الْحَمْدُ لِلَّهِ
1 / 1
الأَحَادِيثُ الأَرْبَعُونَ الْمُتَبَايِنَةُ الأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ
خَرَّجَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّهِيرُ بِابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَايَنَ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَبَيَّنَ لِكُلِّ طَرِيقٍ رَشَادَهُ، فَاهْتَدَى بِفَضْلِهِ مَنْ أَسْعَدَهُ، وَضَلَّ بِعَدْلِهِ مَنْ طَرَدَهُ وَأَبْعَدَهُ، مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لا يَكُونُ، ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣]، أَحْمَدُهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ وَهَدَى، وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا صَرَفَ مِنَ الرَّدَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لا رَبَّ لَنَا سِوَاهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَالْمَنَنُ، وَلَهُ الْفَضْلُ وَالثَّنَاءُ الْحَسَنُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ لَهُ نَظِيرًا، وَرَسُولُهُ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الأَحَادِيثَ النَّبَوِيَّةَ وَالآثَارَ الْمُحَمَّدِيَّةَ أَصْلُ الْعُلُومِ بَعْدَ الْقُرْآنِ، وَقَاعِدَةُ الشَّرِيعَةِ وَأَرْكَانُ الإِيمَانِ، وَمَنْ أَلْهَمَهُ اللَّهُ رُشْدَهُ، وَأَجْزَلَ بِالتَّوْفِيقِ رِفْدَهُ، سَعَى فِي طَلَبِهَا مُخْلِصًا قَصْدَهُ، فَأُلْهِمَ عَلَى قَدْرِ الطَّلَبَاتِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ.
1 / 2
١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّائِغِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الذَّهَبِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الأمَاسِيّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجِ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَتْلَهِيُّ، وَأُخْتُهُ زَيْنَبُ، وَعَائِشَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ الْمُحْتَسِبِ، وَغَيْرُهُمْ، قِرَاءَةً عَلَى الأَوَّلِ، وَابْنُ الأمَاسِيّ، وَابْنُ مَرْوَانَ، بِجَامِعِ دِمَشْقَ مُتَفَرِّقِينَ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَبِقِرَاءَتِي عَلَى الْبَاقِينَ مُنْفَرِدِينَ، قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَيَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ الْبَتْلَهِيُّ،: وَأَنَا حَاضِرٌ، وَأَخْبَرَنَا الصَّالِحِيُّ، وَالدِّمَشْقِيُّ، الْمَذْكُورَانِ قَالا: أَخْبَرَتْنَا وَزِيرَةُ ابْنَةُ عُمَرَ التَّنُوخِيَّةُ، سَمَاعًا، وَأَخْبَرَنَا الصَّالِحِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعْدٍ، وَهَدِيَّةُ ابْنَةُ عَلِيٍّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَسْمَعُ، وأَخْبَرَنَا الصَّالِحِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بْنِ مُشَرَّفٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ صَدَقَةَ الْمُخَرِّمِيُّ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ جَوْهَرٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا حَاضِرٌ، قَالُوا: سِوَى ابْنِ سَعْدٍ، وَالْمُخَرِّمِيُّ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَأَبُو بَكْرٍ، وَهَدِيَّةُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ حَاضِرُونَ، وَقَالَ الْبَاقُونَ: وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعِيسَى أَيْضًا، وَابْنُ سَعْدٍ، وَالْمُخَرِّمِيُّ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَرِيْميُّ، قَالَ الْمُخَرِّمِيُّ: سَمَاعًا، وَالْبَاقُونَ: إِجَازَةً، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْبَانَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقَلانِسِيُّ، وَقَالَ ابْنُ مُشَرَّفٍ، وَابْنُ حَمْزَةَ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ، كِتَابَةً، زَادَ ابْنُ حَمْزَةَ، وَأَنْبَانَا عُمَرُ بْنُ كَرَمٍ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وأَخْبَرَنَا شُيُوخُنَا الْمَذْكُورُونَ سِوَى الصُّوفِيِّ، وَابْنِ الصَّائِغِ، وَالأماسيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، سَمَاعًا، أنا دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ، إِذْنًا عَامًّا، قَالُوا: أنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الْمَالِينِيُّ، سَمَاعًا، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ، وَقَالَ دَاوُدُ، أَيْضًا: أنا غَانِمُ بْنُ أَحْمَدَ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، سَمَاعًا، وَقَالَ ابْنُ مُشَرَّفٍ، وَابْنَةُ جَوْهَرٍ، أَيْضًا: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، وَعُثْمَانُ بْنُ الصَّلاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمَاعًا وَقَال ابْنُ مُشَرَّفٍ، وَابْنَةُ جَوْهَرٍ أَيْضًا: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ عُثْمَانُ بْنُ الصَّلاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمَاعًا، أنبا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ شَاه، وَأَبُو جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ - قَالَ: وَهُوَ الْفَارِسِيُّ - وَغَانِمٌ، وَفَاطِمَةُ: أنبا سَعْدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَرْوَزِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَيْضًا، وَوَجِيهٌ، وَابْنُ شَاه: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ،. . . وَالْمَرْوَزِيُّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، سَمَاعًا أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ إِسْمَاعِيل،. . . . . . . عُبَيْد الأَنْصَارِيّ. . . . . إِبْرَاهِيم التَّمِيمِيّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ،. . . . . سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ﵁ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .
هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي أَوَّلِ صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا، وَاخْتِصَارُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ مِنْ قِبَلِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَدْ خَرَّجَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَلَى الصَّحِيحِ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهِ: فِيمَا أَنْبَانَا بِهِ عِدَّةٌ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الذَّهَبِيِّ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيِّ، أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ الْجَوْزِيِّ، أنباه أنبا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، أنبا أَبِي، أنبا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَذَكَرَ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ» .
انْتَهَى.
وَهَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ أَصْلٌ مِنَ الأُصُولِ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مُتَلَقٍّ بِالْقَبُولِ، رُوِّينَاهُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ، وَوُجُوهٍ إِلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ خَطِيرَة، وَمِنْ مَفْهُومَاتِهِ أَنَّهُ مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ ﷿ فِي نِيَّاتِهِ أَجْزَلَ ثَوَابَهُ وَأَجْرَهُ، وَرَفَعَ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ قَدْرَهُ، وَنَضَّرَ بِاقْتِفَائِهَا وَجْهَهُ، وَطَهَّرَ بِالإِخْلاصِ سِرَّهُ، لأَنَّ السُّنَّةَ قَدْ نَضَّرَ اللَّهُ حَافِظِيهَا، وَبَصَّرَ نَاقِدِيهَا، وَنَصَرَ عَلَى الْمُلْحِدِينَ نَاقِلِيهَا، وَضَاعَفَ الثَّوَابَ لِرَاوِيهَا وَسَامِعِيهَا، وَمَنْ حَفِظَ مِنْهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمًا فَقِيهًا، جَاءَتِ الرِّوَايَةُ بِمَعْنَى ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةِ الْمَسَالِكِ
1 / 3
٢ - أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيلِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ ظَاهِرٍ الْمُؤَذِّنُ بْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَعْمَرِيِّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ شَبِيبٍ الْحَرَّانِيُّ، سَمَاعًا، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ السُّلَمِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ الْحَافِظُ، أنا الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُرْهِبِيُّ الْهَمَذَانِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ السُّلَمِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 4
٣ - وَرَوَى ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدٍ طَوِيلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ﵃، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاءِ»
1 / 5
٤ - وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄ مَرْفُوعًا مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ مُعَاذٍ ﵁، مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا: رِوَايَةُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْخُزَاعِيِّ الْمَدَائِنِيِّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 6
٥ - وَرَوَى ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
1 / 7
٦ - وَرَوَى ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدِهِ أَيْضًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 8
٧ - وَرَوَى ابْنُ أَبِي نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﵁، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِيمَا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعُونَ دَرَجَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ»
1 / 9
٨ - وَرَوَى ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدِهِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﵁، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَمْسَكَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا يَنْتَفِعُونَ بِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 10
٩ -. . . إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَالِبٍ الزَّعْفَرَانِيّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، ثنا ابْنُ عَجْلانَ. . . . . .، ﵁، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ يُبَيِّنُ فِيهَا الحَلالَ وَالْحَرَامَ؛ يُنْذِرُ النَّاسَ بِالْحَرَامِ، وَيُبَشِّرُ النَّاسَ بِالْحَلالِ، حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 11
١٠ - وَرَوَى ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ بِسَنَدِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ﵁، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ كَتَبَهُ اللَّهُ ﷿ فَقِيهًا عَالِمًا» .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا أَشْرَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ أَبَانٍ، فَذَكَرَهُ، وَلَفْظُهُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَحْفَظُ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا» .
قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ، وَرُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ أَخُو رُسْتَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، ثنا مُعَلَّى، فَذَكَرَهُ وَلَفْظُهُ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي أَمْرِ دِينِهِمْ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
1 / 12
١٣ - وَبِسَنَدِ ابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابْنِ عُمَر، ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ يُؤَدُّونَهَا إِلَيْهِمْ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حُجْرٍ الْعَسْقَلانِيُّ وَهُوَ مُتَّهَمٌ مَرْمِيٌّ بِالْكَذِبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
1 / 13
١٤ - وَبِسَنَدِ ابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَدَّى إِلَى أُمَّتِي حَدِيثًا وَاحِدًا يُقِيمُ بِهِ سُنَّةً وَيَرُدُّ بِهِ بِدْعَةً فَلَهُ الْجَنَّةُ» .
رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَبَّازِيّ، فَرَوَاهُ فِي كِتَابِهِ الْفَوَائِدِ، عَنِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
1 / 14
١٥ - وَبِسَنَدِ ابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي حَدِيثًا وَاحِدًا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَحَدٍ وَسَبْعِينَ نَبِيًّا صِدِّيقًا»
1 / 15
١٦ - وَبِسَنَدِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ أَعْطَاهُ اللَّهُ ﷿ أَجْرَ سَبْعِينَ صِدِّيقًا» .
قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ: هَذَا أَثْبَتَهُ
1 / 16
١٧ - وَبِسَنَدِ ابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ﵄، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ تَعَلَّمَ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ يَنْفَعُ بِهِمَا نَفْسَهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُمَا غَيْرَهُ فَيَنْتَفِعُ بِهِمَا كَانَ خَيْرًا مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً»
قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِنَا ﵃: اخْتَلَفُوا فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ عَنْ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بُعِثَ فَقِيهًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الأَحَادِيثَ هِي الَّتِي لَهَا طُرُقٌ كَثِيرَةٌ يَجْمَعُهَا أَهْلُ الْحَدِيثِ وَبَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهَا أَحَادِيثُ فِي الْعِبَادَاتِ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهَا فِي الزُّهْدِ وَالْوَرَعِ، وَتَرْكِ أُمُورِ الدُّنْيَا، وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الزَّاهِدُ ﵀. . . . . الأَحَادِيثُ فِي صَحِيحِهِ. . . . . . مِنْ رِوَايَاتِ الْمَجْرُوحِينَ وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ أَقْرَبِهَا إِلَى. . . . . . . .
1 / 17
١٨ - وَبِسَنَدِ ابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ﵄ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ» .
حَدِيثٌ جَيِّدٌ إِسْنَادُهُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ مَرْفُوعًا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي رِوَايَةٍ جَعَلَ عَلِيًّا قَبْلَ عُثْمَانَ. . . التَّرْتِيب وَاللَّهُ أَعْلَمُ
1 / 18
١٩ - قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ،: وَهَا أَنَا أَذْكُرُ الأَرْبَعِينَ عَلَى مَا سَلَفَ. . . . . . بِالْمَأْثُورِ وَتَشَوُّقًا لِنَيْلِ الثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ وَالأُجُورِ وَعَلَى اللَّهِ. . . وَأَدْعُوهُ عَائِذًا بِجَلالِهِ مِنْ شَرِّ التَّسْمِيعِ. . . . . . بِجنابِهِ مِنْ. . . . . . الْعَمِيم وَالْفَضْل الْجَسِيم حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
1 / 19
الْحَدِيثُ الأَوَّلُ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ﵁
وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَلَقَبُهُ عَتِيقٌ، عَلَى الأَصَحِّ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ جِمَاعُ قُرَيْشٍ عَلَى الصَّحِيحِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، قُعْدُدُ النَّبِيِّ ﷺ، وَقُعْدُدُ أَبِي بَكْرٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ سَوَاءٌ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ أَبْيَضَ، نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئَ الْجَبْهَةِ، أَحْنَى لا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ يَسْتَرْخِي عَنْ حِقْوَيْهِ، طَوِيلا دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ لِثَمَانِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الأَخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ بِطِيبَةَ الشَّرِيفَةِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى الأَصَحِّ، وَدُفِنَ بِجَنْبِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
1 / 20