105

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

لم أكن أفضل أن تكون سادي هي من تقوم بهذه المهمة. فهي سيدة قصيرة ضئيلة الحجم صوتها رفيع تبدو معه خجولة. كانت ترتدي فساتين لا يتجاوز طولها ركبتيها، وتحمل معها أينما ذهبت إنجيلا له غلاف من الجلد. وعلى عكس الأمهات الأخريات كانت متزوجة من شاب كان يعمل موظفا في أحد المتاجر نهارا ويتدرب ليصبح خادما في الكنيسة، ولم يكن للزوجين تعاملات مع أحد خارج كنيستهما.

كل هذه الأشياء جعلتها غير مناسبة من بين مجموعة الأمهات ولم أكن متأكدا من أنها ستكون جادة بصورة كافية للتعامل مع هيئة الإسكان بشيكاغو. لكنني عندما عدت إلى المكتب ذلك اليوم أخبرتني السكرتيرة بأن سادي حددت موعدا بالفعل مع السيد أندرسون وأنها اتصلت بالأمهات كافة لإخبارهن بهذا الأمر. وفي صباح اليوم التالي وجدت سادي واقفة بالخارج أمام مكتب إدارة ألتجيلد، تبدو كاليتيمة، بمفردها في الضباب الرطب.

قالت لي وهي تنظر إلى ساعتها: «إنك لا تنتظر مجيء أحد يا سيد أوباما، أليس كذلك؟» «ناديني باراك. استمعي إلي، ألا تزالين تريدين فعل هذا الأمر؟ إن لم تكوني تشعرين بالارتياح بخصوصه يمكننا إعادة تحديد ميعاد آخر للاجتماع إلى أن نجد أما أخرى تقوم به بدلا منك.» «لا أعرف، هل تعتقد أنه يمكن أن تواجهني أية مشكلات؟» «أعتقد أن لديك الحق في سرد المعلومات التي يمكن أن تؤثر على صحتك. لكن ذلك لا يعني أن السيد أندرسون سيفكر بهذه الطريقة. سأقف بجانبك وكذلك سائر الأمهات، لكن عليك فعل ما يبدو منطقيا لك.»

جذبت سادي معطفها إلى الأمام ونظرت مرة أخرى إلى ساعتها. وقالت وهي تتجه فجأة ناحية الباب: «يجب ألا نجعل السيد أندرسون ينتظر أكثر من ذلك.»

كان واضحا من التعبير المرسوم على وجه السيد أندرسون عندما دخلنا مكتبه أنه فوجئ بمجيئي. طلب منا الجلوس وسألنا هل نريد احتساء قهوة.

قالت سادي: «لا شكرا كثيرا.» وتابعت: «إنني أقدر فعليا موافقتك على مقابلتنا في غضون هذا الوقت القصير.» أخرجت سادي - وهي لا تزال ترتدي معطفها - الإشعار القانوني وقدمته بحذر على مكتب السيد أندرسون. وقالت: «رأت بعض الأمهات في المدرسة هذا الخبر وكنا قلقين ... حسنا أردنا أن نعرف إن كانت مادة الأسبستوس قد استخدمت في بناء شققنا.»

ألقى السيد أندرسون نظرة متعجلة على الخبر، ووضعه جانبا. قال: «لا داعي للقلق يا سيدة إيفانز. وتابع: «إننا نجدد هذا المبنى وبعد أن أزال المقاولون أحد الجدران وجدوا الأسبستوس في الأنابيب. وقد أزيلت المادة كإجراء وقائي.» «حسنا ... ألا يجب أن يتخذ الإجراء الوقائي ذاته في شققنا، أعني ألا توجد مادة الأسبستوس في شققنا أيضا؟»

وهكذا نصب الفخ وتلاقت عينا السيد أندرسون مع عيني. وقلت لنفسي إن التعتيم يمكن أن يحظى بشهرة مماثلة للشهرة التي تثيرها قضية الأسبستوس. ولا شك في أن الشهرة ستجعل مهمتي أسهل. ومع ذلك، فإنني عندما رأيت السيد أندرسون يتململ على مقعده محاولا تقدير الموقف أردت أن أسدي إليه النصيحة بأن يتوقف عما سيحاول فعله. لقد كان لدي شعور ما بأن روحه مألوفة لي؛ روح رجل متقدم في السن خدعته الحياة وكانت له نظرة كثيرا ما رأيتها في عيني جدي. وإلى حد ما أردت أن يعرف السيد أندرسون أنني فهمت المأزق الذي وقع فيه، وأردت أن أخبره بأنه ليس عليه إلا أن يشرح أن المشكلات في ألتجيلد كانت موجودة قبل وصوله، ويعترف بأنه هو أيضا في حاجة إلى المساعدة، فربما يظهر عندئذ أي حل لهذه المشكلة.

على أنني لم أتفوه ببنت شفة، وانصرف نظر السيد أندرسون عني. وقال لسادي: «لا، سيدة إيفانز.» وتابع: «لا يوجد الأسبستوس في الوحدات السكنية. ذلك لأننا وضعنا هذه الوحدات تحت الاختبار بصورة كاملة.»

قالت سادي: «حسنا، هذا أمر مريح. شكرا لك. أشكرك كثيرا.» بعد ذلك نهضت من مقعدها وصافحت السيد أندرسون وتوجهت ناحية الباب. لكنها عادت إليه مرة أخرى عندما كنت على وشك قول شيء.

ناپیژندل شوی مخ