Ahkam al-Siyam
أحكام الصيام
ایډیټر
محمد عبد القادر عطا
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د چاپ کال
۱۴۰۶ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
وكذلك الشمس والقمر هما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده. كما قال الله :
﴿وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً﴾ (٤٠) فعلم أن هذه الآيات السماوية قد تكون سبب عذاب؛ ولهذا شرع النبي ﷺ عند وجود سبب الخوف ما يدفعه من الأعمال الصالحة، فأمر بصلاة الكسوف - الصلاة الطويلة - وأمر بالعتق. والصدقة، وأمر بالدعاء، والاستغفار.
كما قال ﷺ :
((إن البلاء والدعاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والأرض (٤١))) فالدعاء ونحوه يدفع البلاء النازل من السماء.
فإن قلت: من عوام الناس - وإن كان منتسباً إلى علم - من يجزم بأن الحركات العلوية ليست سبباً لحدوث أمر البتة، وربما اعتقد أن تجويز ذلك وإثباته من جملة التنجيم المحرم، الذي قال فيه النبي ﷺ :
((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد (٤٢))) رواه أبو داود وغيره.
وربما احتج بعضهم بما فهمه من قوله :
﴿لا یکسفان لموت أحد ولا لحياته (٤٣)﴾
واعتقد أن العلة هنا هي العلة الغائية، أي: لا يكسفان ليحدث عن ذلك موت أو حياة؟
(٤٠) سورة: الإسراء ، آية : ٥٩.
(٤١) أخرجه: أبو داود في سننه، الباب ٢٢، ٥١ من كتاب الطب. وابن ماجه في سننه، الباب ٢٨ من كتاب الأدب. وأحمد بن حنبل في مسنده ١/ ٢٢٧، ٢١١.
(٤٢) سبق تخريجه.
(٤٣) سورة: الإسراء، آية ٣٦.
62