101

احلام له موره: د نژاد او میراث کیسه

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرونه

انقضى قرابة عام منذ وصولي إلى شيكاغو وبدأ يؤتي جهدنا أخيرا ثماره. وازداد عدد مجموعات ويل وماري التي تعقد اجتماعاتها في زوايا الشوارع إلى أن بلغ عددها 50 مجموعة، إلى جانب أن هذه المجموعات نظمت حملات لتنظيف الأحياء، ورعت أيام المهنة (التي تطرح فيها الوظائف للعاطلين عن العمل) لشباب المنطقة، وحصلت على موافقات من عضو مجلس المدينة لتحسين خدمات الصرف الصحي. وفي أقصى الشمال طالبت السيدة كرينشو والسيدة ستيفينز هيئة إدارة المتنزهات بشيكاغو بتحسين وتجميل المتنزهات الخربة، وقد بدأ العمل في ذلك بالفعل، وجرى إصلاح الشوارع وبالوعات الصرف الصحي، وبدأ تشغيل برامج مراقبة الجريمة. وأسس مركز خدمات التوظيف الجديد الذي كان فيما سبق مخزنا فارغا غير مستخدم.

مع الوقت ازدادت الثقة بالمؤسسة وبي أنا شخصيا. وبدأت أتلقى دعوات لحضور المناقشات العامة وإدارة ورش العمل، وعرف السياسيون المحليون اسمي وإن كانوا لم يفلحوا في نطقه كما ينبغي. وفيما يخص قيادتنا فإنني لم أكن أخطئ إلا قليلا. وفي إحدى المرات سمعت شيرلي تخبر قائدا جديدا عني ذات يوم قائلة له: «كان يجب أن تراه عندما حضر لأول مرة إلى هنا.» وتابعت قائلة: «كان مجرد صبي. لكنك عندما تنظر إليه الآن ستعتقد أنه شخص مختلف.» كانت شيرلي تتحدث وكأنها أم فخورة بابنها، وبذلك أصبحت الابن البديل الذي عاد إلى رشده بعد فترة من السلوك السيئ.

إن الحصول على تقدير من أعمل معهم والتحسن الملموس الذي أراه في الحي من الأشياء التي يمكنني الاعتزاز بها. كان ينبغي أن يكون كافيا. لكن ما قاله ويل كان صحيحا لأنني لم أرض بكل ذلك.

ربما كان الأمر متعلقا بزيارة أوما والأخبار التي أحضرتها معها عن أبي. ومع أنني شعرت ذات مرة بالحاجة إلى أن أعيش طبقا لتوقعاته، فإنني شعرت في هذا الوقت كما لو كنت مضطرا إلى أن أصلح كل أخطائه. وكانت طبيعة هذه الأخطاء لا تزال غير واضحة في عقلي؛ فقد كنت لا أستطيع بعد قراءة معالم الطريق التي تحذر من المنعطفات الخاطئة التي سلكها. وبسبب هذا الاضطراب ولأن الصورة التي رسمتها له بقيت متناقضة للغاية - في بعض الأحيان توحي بشيء وفي أحيان أخرى بشيء آخر، دون أن تجمع بين الشيئين في آن - فإنني وجدت نفسي في لحظات مختلفة من اليوم أشعر كما لو كنت أعيش حياة مقدرة سلفا كنت قد تخيلتها من قبل، كما لو كنت أتبع أبي في طريق الخطأ وأنا سجين مأساته.

إلى جانب كل ذلك كانت لدي مشكلاتي مع مارتي. فقد فصلنا رسميا مجهوداتنا الذاتية أحدنا عن الآخر ذلك الربيع. ومنذ ذلك الحين كان يقضي معظم أوقاته في كنائس الضواحي، حيث اتضح أن الأبرشيين - السود منهم والبيض على حد سواء - كانوا مهتمين بموضوع التوظيف بصورة أقل من اهتمامهم برحيل البيض من الأحياء التي يقطنها السود، ومسألة انخفاض قيم العقارات التي سادت الجانب الجنوبي منذ عقد من الزمان.

اتصفت هذه المسائل بصعوبتها؛ إذ كانت تحفل بالعنصرية والحساسية الزائدة التي كان يرى مارتي أنها مذمومة. لذا قرر أن يوقف هذا النشاط ويبدأ نشاطا آخر من جديد. فعين منظما آخر لأداء معظم المهام اليومية في الضواحي وأصبح مشغولا بإنشاء منظمة جديدة في جاري، وهي مدينة انهار فيها الاقتصاد منذ زمن بعيد وكانت الأوضاع فيها سيئة للغاية - طبقا لقول مارتي - لدرجة أنه لم يهتم أحد هناك بلون المنظم، وفي أحد الأيام طلب مني مارتي أن أذهب معه. «إن هذا التدريب ليس جيدا لك. فالجانب الجنوبي شاسع للغاية، ومليء بعناصر التشتت، لكن ليس هذا خطأك. كان علي أن أتفهم الموضوع بصورة أفضل من ذلك.» «لا أستطيع أن أترك الأمر يا مارتي. لقد بدأت بالفعل من هنا.»

نظر إلي بصبر شديد. وقال: «اسمع يا باراك. إن إخلاصك مثير للإعجاب. لكنك الآن في موقف لا بد أن تهتم فيه بأمر نجاحك الشخصي. وإن بقيت هنا فسيكون مصيرك الفشل لا محالة. وقبل أن تحقق أي إنجاز حقيقي ستتخلى عن العمل التنظيمي.»

كان مارتي قد خطط لكل شيء في عقله، مثل الوقت الذي ستستغرقه مسألة تعيين وتدريب منظم بديل عني، والحفاظ على ميزانية معقولة دون صرفها. وبينما كنت أستمع إليه وهو يعرض خططه خطر ببالي أنه لم تكن له أية صلة شخصية بالناس أو بالمكان في سنواته الثلاث التي قضاها في المنطقة، وأن الشعور بالألفة والمودة لم يكن يحصل عليه إلا من زوجته الفاتنة وابنه الوسيم. وفي عمله كان ما يدفعه هو مجرد الفكرة التي يرمز إليها المصنع المغلق، لكن الأمر كان أكبر من المصنع، وأكبر من أنجيلا أو ويل أو القساوسة الشاعرين بالوحدة الذين وافقوا على أن يعملوا معه. ربما كانت هذه الفكرة ستنطلق في أي مكان، لكن من وجهة نظر مارتي كان الأمر ببساطة متعلقا بإيجاد الدمج الملائم للظروف والمزيج المناسب للعناصر. «مارتي.» «نعم؟» «لن أذهب إلى أي مكان.»

في نهاية الأمر توصلنا إلى اتفاق ينص على أن يقدم لي الاستشارة التي كنت ما زلت في حاجة إليها إلى حد بعيد، وفي مقابل هذا العمل الاستشاري يحصل على أجر يساعده في توفير الدعم المادي لعمله في مكان آخر. وفي اجتماعاتنا الأسبوعية كان يذكرني باختياري هذا وبأن إنجازاتي المتواضعة لا تشتمل على أية مخاطرة، وبأن الرجال الذين يرتدون ملابس أنيقة وسط المدينة لا يزالون في السلطة يمارسون أنشطتها ويتخذون القرارات. وكان يقول: «إن الحياة قصيرة يا باراك.» ويتابع كلامه قائلا: «وإن لم تحاول تغيير الأمور من حولك تغييرا حقيقيا فربما تنساها.»

نعم. التغيير الحقيقي! بدا هذا الأمر كهدف سهل تحقيقه أيام الجامعة، وكامتداد لإرادتي الشخصية وإيمان أمي، مثل زيادة متوسط درجاتي أو الإقلاع عن شرب الخمور؛ إنها مسألة تحمل المسئولية وتحديد مهامها. والآن فقط - بعد مرور عام على بدء نشاط التنظيم - لم يبد أن هناك شيئا واحدا بسيطا وسهلا. من كان المسئول عن مكان مثل ألتجيلد؟ هكذا وجدت نفسي أتساءل. لم يكن هناك رجال بيض ماضغو تبغ من أمثال عضو الحزب الديمقراطي بول كونور، ولا مجرمون أقوياء لاحقتهم هيئة بنكرتون للأمن. لم يكن هناك سوى مجموعة صغيرة من الرجال والسيدات السود المتقدمين في العمر الذين اتصفوا بالخوف والقليل من الطمع أكثر من اتصافهم بالحقد أو القدرة على التخطيط للأمور عن عمد. ربما اشتملت هذه المجموعة على أفراد مثل السيد أندرسون - مدير مشروع ألتجيلد - الأصلع المتقدم في العمر الذي لم يتبق له سوى عام واحد على التقاعد. أو السيدة ريس الممتلئة الجسم ذات الوجه المفتوح المسام التي كانت رئيس مجلس المستأجرين الرسمي، وقضت معظم حياتها وهي تحاول الحفاظ على استمرار المميزات التي تحصل عليها من عملها؛ الراتب الذي كانت تتقاضاه بصفة شهرية ومقعد في المأدبة التي كانت تقام سنويا، إلى جانب حصول ابنتها على شقة رائعة وابن أخيها على وظيفة في هيئة الإسكان بشيكاغو. أو القس جونسون - قس السيدة ريس ورئيس الكنيسة الكبيرة الوحيدة في ألتجيلد - الذي أوقفني عن الحديث عند رؤيتي للمرة الأولى والأخيرة عندما ذكرت كلمة «تنظيم».

ناپیژندل شوی مخ