Ahkam Surah Al-Ma'idah
من أحكام سورة المائدة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
سائبة، وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وكانوا إذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم، وإن ولدت ذكرًا فهو لآلهتهم، وإن ولدت ذكرًا وأنثى قالوا: وصلت أخاها - أي ذكر وأنثى من بطن واحد – وهي الوصيلة، وإذا أنتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره، وهو الحام.
فلما جاء الإسلام أبطل هذه العادات كلها، فلا بحيرة، ولا سائبة، ولا وصيلة، ولا حام (١).
فأحلّ الله ﵎ الأنعام كلها إلا ما استثنى ﷾ من هذه الأنعام، فأحل الطيبات، وحرم الخبائث، وأبطل عادات الجاهلية، فالحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرّمه الله ورسوله، أما ما استثنى سبحانه مما أحلّ للمؤمنين فهو قوله تعالى: ﴿إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾، وتوضيحه سيأتي إن شاء الله تعالى.
ثانيًا: ما استُثنِيَ مما أحل الله للمؤمنين من بهيمة الأنعام:
قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ﴾، قال
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: «يعني بذلك، الميتة والدم، ولحم الخنزير ...»، قال ابن كثير: «والظاهر والله أعلم أن المراد بذلك قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ
_________
(١) صفوة التفاسير، ١/ ٣٦٩.
1 / 26