوض ووضعت الماء كي يغلي لأصنع شايا، ثم فتحت الباب الذي يقود إلى الفناء. فتجمدت القردة في أماكنها، وأعينها جميعا تتجه إلي في انسجام. وعلى بعد بضعة أقدام امتلأ الجو بخفقات جناحين أخضرين ضخمين، وراقبت الصعود الحالم لطائر طويل العنق وهو يصدر سلسلة من الأصوات الغليظة ويتجه نحو شجرة بعيدة. •••
قررنا أن نبقى في المنزل تلك الليلة نطهو اليخني ونتبادل أخبارنا. وفي الصباح التالي سرنا إلى المدينة وتجولنا نشاهد معالمها دون قصد وجهة معينة. وكان مركز المدينة أصغر مما توقعت، وبه الكثير من الفنون المعمارية الاستعمارية كما هي: فرأيت صفوفا من المباني المطلية بالجص الأبيض من الأيام التي لم تكن فيها نيروبي أكثر من مجرد مخفر لخدمة إنشاء السكة الحديد البريطانية. وإلى جانب هذه المباني ظهرت مدينة أخرى، مدينة من المباني الإدارية الشاهقة الارتفاع والمحال الأنيقة والفنادق ذات الردهات التي لا تختلف كثيرا عن نظيراتها في سنغافورة وأطلنطا. إنه مزيج مثير ومحير؛ تناقض يبدو أنه يتكرر في أي مكان نذهب إليه؛ فأمام أحد موزعي سيارات مرسيدس بنز رأينا طابورا من نساء قبيلة ماساي يمر في طريقه إلى السوق ورءوس النساء حليقة خالية تماما من الشعر وأجسادهن النحيلة مغطاة بالشال الأحمر الذي يطلق عليه «شوكا» وشحمة الأذن على جانب وجوههن طويلة ومحاطة بخرز لامع، وعند مدخل مسجد في الهواء الطلق رأينا مجموعة من موظفي البنوك يخلعون أحذيتهم بحرص ويغسلون أرجلهم قبل الانضمام إلى الفلاحين وعمال الحفر في أداء صلاة العصر. كانت تلك المشاهد كما لو أن تاريخ نيروبي رفض أن يستقر في طبقات منتظمة، وكما لو أن الماضي والحاضر قد اصطدما تصادما مستمرا مزعجا.
تجولنا إلى داخل السوق القديمة، وهي مبنى ضخم يشبه الكهوف من الداخل تنبعث منه رائحة الفاكهة الناضجة ومحل جزارة قريب. كان الممر في مؤخرة المبنى يقود إلى متاهة من الأكشاك في الهواء الطلق حيث ينادي التجار على بضائعهم من المنسوجات والسلال والحلي النحاسية والتحف الأخرى. توقفت أمام أحد هذه الأكشاك حيث تعرض مجموعة من الأعمال النحتية الخشبية الصغيرة. تعرفت على أشكال الهدايا التي أهداني إياها أبي قبل وقت طويل: الأفيال والأسود وقارعي الطبول الذين يرتدون غطاء للرأس على الطراز القبلي. قال لي أبي يومها إنها أشياء صغيرة.
قال الشاب الذي يدير المحل: «تفضل يا سيدي.» وتابع: «لدينا عقد جميل لزوجتك.» «إنها أختي.» «أختك جميلة جدا. تفضل، سيكون هذا جميلا عليها.» «كم سعره؟» «فقط 500 شلن. إنه جميل.»
قطبت أوما ما بين حاجبيها وقالت للرجل شيئا باللغة السواحيلية. ثم فسرت قائلة: «إنه يبيعك بسعر عال.» وتابعت: «السعر المخصص للرجل الأبيض.»
ابتسم الشاب. وقال: «أنا آسف أيتها الأخت.» وتابع: «السعر للكينيين هو 300 شلن فقط.»
وداخل الكشك سيدة عجوز تربط خرزا زجاجيا بسلك لتجمعه معا وأشارت إلي وقالت شيئا جعل أوما تضحك. «ماذا قالت؟» «تقول إنك تشبه الأمريكيين.»
فقلت وأنا أضرب بيدي على صدري: «أخبريها أنني أحد أبناء قبيلة لوو.»
ضحكت العجوز وسألت أوما عن اسمي. وقد دفعت الإجابة السيدة للضحك أكثر، ونادت علي كي أقف إلى جوارها وهي تأخذ بيدي. فقالت أوما: «إنها تقول إنك لا تبدو من أبناء لوو، لكن وجهك طيب. وتقول إن لديها ابنة يجب أن تقابلها، وإذا اشتريت لها مياها غازية فسيمكنك الحصول على تحفتين من الأعمال المنحوتة والعقد الذي تصنعه مقابل 500 شلن.»
ناپیژندل شوی مخ