أما الهيئة التنفيذية فكانت مؤلفة من موظفي الحكومة المحليين والعموميين وعليهم إنفاذ أوامر سائر الهيئات.
وتتلخص حياة الفرد في أنه يبقى مع أبويه نحو ست سنوات، ثم يذهب إلى الجامعة ولا يبرحها حتى الأربعين تقريبا، وهو في تلك المدة يرى أبويه ويعايشهما، ثم يخرج فيشتغل في إحدى الصناعات اليدوية وينتمي إلى نقابتها، وعندئذ يصير فردا ذا رأي في مصير الأمة؛ لأنه ينتخب عن سبيلها النواب في الهيئة التشريعية والقضاة وأحيانا الصحافيين، ونقابته عبارة عن شركة تعاون أيضا.
فإذا دارت السنة عمل حساب الشركة، ما باعت من حاصلات الدسكرة الزراعية الصناعية وما اشترته، ثم توزع الأرباح على الأفراد كل بنسبة عمله، والجزاء يستوي تقريبا بين جميع الأعضاء؛ لأن المال انحطت قيمته عند أهل «خيمي»، ولكن هناك أفراد لهم نزعات خاصة، يهوون مثلا امتلاك بيت صغير يزينونه بما شاءوا من التحف، فهؤلاء يشتغلون أكثر من غيرهم لكي يتوافر لديهم من المال ما يقتنون به ما يشتهون من هذه التحف، ونقابة الدسكرة لا تمانع في ذلك بل تشجع عليه؛ لأن مال هذه الممتلكات يئول إليها بعد وفاة أصحابها؛ إذ إن مبدأ الإرث كان قد ألغي منذ زمان بعيد، ومعظم ما ينفق الخيمي ماله عليه هو الطعام والأتومبيل والطيارة (ولكل منهما عداد وهما يسيران باللاسلكي)، أما المسكن فيعطى لكل فرد بالمجان. وكذلك الماء والنور والحرارة، وللنقابة مخازن يباع فيها الطعام واللباس بأبخس الأثمان.
وأهل «خيمي» لا يبالون بكثرة النسل، بل بجودته، فقد كانت مصر في سنة 1925 نحو 15 مليونا، أما في سنة 3105 فإنهم نزلوا إلى نحو 10 ملايين فقط، ولكن ليس فيهم واحد يجهل الفلسفة أو مقدارا كبيرا من العلوم الأخرى، وقلما يموت أحد منهم دون أن يكون قد ساح إلى القطب وعاد منه؛ وذلك لأنهم وجدوا أن العبرة بالأشخاص كيف هم وليس كم هم. •••
كان ابن عربي الأندلسي يقول: «لا ينبغي للعبد (يعني للإنسان) أن يستعمل همته في الحضور في مناماته، بحيث يكون حاكما على خياله، يصرفه بعقله نوما كما كان يحكم عليه يقظة ...»
وبعبارة أخرى ... إن ما نشتهيه في اليقظة نراه في النوم، فلا تهزأ - بعد ذلك - بالأحلام.
ناپیژندل شوی مخ