أحاديث في الفتن والحوادث
تأليف: الإمام محمد بن عبد الوهاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بَابُ الْفِتَنِ
قال ﵀:-
(١) عن أبِي هريرة: قال رسول الله ﷺ: "بَادِرُوا بالأَعمالِ فِتنًا١ كقِطَعِ اللّيل
_________
١ الفتن: جمع فتنة. قال الرّاغب في أصل الفتن: - إدخال الذّهب في النّار لتظهر جودته من رداءته.
ويستعمل في إدخال الإنسان النّار، ويطلق على العذاب. كقوله تعالى: - ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾ [الذّاريات، من الآية: ١٤] .
وعلى ما يحصل عند العذاب. كقوله تعالى: - ﴿أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾، [التّوبة، من الآية: ٤٩] .
وعلى الاختبار. كقوله تعالى: - ﴿وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا﴾ [طه، من الآية: ٤٠] .
وفيما يدفع إليه الإنسان من شدّة ورخاء، وفي الشّدة أظهر معنىً، وأكثر استعمالًا. قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾، [الأنبياء، من الآية: ٣٥] .
ومنه قوله تعالى: - ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ﴾، [الإسراء، من الآية: ٧٣]، أي: يوقعونك في بليّةٍ وشدّةٍ في صرفك عن العمل بما أوحي إليك.
وقال أيضًا: الفتنة تكون من الأفعال الصّادرة من الله، ومن العبد، كالبليّة والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية، وغيرها من المكروهات؛ فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة. وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة، فقد ذمّ الله الإنسان بإيقاع الفتنة، كقوله: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾، [البقرة، من الآية: ١٩١] .
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾، [البروج، من الآية: ١٠] .
وقوله: - ﴿مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾، [الصّافات: ١٦٢] .
وقوله: ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾، [القلم: ٦] .
وكقوله: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ﴾، [المائدة، من الآية: ٤٩] .
وقال غيره: أصل الفتنة الاختبار، ثمّ استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثمّ أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه، كالكفر والإثم والتّحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك.
1 / 15
المُظْلِم١، يصبحُ الرّجلُ مؤمنًا ويُمْسي كافرًا، ويُمسِي٢
_________
(كقطع اللّيل المظلم): بكسر القاف وفتح الطّاء: جمع قطعة، وهي طائفة. والمعنى: كقطع من اللّيل المظلم لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصَّلاح والفساد فيها.
ومعنى الحديث: الحثّ على المبادرة والمسارعة إلى الأعمال الصّالحة قبل تعذر والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشّاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام اللّيل المظلم، لا القمر. ووصف ﷺ. نوعًا من شدائد تلك الفتن، وهو أنّه يمسي مؤمنًا ثمّ يصبح كافرًا، أو عكسه. وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب. أعاذنا الله من الفتن.
٢ وفي مسلم: "أو يمسي مؤمنًا بدل ويمسي".
وباقي المخطوطة موافق لرواية التّرمذي. انظر: تحفة الأحوذي جـ ٦، كتاب الفتن ص: ٤٣٨، طبعة الفجالة القاهرة.
1 / 16
مؤمنًا ويُصبحُ كافرًا، يَبيِعُ دينَهُ بِعَرَضٍ مِن الدّنْيَا". رواه مسلم١.
(٢) وللبُخَارِيِّ٢: عنْ زَيْنَبَبنتِ٣ جَحْشٍ: أنَّ النّبيَّ – ﷺ خَرَجَ يومًا فزعًا٤.
مُحْمَرًا وَجْهُهُ، يَقُولُ: "لا إلهَ إلاَّ اللهُ. ويلٌ للعَرَبَ مِنْ
_________
١ أخرجه مسلم بشرح النّووي جـ ٢، كتاب الإيمان، باب الحثّ على المبادرة بالأعمال ص: ١٣٣، طبعة المصرية بالأزهر.
وصدره: عن أبي هريرة أنَّ رسول الله ﷺ قال:
٢ فتح الباري شرح صحيح البخاري: جـ ١٣ – كتاب الفتن – باب يأجوج ومأجوج ص ١٠٦ ط السّلفية.
وأخرجه مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ كتاب الفتن – ص ٢ باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج. وكذلك التّرمذي، تحفة الأحوذي ج٦، أبواب الفتن، باب: يأجوج ومأجوج ص ٤٢١ كما أخرجه ابن ماجه جـ ٢- كتاب الفتن، باب ما يكون من الفتن ص ١٣٠٥ط عيسى الحلبي.
٣ في البخاري (ابنة جحش) وما في المخطوطة موافق لما في مسلم، وابن ماجه.
٤ وفي البخاري: "دخل عليها يومًا فزعًا".
وفي مسلم، وابن ماجه: "استيقظ من نومه".
وفي رواية للبخاري: "استيقظ النَّبِيُّ ﷺ من النّوم محمرًا وجهه".
1 / 17
شَر قَدِ اقْتَرَبَ١: فُتِحَ اليومَ مِنرَدْمِ٢ يأَجوجَ ومأجُوجَ مِثْلُ هذِه". وحلَّقَ بإِصْبَعَيْهِ٣: الإِبْهامِ والتي تَليِها. قالت: فقُلتُ: يا رسولَ الله: أَنَهْلِكُ وفِينَا الصّالِحُون٤؟ قال: "نَعَمْ إذا كَثُر الْخَبَث " ٥.
_________
١ خصّ العرب بذلك؛ لأنّهم كمانوا حينئذٍ معظم من أسلم. والمراد بالشّرّ: ما وقع بعده، من قتل عثمان، ثم توالت الفتن، حتّى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة، كما وقع في حديث: "يوشك أن تَدَاعى عَلَيْكُم الأمَمُ، كَما تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها".
وأنّ المخاطب بذلك العرب.
قال القرطبي: "ويحتمل أن يكون المراد بالشّرّ: ما أشار إليه في حديث أمّ سلمة: ماذَا أُنْزل اللَّيلَة مِنَ الْفِتَنِ، ومَاذَا أُنْزلَ مِنَ الْخَزَائنِ".
فأشار بذلك إلى الفتوح التي فتحت بعده، فكثرت الأموال في أيديهم، فوقع التّنافس الذي جرّ الفتن، وكذلك التّنافس على الإمرة؛ فإ، ّ معظم ما أنكروه على عثمان تولية أقاربه من بني أُمّيّة، وغيرهم؛ حتّى أفضى ذلك إلى قتله، وترتّب على قتله من القتال بين المسلمين ما اشتهر واستمرّ.
٢ الرّدم: السّدّ الذي بناه ذو القرنين.
(وحلق بإصبعيه) أي: جعلهما مثل الحلقة.
٤ كأنّها أخذت ذلك من قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾، [الأنفال، من الآية: ٣٣] .
٥ الخبث: بفتحتين. فسر بالزِّنا وبأولاد الزِّنا والفسوق والفجور وهو أولى لأنّه قابله بالصّلاح.
قال ابن العربي: فيه البيان: بأنّ الخيِّر يهلك بهلاك الشّرير، إذا لم يغير عليه خبثه، وكذلك إذا غير عليه، لكن حيث لا يجدي ذلك، ويصر الشّرير على عمله السّيء، ويفشو ذلك ويكثر، حتّى يعمّ الفساد، فيهلك حينئذ القليل والكثير، ثمّ يحشر كل أحد على نيته أ. هـ. فتح الباري جـ ١٣ ص ١٠٩.
1 / 18
(٣) وله١: عنْ أُسامةَ: أنّ النّبيّ – ﷺ أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ٢ مِنْ آطامِ المدينةِ. ثُمَّ قال٣: "هل تَروْنَ مَا أًرَى٤؟ إني لأَرَى مَوَاقِعَ الفِتَنِ خِلالِ بُيُوتِكمْ كَمَواقِع٥ الْقَطْر".
_________
١ فتح الباري شرح البخاري جـ ١٣- كتاب الفتن – باب قول النّبيّ ﷺ: ويل للعرب من شر قد اقترب ص:١١.
وكذلك في الجزء رقم ٤ كتاب فضائل المدينة ص ٩٤.
وفي مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ – كتاب الفتن ص٧.
وفي أحمد جـ ٥ ص ٢٠٠.
وما ذكره في المخطوطة هو لفظ مسلم.
٢ الأطم - بضمّتين ـ: البناء المرتفع. كذا في النّهاية.
وفي في الفتح: هي الحصون التي تُبْنَى بالحجارة.
٣ لفظ البخاري: "فقال".
٤ لفظ البخاري بعد جملة الاستفهام: "قالوا: لا. قال: فإنِّي".
٥ لفظ البخاري: "كوقع القطر"، في كتاب الفتن.
وفي روايات علامات النّبوّة كمواقع القطر.
وإنّما اختصّت المدينة بذلك؛ لأنّ قتل عثمان ﵁ كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك. وحسن التّشبيه بالمطر لإرادة التّعميم؛ لأنّه إذا وقع في أرض معيَّنة عمّها، ولو في بعض جهاتها". ا. هـ. من الفتح.
1 / 19
(٤) ولِمسلم١: عن سالم بنِ عبد الله. قال:
يَا أَهْلَ العِراق! مَا أَسْأَلَكُمْ الصَّغيرةَ، وَمَا أَرْكَبَكُم٢ الكبيرة. سمعت أبي: عبد الله ابن عمر يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"إنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَهُنَا – وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نِحْوَ الْمَشْرِقِ -: مِنْ حَيْثُ يَطلعُ قَرْنُ٣ الشَّيطَانِ، وَأَنْتُمْ
_________
١ مسلم بشرح النّووي ج١٨ – كتاب الفتن – باب الفتنة من المشرق حيث يطلع قرنا الشيطان ص ٣٢.
وفي البخاري بشرح الفتح – كتاب الفتن – باب قول النّبيّ ﷺ الفتنة من قبل المشرق ج١٣ ص ٤٥ مع اختلاف في الألفاظ واختصار.
٢ لفظ مسلم: "وأركبكم".
٣ لفظ مسلم: "قرنا الشّيطان" بلفظ المثنى، والإفراد موافق لبعض ألفاظ مسلم.
وقرنا الشّيطان: قيل: المراد بهما: حزبه وأتباعه. وقيل: قوته وغلبته، وانتشاره وفساده. وقيل: القرنان: ناحية الرأس. وإنّه على ظاهره، وهذا هو الأقوى. وسمي شيطانًا لتمرده وعتوه، وكل مارد عات: شيطان.
والأظهر: أنّه مشتقٌّ من شطن إذا بعد، لبعده من الخير والرّحمة.
وقيل: مشتقٌّ من شاط إذا هلك واخترق. ا. هـ النّووي على مسلم.
1 / 20
يَضْرِبُ بعضُكم رِقَابَ بَعْضٍ. وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسى الّذي قَتَلَ مِنْ آل فِرْعَونَ خَطَأً. فَقَالَ الله له: ﴿وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا﴾، [طه، من الآية: ٤٠] .
(٥) وله١: عن معقل بن يَسِارٍ: عن النَّبِيِّ ﷺ قال:
"الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ٢ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ".
_________
١ مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ – كتاب الفتن – باب فضل العبادة في الهرج ص ٨٨.
٢ المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور النّاس.
وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أنّ النّاس يغفلون عنها، ويشتغلون بغيرها ولا يتفرّغ لها إلاّ الأفراد. اهـ مسلم.
1 / 21
(٦) ولمسلم١: عن ابن عمرو٢: أن رسول الله ﷺ قال:
"إَذَا فُتِحَت عَلَيْكُم فَارِسُ وَالرُّومُ! أَيُّ قَومٍ أَنْتُم؟ "، قال عبد الرَّحْمَن بُن عَوفٍ: نكُون٣ كَمَا أَمَرَ الله٤. فقال النَّبِيُّ ﷺ "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُون. ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ. ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ. أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِنِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعَضَهُم عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ"٥.
_________
١ مسلم بشرح النّووي جـ١٨- كتاب الزّهد ص ٩٦.
وأخرجه ابن ماجه جـ ٢ – كتاب الفتن – باب فتنة المال ص ١٣٢٤. تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي.
٢ لفظ مسلم وكذلك ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: عن رسول الله ﷺ أنّه قال: الحديث.
٣ لفظ مسلم وكذلك ابن ماجه"نقول كما أمرنا الله"بدل:"نكون كما أمر الله".
٤ معناه: نحمده ونشكره، ونسأله المزيد من فضله.
٥ قال العلماء: التّنافس إلى الشّيء: المسابقة إليه، وكراهة أخذ غيرك إيّاه. وهو أوّل درجات الحسد.
وأمّا الحسد: فهو: تمنِّي زوال النِّعمة عن صاحبها والتدابر التقاطع، وقد بقي مع التّدابر شيء من المودة، أو لا يكون مودة ولا بغض.
وأمّا التّباغض: فهو بعد هذا، ولهذا رتبت في الحديث النّووي.
1 / 22
(٧) ولَه١: عن عَمْرُو بن عَوْفٍ: أنّ النّبيّ ﷺ بَعَثَ أبا عُبَيْدَةَ إِلَى الْبَحْرَيْن، فَأَتَى٢ بِجِزْيَتِهَا. وكان رسولُ الله ﷺ صَالَحَ٣ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهُمُ العَلاَءَ بنَ الْحَضْرمي، فَقَدِمَ أبو عُبَيْدَة بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعْت الأنصار بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعِ رسول الله ﷺ فَلَمَّا صلّى رسولُ الله ﷺ انْصَرَفَ. فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله ﷺ حِيْنَ رَآهُم، ثمّ قال:
_________
١ مسلم شرح النّووي جـ١٨ – كتاب الزّهد والرِّقائق – ص٩٥.
والبخاري بشرح الفتح جـ ٦ الجزية ص ٢٥٧ وأخرجه ابن ماجه الجزء الثّاني – كتاب الفتن – باب فتنة المال ص ١٣٢٤ والتِّرمذي – تحفة الأوحوذي جـ٧ ص ١٦١.
٢ لفظ مسلم وابن ماجه والبخاري "يأتي بجزيتها".
٣ لفظ مسلم وابن ماجه والبخاري "هو صالح".
1 / 23
"أَظُنُّكُم سَمِعْتُم١ أبا عبيدة قَدِمَ بِشِيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟ "، قَالُوا: أَجَل يا رسولَ الله. قال: "فَأَبْشِرُوا، وأَمِّلُوا مِا يَسُرُّكُم، فَوَالله مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُم. وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُم أَنْ تُبْسَطَ عَلَيكُم٢ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُم، فَتَنَافَسُوا٣ فِيهَا، كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُم كَمَا أَهْلَكَتْهُم" ٤.
وفي رواية٥: "فَتُلْهِيكُم كَمَا أَلْهَتْهُم".
(٨) وَلَهُما٦: عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ: قَالَ رسولُ الله
_________
١ لفظ مسلم وابن ماحه "أظنّكم سمعتم أن أبا عبيدة" وفي البخاري: "أظنّكم قد سمعتم أن أبا عبيدة".
٢ لفظ مسلم وابن ماجه:"أن تبسط الدّنيا عليكم"وفي البخاري كما في المخطوط.
٣ لفظ مسلم وابن ماجه والبخاري: "فتنافسوها".
٤ لفظ مسلم والبخاري: "وتهلككم كما أهلكتهم"، وما في المخطوطة موافق لابن ماجه.
٥ مسلم شرح النّووي ج١٨كتاب الزّهد ص٩٦.واللفظ:"وتلهيكم كما ألهتهم".
٦ البخاري بشرح ابن حجر العسقلاني – جـ ٩ كتاب النِّكاح – باب ما يتّقي من شؤم المرأة. ومسلم بشرح النّووي جـ ١٧ – كتاب الرِّقاق – بيان الفتنة بالنِّساء جـ ١٧ ص ٥٤.
1 / 24
ﷺ:
"مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ"١.
(٩) وَلِمُسلِمٍ٢: من حديث أبي سَعِيدٍ: "إنَّ الدُّنْيَا خَضْرَةٌ حُلْوَةٌ٣. وَإِنَّ الله مُسْتَخْلِفُكُم فِيهَا٤
_________
١ في الحديث: أنّ الفتنة بالنِّساء أشدّ من الفتنة بغيرهنّ.
ويشهد له قوله تعالى: - ﴿زُيِّن للنّاسِ حبُّ الشّهواتِ منَ النِّساء﴾ . [سورة آل عمران، من الآية: ١٤] . فجعلهن من حبِّ الشّهوات. وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنّهن الأصل في ذلك.
٢ مسلم بشرح النّووي جـ ١٧، ص: ٥٥، كتاب الرّقاق، بيان الفتنة بالنّساء.
وفي التّرمذي، تحفة الأحوذي، ج ٦، كتاب الفتن، باب ما أخبر النَّبِيّ ﷺ أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة ص: ٤٢٨.
وابن ماجه ج ٢، كتاب الفتن، باب فتنة النّساء، ص: ١٣٢٥.
٣ في مسلم: "إنّ الدّنياء حلوة حضرة"، وما في المخطوطة موافق لما في التّرمذي وابن ماجه.
وقوله: "إنّ الدّنيا خضرة حلوة"، يحتمل أنّ المراد به شيئان:
أحدهما: حسنها للنّفوس ونضارتها ولذّتها: كالفاكهة الخضراء الحلوة؛ فإنّ النّفوس تطلبها طلبًا حثيثًا فكذا الدّنيا.
والثّاني: سرعة فنائها، كالشّيء الأخضر في هذين الوصفين.
٤ "إنّ الله مستخلفكم فيها" أي: جاعلكم خلفاء من القرون الّذين قبلكم. فينظر هل تعملون بطاعته، أم بمعصيته وشهواتكم.
1 / 25
فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلاَ فَاتَّقُوا الله، واتّقوا النِّساء"١.
(١٠) وله٢: عَنْ حُذَيْفَةَ ٣ قال:
والله إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ. وَمَا بِيَ أَلاَّ يَكونَ٤ رسولُ الله – ﷺ أَسَرَّ إِليَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَِمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي، وَلِكَن رسولُ الله– ﷺ قَالَ، وَهُوَ يُحدِّث
_________
١ في مسلم: "فاتقوا الدّنيا، واتّقوا النِّساء" ثمّ قال: "فإنّ أوّل فِتْنَة بَني إسْرَائٍيلَ كانتْ في النِّساء".
وعند التِّرمذي، وابن ماجه: "ألا فاتقوا الدّنيا واتقوا النِّساء".
ومعنى "فاتقوا الدّنيا واتّقوا النِّساء" تجنبوا الافتتان بها، وبالنِّساء. وتدخل في النِّساء الزّوجات وغيرهن، وأكثرهن فتنة الزّوجات، لدوام فتنتهن وابتلاء أكثر النّاس بهنّ ا. هـ النّووي.
٢ مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ – كتاب الفتن وأشراط السّاعة ص١٥.
٣ قال النّووي في شرح مسلم: المشهور في الاستعمال: حذيفة إبن اليمان من غير ياء في آخر اليمان. وهو لغة قليلة. والصّحيح اليماني بالياء – من عون المعبود بشرح سنن أبي داود (جـ ١١ – ص ٣٠٦) .
٤ لفظ مسلم: "وما بي إلاّ أن يكون".
1 / 26
مَجْلِسًا أنا فِيهِ: عَنِ الْفِتَنِ. فقال رسولُ الله ﷺ وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ: "مِنْهُنّ ثلاثٌ، لا يَكِدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا. وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ. مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ". قال حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ١ كُلُّهُم غَيْرِي.
(١١) وَلَهُ٢: عَنْهُ قال: أَخْبَرَنِي رسولُ الله – ﷺ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلاّ قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ: مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ؟.
_________
١ الرّهط: عشيرة الرّجل وأهله. والرّهط من الرِّجال: مادون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. ويجمع على أرهط، وأرهاط، وأراهط جمع الجمع. النِّهاية في غريب الحديث.
٢ مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ – كتاب الفتن وأشراط السّاعة ص ١٦ – والضّمير في عنه لحذيفة بن اليماني. باب أخبار النّبيّ – ﷺ – فيما يكون إلى قيام السّاعة.
1 / 27
(١٢) وَلَهُ١: عَن أَبِي زَيْدٍ٢. قَالَ: صَلَّى بِنَا رسولُ الله ﷺ الْفَجْرَ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى بِنَا٣، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ. ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَمَا ٤ هُوَ كَائنٌ، فَأَعْلَمُنَا: أَحْفَظُنَا.
(١٣) وله٥: عَنْ عَمْرو٦ بن العاصِ: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاّ كَانَ عَلِيْهِ٧ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهَ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُم،
_________
١ مسلم بشرح النّووي جـ ١٨ – كتاب الفتن – باب إخبار النّبيّ – ﷺ – فيما يكون إلى قيام السّاعة ص١٦.
٢ فسّره مسلم بقوله: "يعني عمرو بن أخطب" بالخاء المعجمة. وهو الصّحابي المشهور.
٣ لفظ مسلم: "فنَزل فصلّى" بحذف الجار والمجرور.
٤ لفظ مسلم: "وبما هو كائن".
٥ مسلم بشرح النّووي جـ ١٢ – كتاب الإمارة – باب الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء الأوّل فالأوّل ص ٢٣٢ وللحديث بقية فراجعه.
٦ راوي الحديث هو: عبد الله بن عمرو بن العاص. كما في مسلم.
٧ لفظ مسلم: "إلاّ كان حقًّا عليه".
1 / 28
وَيُنْذِرُهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُم. وَإِنَّ أُمَّتَكُم هَذِهِ جُعِلَتْ١ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا. وَسَيُصِيبُ آخرَهَا بَلاَءً، وَأُمُورٌ تُنْكَرُ٢ فَتَجِيءُ٣ فِتْنَةٌ، فَيُرَقَّقُ٤ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فيقولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكِتِي٥. وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بالله
_________
١ لفظ مسلم: "جعل"، بدون التّاء:
٢ في مسلم: "وأمور تنكرونها".
٣ في مسلم: "وتجيء فتنة"، بالواو بدل الفاء.
٤ "فيرقّق" هذه اللفظة: رويت على أوجه:
أحدها: وهو الذي نقله القاضي عن جمهور الرّواة: يُرقّق أي: يصير بعضها رقيقًا. أي: خفيفًا؛ لعظم ما بعده، فالثّاني يجعل الأوّل رقيقًا.
وقيل: معناه: يشبه بعضه بعضًا.
وقيل: يدور بعضها في بعض، ويذهب ويجيء.
وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها.
والثّاني: فيرقّق بفتح الياء وإسكان الرّاء، بعدها فاء مضمومة.
والثّالث: فيدفق. بالدّال المهملة السّاكنة، وبالفاء المكسورة: أي يدفع ويصب، والدفق: هو الصب.
٥ في مسلم: "هذه مهلكتي ثم تنكشف".
1 / 29
وَالْيَوْمِ الآخرِ، وَلْيِأْتِ إِلَى النَّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ١. وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا٢ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخرِ"٣.
(١٤) وَلَهُمَا٤ عن ابن عَبَّاسٍ: أنّ رسول الله – ﷺ قال:
"مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيْرِهِ شيئًا فَلْيَصْبِر
_________
١ "وليأت إلى النّاس الذي يحبّ أن يؤتى إليه" هذا من جوامع كلمه – ﷺ – وبديع حكمه. وهذه قاعدة مهمّة. فينبغي الاعتناء بها. وإنّ الإنسان يلزمه ألاّ يفعل مع النّاس إلا ما يحب أن يفعلوه معه.
٢ في مسلم: "إن استطاع".
٣ "فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
معناه: ادفعوا الثّاني، فإنّه خارج على الإمام؛ فإن لم يندفع إلاّ بحرب وقتال، فقاتلوه، فإن دعت المقاتلة إلى قتله جاز قتله، ولا ضمان فيه؛ لأنّه ظالم متعدٍ في قتاله.
٤ البخاري – شرح الفتح جـ ١٣ – كتاب الفتن – باب قول النّبيّ ﷺ: سترون بعدي أمورًا تنكرونها ص ٥.
ومسلم بشرح النّووي جـ ١٢ – كتاب الإمارة – باب وجوب ملازمة الجماعة ص ٢٤٠.
1 / 30
عَلَيهِ١؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا٢، فَمَاتَ، فَمَيْتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ".
(١٥) ولأَبِي دَاوُدَ٣: عَنِ ابن مَسْعُود: ٍ عَنِ النَّبِيِّ – ﷺ قال:
"تَدُورُ رَحى٤ الإسلام لِخَمْسٍ وَثَلاَثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. فَإِنْ
_________
١ صدر الحديث لفظ إحدى الرّوايتين عن ابن عبّاس عند مسلم. وعجزه ابتداء من قوله: "فإنّه من فارق الجماعة" الخ لفظ الرِّواية الأخرى عن ابن عبّاس.
ومعنى قوله: "فليصبر عليه"، أي فليصبر على ذلك المكروه ولا يخرخ عن الطّاعة.
(شبرًا) أي قدر شبر. كنى به عن الخروج على السّلطان، ولو بأدنى نوع من أنواع الخروج، أو بأقلّ سبب من أسباب الفرقة.
٣ سنن أبي داود – عون المعبود جـ ١١ كتاب الفتن – باب ذكر الفتن ودلائلها – ص ٣٢٧- تحقيق عبد الرحمن عثمان.
٤ "تدور رحى الإسلام" اختلف العلماء في بيان معنى دوران رحى الإسلام على قولين:
الأوّل: أنّ المراد منه: استقامة أمر الدِّين واستمراره، وهذا قول الأكثرين.
الثّاني: أنّ المراد منه: الحرب والقتال، وشبهها بالرّحى الدوارة التي تطحن الحب؛ لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس.
1 / 31
يَهْلِكُوا فَسِبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُم دِيْنُهُم، يَقُمْ١ سَبْعِيْنَ عَامًا" قالَ: قُلْتُ: أَمِمَّا بَقِيَ٢؟ قال: "مِمَّا مَضَى".
(١٦) وَلِلتِّرْمِذِيِّ ٣: عن ابن أخي عبد الله بن سلام؟ قال:
"لَمَّا أُرِيدَ عُثْمَانُ٤ جَاءَهُ عَبْدُ الله بنُ سَلاَمٍ. فقال له عثمان – ﵁: مَا جَاءَ بِكَ؟ قال: جِئْتُ فِي نَصْرَتِكَ. قال: أُخْرُجْ إلى النَّاسِ فَاطْرُدْهُم عَنِّي. فَإِنَّكَ خَارِجٌ خَيْرٌ لِيَ مِن دَاخِلٌ٥.قَالَ قالَ: فَخَرَجَ
_________
١ لفظ أبي داود: "يقم لهم سبعين عامًا".
٢ لفظ أبي داود: "أمما بقي أو مما مضى؟ قال: مما مضى".
٣ سنن التِّرمذي بشرح تحفة الأحوذي- تحقيق عبد الرّحمن عثمان جـ١٠ كتاب المناقب. باب مناقب عبد الله بن سلام ص ٣٠٥.
وأخرجه أيضًا في كتاب التّفسير- سورة الأحقاف ج٩ ص ١٣٧.
٤ "لما أريد عثمان"، أي: لما أريد قتله، كما أريد قتله. كما جاء في رواية المناقب للتِّرمذي.
٥ في رواية المناقب (فإنّك خارجًا خير لي منك داخلًا) وما في المخطوطة موافق لرواية الترمذي في التفسير.
1 / 32
عبدُ الله بنُ سلامٍ إلى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ اسْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فُلاَنٌ. فَسَمَّانِي رسولُ الله ﷺ عبدَ الله. وَنَزَلَتْ فِيَّ آياتٌ مِنْ كِتَابِ الله: نَزَلَ١ فِيّ: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾، [الأحقاف، من الآية: ١٠] الآية٢.
وَنَزَلَ فِيّ: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾، [الرّعد، من الآية: ٤٣] ٣.
إِنَّ لله سَيْفًا مَغْمُودًا٤ عَنْكُم، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ قَدْ جَاوَرَتْكُم فِي بَلَدِكُم هَذَا، الَّذِي نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُم. فَالله الله في
_________
١ في السّنن (نزلت) بالتّاء في الرِّوايتين.
٢ والشّاهد من بني إسرائيل. هو عبد الله بن سلام. كما قال الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم – والسّورة وإن كان كانت مكيّة، إلاّ أنّ هذه الآية مدنية. فيخصص بها عموم القول بأن السّورة كلّها مكيّة. والشّهادة على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التّوراة المطابقة له: من إثبات التّوحيد والبعث والنّشور وغير ذلك. والمثلية: هي باعتبار تطابق المعاني، وإن اختلفت الألفاظ.
٣ ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾، قيل: هو عبد الله بن سلاَم. وقيل: هم مؤمنو أهل الكتاب.
٤ "مغمودًا" أي مستورًا في غلافه.
1 / 33
هَذَا الرَّجُلِ. إِنْ تَقْتُلُوهُ، فوا الله إِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَطْرُدُنَّ جِيْرَانَكْم: الْمَلاَئَكةَ. وَلَيَسَلَنَّ سَيْفُ الله الْمَغْمُودُ عَنْكُم، فَلاَ يُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقَيَامَةِ. فَقَالُوا: اقْتُلُوا الْيَهُودِيَّ، وَاقْتُلُوا عُثْمَانَ.
قال التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ١.
(١٧) وَلَهُمَا٢: أنَّ عُمَرَ قَالَ: "أَيُّكُم يَحْفَظُ حَدِيْثَ رسولِ الله ﷺ فِي الْفِتْنَةِ؟ قال حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ: أنا. فقال: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ. قَالَ: كَيْفَ؟. قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله – ﷺ يقول: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ، وَوَلَدِهِ، وَجَارِهِ٣ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ، وَالصِّيَامُ، وَالصَّدَقَةُ،
_________
١ في السّنن: هذا حديث غريب.
٢ البخاري بشرح الفتح – جـ ١٣ كتاب الفتن – باب الفتنة التي تموج كموج البحر ص ٤٨.
مسلم بشرح النّووي ج ١٨، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، ص ١٦. واللفظ لمسلم مع اختلاف في بعض الألفاظ – وفي كتاب الإيمان جـ ٢ ص ١٧٠.
٣ في مسلم: "فتنة الرّجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره".
1 / 34