137

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

فعبست زيتوني. وقالت: «لا تقل شيئا عن هذه السيارة يا باري. إنها سيارة جميلة. لا تحتاج إلا إلى طلاء جديد. وفي الواقع لقد وعدتني أوما بالفعل أن أحصل على هذه السيارة بعد أن ترحل.»

هزت أوما رأسها. وقالت: «إن عمتك تحاول أن تغشني الآن يا باراك. كل ما في الأمر أنني وعدتها أن نتحدث بهذا الشأن.»

فقالت زيتوني وهي تغمز لي: «ما الذي سنتحدث بشأنه؟» وتابعت: «إنني سأمنحك أفضل سعر يا أوما.»

بدأت كلتاهما تتحدثان في الوقت نفسه وتسألانني كيف كانت رحلتي، وتخبرانني بالخطط التي جهزتاها لي وتسردان قائمة بالأشخاص الذين يجب أن أراهم. امتدت السهول الفسيحة أمامنا على جانبي الطريق، معظمها من حشائش السافانا، ومن حين لآخر تظهر شجرة شوكية في الأفق؛ مناظر بدت قديمة وطبيعية. وبالتدريج بدأ المرور يزدحم، وبدأت الحشود تتدفق من الريف في طريقها إلى العمل، وكان الرجال لا يزالون يقفلون أزرار قمصانهم الخفيفة والسيدات منتصبات القامة ورءوسهن مغطاة بأوشحة ملونة بألوان زاهية. والسيارات تسير في خطوط غير منتظمة عبر الحارات والطرق الملتوية، تراوغ لتتجنب الحفر في الأرض والدراجات والمشاة، في حين توقفت حافلات ركاب صغيرة قديمة غير ثابتة، قيل لي إن اسمها «ماتاتو»، دون أي تحذير كي تحمل المزيد من الركاب على متنها. بدا المشهد بأسره مألوفا لدي بصورة غريبة وكأنني قد مررت في الطريق نفسه من قبل. وحينها تذكرت أيامي في إندونيسيا وأمي ولولو يتحدثان في المقعدين الأماميين للسيارة، وتنبعث رائحة الأخشاب المحترقة والديزل نفسها، والسكون نفسه الذي كان يخيم في فترة الازدحام في الصباح، والنظرة نفسها على وجوه الناس وهم يشقون طريقهم لبدء يوم جديد لا يدور بمخيلاتهم الكثير من التوقعات سوى تمضية اليوم، وربما أمل محدود في أن يتغير حظهم، أو على الأقل يصمد كما هو.

ذهبنا لنوصل زيتوني إلى مجمع سكني كبير كئيب يطلق عليه «كينيا برويريز» حيث تعمل مبرمجة كمبيوتر. وعندما خرجت من السيارة انحنت علي مرة أخرى لتقبلني على وجنتي، ثم لوحت بأصبعها لأوما. وقالت: «اعتني بباري جيدا، واحرصي على ألا نفقده مرة أخرى.»

وعندما عدنا إلى الطريق السريع سألت أوما ماذا تعني زيتوني بفقداني مرة أخرى، فهزت أوما كتفيها.

وقالت: «إنه تعبير شائع الاستعمال هنا.» وتابعت: «عادة ما يعني أن هذا الشخص لم يرك منذ فترة. فتجده يقول لك «إنك فقدت». أو «لا تجعلني أفقدك». وفي بعض الأحيان يكون له معنى أكبر. على سبيل المثال: فمثلا ينتقل ابن أو زوج إلى المدينة أو إلى الغرب - مثل عمك عمر في بوسطن. هم يعدون بالعودة بعد الانتهاء من الدراسة. ويقولون إنهم سيرسلون للعائلة بمجرد أن يستقروا. وفي البداية يرسلون خطابا كل أسبوع. ثم يصبح مرة واحدة كل شهر . ثم يتوقفون تماما عن إرسال الخطابات. ولا يراهم أحد مرة أخرى. ومن ثم نقول إنهم فقدوا. هذا مع أن الجميع يعلمون أين هم.»

ناضلت السيارة لتصعد طريقا منحدرا محاطا ببساتين كثيفة وأشجار الأوكالبتوس والنباتات المعترشة. والمنازل القديمة الأنيقة تقف وراء سياج وأحواض الزهور، وقالت أوما إنها المنازل التي كانت في يوم من الأيام خاصة بالبريطانيين فقط، ولكنها الآن خاصة بمسئولي الحكومة والعاملين بالسفارات الأجنبية. وفي أعلى المنحدر انعطفنا يمينا وأوقفنا السيارة في نهاية طريق مليء بالحصى إلى جوار مبنى سكني أصفر اللون يتكون من طابقين استأجرته الجامعة لأعضاء هيئة التدريس. وهناك أراض خضراء شاسعة تنحدر من المبنى لتلتقي بالأرض المزروعة بأشجار الموز وغابة عالية، وبالأسفل مجرى مائي ضيق وغير نظيف يجري عبر واد واسع مليء بالأحجار.

كانت شقة أوما تقع في الطابق الأول وهي شقة صغيرة لكنها مريحة، بها أبواب على الطراز الفرنسي تجعل ضوء الشمس ينفذ إلى الغرف. وهناك أكوام من الكتب في كل مكان، ومجموعة من الصور، صورة فوتوغرافية وأخرى التقطت بكاميرا فورية، ملصقة معا على لوح واحد ومعلقة على أحد الحوائط، وهو عمل فني من مزيج من صور العائلة صنعته أوما لنفسها. وفوق سرير أوما لاحظت وجود صورة كبيرة لامرأة سوداء تنظر بوجهها لأعلى باتجاه زهر يتفتح، وأسفلها طبعت الكلمات «لدي حلم».

فسألتها وأنا أضع حقائبي: «ما حلمك يا أوما؟»

ناپیژندل شوی مخ