Ahkam Asat al-Mu'minin Min Kalam Sheikh al-Islam Ibn Taymiyyah - Kajak
أحكام عصاة المؤمنين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - كجك
خپرندوی
دار الكلمة الطيبة
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٠٥ هـ
د چاپ کال
١٩٨٥ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
بحفاظ القرآن، بل كل من آمن بالقرآن فهو من هؤلاء، وقسمهم الله إلى ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق، بخلاف الآيات التي في الواقعة والمطففين والانفطار، فإنه دخل فيها جميع الأمم المتقدمة كافرهم ومؤمنهم وهذا التقسيم لأمة محمد ﷺ ف"الظالم لنفسه" أصحاب الذنوب المصرون عليها، ومن تاب من ذنبه، أي ذنب كان، توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن السابقين، و"المقتصد" المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم، و"السابق للخيرات" هو المؤدي للفرائض والنوافل، كما في تلك الآيات، ومن تاب من ذنبه أي ذنب كان توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن السابقين والمقتصدين كما في قوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ ١ و"المقتصد" المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم، و"السابق للخيرات" هو المؤدي للفرائض والنوافل كما في تلك الآيات.
وقوله ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ ٢ مما يستدل به أهل السنة على أنه لا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد.
وأما دخول كثير من أهل الكبائر النار فهذا مما تواترت به السنن عن النبي ﷺ كما تواترت بخروجهم من النار وشفاعة نبينا محمد ﷺ وشفاعة غيره. فمن قال: إن أهل الكبائر مخلدون في النار وتأول الآية على أن السابقين هم الذين
_________
١- الآيات ١٣٣-١٣٦ آل عمران.
٢- الآية ٣٣ فاطر.
1 / 100