في أفقر أحياء المدينة الروسية الصغيرة، عاش ثلاثة إخوة عيشة البؤس والمسغبة، ولازمهم النحس في كل ما مارسوه من الأعمال، فكانوا يندبون حظهم العاثر كلما نكبوا بخسارة.
وفي ذات يوم طرقت بابهم السيدة «فرتنى»،
1
واعتذرت لهم عن تقصيرها في أمرهم، وطلبت منهم أن يضيفوها على قدر ما تسمح أحوالهم.
وظهرت بوادر الحظ في كل أعمال الأخ الأكبر التجارية فأثرى، حتى قيل عنه: إنه أصبح «إذا مس التراب صار ذهبا»، بعدما كانت الحال عكس ذلك.
وكذلك نجح الأخ الثاني في كل ما قام به من مهام مناصبه الحكومية حتى بلغ أعلى المراكز.
أما الأخ الثالث فكان يصرف وقته من الصباح حتى المساء بالتلهي بصيد الفراش و«نش الذباب»، وقد قال أصحابه : إن حظه لما كان في السحاب كان عقله راقدا في التراب، فلما بارحتهم السيدة «فرتنى» بكى وانتحب؛ لأنها تركته كما كان عندما عرفته.
الحصاة والماسة
سقطت ماسة ثمينة من قلادة كانت في عنق صاحبتها العظيمة، وبقيت مطمورة في الأرض بين الحصى والتراب زمنا طويلا، إلى أن عثر عليها جوهري كان سائرا في طريقه إلى المدينة، فذهب بها إلى الملك وباعه إياها، فأمر الملك بوضعها في أظهر مكان من تاجه.
واتصل بحصاة كانت ترقد بجانب هذه الماسة خبر ما أدركته جارتها الماسة من حظ سعيد، فهزها سرور الأمل ببلوغ ما بلغته جارتها السابقة، وقالت لأول عابر سبيل رأته متجها نحو العاصمة: «أيها المواطن العزيز! أرجوك أن تمد يدك وتلتقطني، وتحملني معك إلى المدينة؛ لأني سئمت طول الرقاد هنا في أحضان الوحل والتراب، فقد كانت ترقد في جواري حصاة مثلي، بل أصغر مني حجما، ووقع عليها نظر فاضل مثلك، فالتقطها وحملها إلى قصر الملك حيث نالت حظوة (منزلة) في عينيه، فبلغت أعلى مراتب العز والجاه والسؤدد، أرجوك يا سيدي، وأستحلفك بكل عزيز لديك، أن تساعدني على الوصول إلى جلالة الملك؛ لأني واثقة من أني سأنال حظوة في عينيه كما نالت تلك الحجرة الصغيرة التي كانت جارتي.» •••
ناپیژندل شوی مخ