احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرونه
بدأ صوته ينخفض تدريجيا حتى توقف عن الحديث وشعرت أن التعب قد تمكن منه؛ لذا طلبت منه أن يقترح علي أسماء قساوسة آخرين ربما يكون لديهم اهتمام بالعمل التنظيمي فذكر بضعة أسماء، وقال إن القس جيريميه رايت الابن - الشاب النشيط - قس كنيسة المسيح المتحدة للثالوث يستحق أن نتحدث معه، حيث إن رسالته ستروق للشباب من أمثالي. أعطاني القس فيليبس رقم هاتفه، وعندما نهضت من مكاني لأغادر مكتبه قلت له: «إذا استطعنا جمع شمل 50 كنيسة فقط فسنصبح قادرين على تغيير بعض الأمور التي حدثتني عنها.»
أومأ القس فيليبس برأسه وقال: «ربما تكون محقا يا سيد أوباما. إن لديك بعض الأفكار الشائقة. لكن كما ترى اعتادت الكنائس هنا على التصرف حسب أهوائها الخاصة. وفي بعض الأحيان ينطبق هذا على رعايا الكنائس أكثر مما ينطبق على القساوسة.» فتح الباب لي، ثم صمت. وقال بعد ذلك: «بالمناسبة، إلى أية كنيسة تنتمي؟» «إنني ... إنني أحضر الصلوات في كنائس مختلفة.» «لكن ألست عضوا في أية كنيسة؟» «أعتقد أنني لا أزال أبحث.» «حسنا، أفهم ذلك. على أن كونك عضوا في كنيسة بعينها ربما يساعدك كثيرا في رسالتك. ولا يهم بأية كنيسة ستكون عضوا. إن ما تطلبه من القساوسة يتطلب منا - من أجل مصلحة المسيحية - أن ننحي جانبا بعض اهتماماتنا الدينية. وهذا يتطلب منا أن يكون لدينا قدر كبير من الإيمان بداخلنا. وسيجعلنا هذا في حاجة إلى معرفة مصدر استقائك هذا الإيمان. الإيمان هو المهم.»
عندما أصبحت خارج المبنى ارتديت نظارتي الشمسية ومررت بجانب مجموعة من الرجال المسنين الذين جلسوا على مقاعد على رصيف الشارع يلعبون الورق. كان الطقس في ذلك اليوم رائعا حيث كانت درجة الحرارة 24 درجة مئوية (75 درجة فهرنهايت) وكان ذلك في أواخر شهر سبتمبر. وبدلا من أن أقود سيارتي مباشرة إلى ميعادي التالي قررت أن أنتظر وأفتح باب السيارة وأخرج ساقي منها وأنا على المقعد لأشاهد العجائز وهم يلعبون الورق. لم يتحدثوا كثيرا. وذكروني بالرجال الذين كان جدي معتادا لعب البريدج معهم، كانوا يشبهونهم إلى حد كبير؛ نفس الأيادي القوية السميكة، ونفس الجوارب الأنيقة، ونفس الأحذية الصغيرة العجيبة الشكل، ونفس حبات العرق بين ثنيات أعناقهم أسفل قبعاتهم المسطحة مباشرة. حاولت أن أتذكر أسماء هؤلاء الرجال الذين كانوا في هاواي، وماذا كانوا يعملون لكسب قوت يومهم، وبدأت أتساءل عما تبقى من الأشياء التي تركوها لي وظلت عالقة في نفسي. كم كان هؤلاء الرجال السود غامضين؛ هذا الغموض الذي كان أحد أسباب مجيئي إلى شيكاغو. أما الآن وبينما أغادر شيكاغو فقد وجدت نفسي أتساءل هل فهمتهم فهما أفضل من ذي قبل.
لم أخبر أحدا بقراري هذا ما عدا جوني. وفكرت في أن أعلن للآخرين هذا الخبر فيما بعد . وحتى شهر يناير لم يصلني رد من أي من كليات الحقوق التي أرسلت إليها أطلب الالتحاق بها. وفي هذا الوقت كان من المفترض بدء نشاط برنامج الشباب الجديد، وكان من المفترض أيضا أن أجمع ميزانية العام المقبل، وأن أدعو بعض الكنائس الأخرى للمشاركة في العمل التنظيمي. وفي حقيقة الأمر فإنني لم أخبر سوى جوني بهذا القرار إلا لأنني كنت أرغب في معرفة هل لديه الاستعداد للبقاء في شيكاغو ليحل محلي كمنظم قائد أم لا، وربما يكون السبب أيضا أنه صديقي وكنت أرغب في أن أفسر له ما يدور بخلدي وأشرح الأمر له. لكن جوني نفسه لم يكن يرى أن هناك حاجة إلى أي تفسيرات. ولحظة أن أخبرته بكليات الحقوق التي تقدمت للالتحاق بها - في جامعة هارفارد وجامعة ييل وجامعة ستانفورد - ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة وربت على ظهري.
وصاح قائلا: «كنت أعرف ذلك!» «تعرف ماذا؟» «أن رحيلك عن هنا ليس إلا مسألة وقت. مسألة وقت ليس أكثر.» «لماذا فكرت بهذه الطريقة؟»
هز جوني رأسه وضحك. قال: «اللعنة، تسأل يا باراك؛ لأن لديك «خيارات». هذا هو السبب. أقصد أن باستطاعتك أن ترحل عن شيكاغو. إنني أعرف أنك شاب حي الضمير تقوم بعملك كما ينبغي، لكن عندما يكون على المرء الاختيار بين الدراسة في جامعة هارفارد أو جامعة روزلاند لا بد أنه سيختار جامعة روزلاند.» ومرة ثانية هز رأسه. وأضاف: «إنها هارفارد يا رجل! إنني لا أتمنى إلا أن تتذكر أصدقاءك عندما تكون جالسا في المكتب الخلاب وسط المدينة.»
لسبب أو لآخر جعلتني ضحكات جوني أتخذ موقفا دفاعيا. حيث أصررت على أنني سأعود مرة أخرى إلى الحي. وأخبرته بأنني لم أخطط للانبهار بالثروة والسلطة التي تعنيها هارفارد، وأكدت ضرورة ألا ينبهر بهما هو الآخر. صدق جوني بمزاح على كلامي. وقال: «إنك لست في حاجة لأن تخبرني بكل هذا. فلست أنا من سيترك المدينة.»
هدأت انفعالاتي وشعرت بالإحراج من ثورتي غير المبررة.
وقلت له: «حسنا ... لم أكن أريد أن أقول لك إلا أنني سأعود، هذا كل ما في الأمر. لا أريد أن يساء فهمي سواء من جانبك أو من جانب القادة.»
ضحك جوني برقة. وقال: «لن يسيء فهمك أحد يا باراك. إننا فخورون بأن نراك ناجحا.»
ناپیژندل شوی مخ