مالك ﵁: إن القاتل غِيلة (^١) لا سبيل إلى العفو عنه.
فإن قال قائل: ليس في الآية ما يوجب القتل على الساحر، قيل له: قلة تبحرك في العلم وتركك لتدبر ما أنزل الله ﷿ أورثك هذا، قال الله ﵎: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ (^٢)
وقال النبي ﷺ: أرواح الشهداء تسرح في الجنة في حواصل طير خضر اشترى منهم أنفسهم بالجنة (^٣)،
(^١) غول: الغين والواو أصل صحيح يدل على ختل، وأخذ من حيث لا يدري، واغتاله: قتله غِيلة، والغيلة: الاغتيال، والياء واو في الأصل. [مقاييس اللغة: ٧٧٨، ولسان العرب: ١١/ ٥٠٧].
(^٢) [سورة التوبة: الآية ١١١]
(^٣) روى الدارمي في سننه: ٢/ ٢٧١، كتاب الجهاد، باب أرواح الشهداء، عن مسروق قال سألنا عبد الله عن أرواح الشهداء - ولولا عبد الله لم يحدثنا أحد -، قال: أرواح الشهداء عند الله يوم القيامة في حواصل طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم ترجع إلى قناديلها، فيشرف عليهم ربهم، فيقول: ألكم حاجة؟ تريدون شيئًا؟ فيقولون: لا، إلا أن نرجع إلى الدنيا فنقتل مرة أخرى.
وأصله في صحيح مسلم: ٣/ ١٥٠٢، كتاب الإمارة حديث: ١٢١ بلفظ: أرواحهم في جوف طير خضر، ورواه غيرهما بألفاظ متقاربة، ولم أجد لفظة (اشترى منهم أنفسهم بالجنة).
* لوحة: ٧/أ.