احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرونه
في بعض الأحيان كنت أطرح هذه الأسئلة على من أقابلهم. وكانوا يجيبونني بنظرة الارتباك نفسها التي كان ينظر بها لي القس فيليبس والقس رايت. ووجهة نظرهم أن المبادئ الموضحة في كتيب الثالوث مقالات إيمانية لا تزيد عن الاعتقاد في يوم البعث. وقالوا لي إن لديك أفكارا طيبة. وربما إن انضممت إلى الكنيسة يمكنك مساعدتنا في بدء برنامج للمجتمع. لماذا لا تأتي يوم الأحد؟
وما كنت أفعله هو أن أهز كتفي وأكرر السؤال مرة أخرى، غير قادر على الاعتراف بأنني لم أعد أستطيع التمييز بين الإيمان والهراء، وبين الإيمان والثبات؛ بمعنى أنني كنت أومن بالصدق الذي كنت أسمعه منهم، وفي نفس الوقت بقيت متشككا في دوافعي الخاصة ومحترسا من الاهتداء الضروري، وكان كل ذلك بسبب صراعاتي الكثيرة مع مفهوم الرب التي منعتني من تقبل فكرة أن الخلاص يمكن أن أحصل عليه بمثل هذه السهولة. •••
مات هارولد واشنطن قبل يوم واحد من الاحتفال بعيد الشكر.
حدث ذلك دون سابق إنذار. وقبل وفاته ببضعة أشهر كان هارولد قد فاز في الانتخابات المعادة فوزا ساحقا على فردولياك وبيرن محطما سياج الفشل الذي أحاط بالمدينة على مدار الأربع سنوات السابقة. أدار هارولد حملته الانتخابية هذه المرة بمهارة شديدة؛ إذ استعمل حنكته التي حصل عليها بخبرة السنوات وتخلى في هذه الحملة عن تلك الحماسة التي اتصف بها عام 1983؛ كانت حملة توحيد ودعم، حملة ميزانيات متوازنة ومشاريع عامة. استطاع هارولد التواصل مع بعض السياسيين القدامى - من الأيرلنديين والبولنديين - المستعدين لصنع السلام، وأرسلت إليه الشركات الأموال معلنة تقبلها لوجوده. ومن ثم فإن سلطته أصبحت آمنة للغاية مع أن أصوات الاستياء علت في النهاية في قاعدته من بين القوميين السود اليائسين بسبب استعداده لتقليل عدد العاملين من البيض والهيسبانيين، وبين النشطاء المحبطين بسبب فشله في التعامل مباشرة مع الفقر، وبين من فضلوا الحلم على الحقيقة، والأهمية على الحلول الوسط.
لم يعط هارولد اهتماما كثيرا لهذه الانتقادات. ورأى أنه لا يوجد سبب للمخاطرة والتسرع. وقال إنه سيكون العمدة على مدار العشرين عاما القادمة.
ثم حل الموت؛ مفاجئا وبسيطا وحاسما، بل سخيفا في حدوثه بصورة عادية وانتزاعه النبض من قلب هذا الرجل الضخم.
كان الجو ممطرا وباردا في عطلة نهاية الأسبوع هذه. وخيم الصمت على شوارع الحي. وبكى الناس داخل المنازل وخارجها. وأخذت المحطات الإذاعية التي تبث برامجها للسود تعيد إذاعة خطب هارولد - ساعة بعد أخرى - وكأنهم يحاولون استدعاء روح الميت. وفي مجلس المدينة كانت الصفوف تمتد بطول بضع بنايات حيث الحزانى ذاهبون لزيارة الجثة الراقدة في سلام. وظهر السود في كل مكان مذهولين ومذعورين وخائفين من المستقبل وفي حالة من عدم القدرة على تحديد الاتجاهات.
عندما حان وقت الجنازة عزف مؤيدو حكومة واشنطن على ألحان الصدمة الأولى. فبدءوا في مقابلة الناس وإعادة تجميعهم محاولين تحديد استراتيجية للحفاظ على السيطرة ومحاولين أيضا اختيار وريث عادل لهارولد. لكن في الواقع كان أوان ذلك قد فات. حيث لم يكن هناك أي حزب سياسي أو مبادئ معترف بها بوضوح حتى تتبع. كانت المبادئ السياسية للسود قد تركزت حول رجل واحد كان مشرقا كالشمس الساطعة في السماء. لكنه غاب الآن عن الأنظار ولم يستطع أحد الاتفاق على معنى وجوده السابق.
دب النزاع بين مؤيدي واشنطن. وظهرت الفصائل. وانتشرت الإشاعات. وفي يوم الإثنين - اليوم الذي كان من المقرر فيه أن يحدد مجلس المدينة عمدة جديدا ليكون في الحكم لحين ميعاد الانتخابات - انفك الائتلاف الذي منح هارولد منصبه. ذهبت إلى مجلس المدينة مساء هذا اليوم لأشاهد الموت الثاني؛ حيث إن الناس - وكان أغلبهم من السود - تجمعوا خارج قاعات الاجتماع في مجلس المدينة من بعد الظهيرة، كان منهم الشيوخ والفضوليون، رجالا وسيدات يحملون شعارات ولافتات. كانوا يصرخون في وجوه أعضاء مجلس المدينة الذين أبرموا صفقة مع جبهة البيض. ولوحوا بأوراق الدولارات في وجه عضو مجلس المدينة الأسود الهادئ الطباع المعسول اللسان الذي كان في السلطة منذ وجود الأحزاب السياسية التي تهدف إلى تحقيق مآربها الشخصية، والذي يدعمه أعضاء مجلس المدينة البيض. لذا أطلقوا على الرجل لقب الخائن وخادم البيض. وأخذوا يهتفون ويمشون بخطوات غاضبة سريعة ويقسمون بأنهم لن يبرحوا أماكنهم.
على الرغم من كل ذلك فقد تمتعت السلطة بالصبر، وكانت تعرف ماذا تريد؛ حيث كان بوسعها هزيمة اللافتات، والصلوات، وبقاء الناس سهارى في الطريق تحت أضواء الشموع معبرين عن احتجاجهم. وقرابة منتصف الليل، وقبل أن يبدأ المجلس فعليا في أخذ الأصوات، فتح الباب إلى قاعات الاجتماع لوقت وجيز، ورأيت اثنين من أعضاء مجلس المدينة يتناقشان بصوت خفيض. كان أحدهما أسود من رجال هارولد، والآخر أبيض من مؤيدي فردولياك. وأخذا يتهامسان ويبتسمان ابتسامات قصيرة، وينظران إلى الحشود التي لا تزال تنشد، محاولين سريعا التوقف عن الابتسام، كانا ضخمي الجثة ممتلئي القوام يرتديان حلتين ذواتي الصفين من الأزرار ورأيت في عينيهما نظرة الجوع نفسها؛ رجلين يعرفان النتيجة مسبقا.
ناپیژندل شوی مخ