Ahadith al-Qira’ah al-Warida fi Salatay al-Zuhr wa al-Asr
أحاديث القراءة الواردة في صلاتي الظهر والعصر
خپرندوی
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
السنة السادسة والثلاثون
د چاپ کال
العدد ١٢٥ - ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
ژانرونه
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد ًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذا بحث متواضع جمعت فيه الأحاديث الواردة في قراءة النبي ﷺ في صلاة الظهر والعصر والجمعة، وسميته: “أحاديث القراءة في صلاتي الظهر والعصر”١.
وقسمته إلى مقدمة ومبحثين:
المبحث الأول: الأحاديث الواردة في القراءة في صلاتي الظهر والعصر.
المبحث الثاني: الأحاديث الواردة في القراءة في صلاة الجمعة.
وخاتمة اشتملت على أهم النتائج في هذا البحث.
وقد جمعت مادة هذا البحث من كتب السنة من مظانها مع تخريجها والحكم عليها على حسب قواعد المحدثين، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإني أكتفي بالعزو إليهما أو أحدهما ومن أخرجه من بقية أصحاب الكتب الستة دون غيرهم فإن لم يكن في الصحيحين أو أحدهما فإني أجتهد في تخريجه من دواوين السنة الصحاح والمسانيد والسنن والمعاجم وكتب الزوائد وغيرها.
- رتبت الأحاديث في كل مبحث على حسب درجتها الصحيحة فالحسنة فالضعيفة ما لم يكن الحديث الضعيف له شاهد من الأحاديث الصحيحة أو الحسنة فإني أجعله عقبه للعلاقة بينهما.
_________
١ هاتان الصلاتان جعلتهما في مبحث واحد لأن غالب الأحاديث جمعت بينهما.
1 / 89
- إذا صح الحديث من أحد طرقه فإني لا ألتزم الحكم على جميع طرق الحديث اكتفاء بصحته.
- أنقل أقوال أهل العلم في الحكم على الحديث إن وجدت.
- إذا كان ضعف الحديث ظاهرا فإني لا أستطرد في الكلام عليه.
- أترجم للرواة الّذين تدعو الحاجة إلى الترجمة لهم - كمن يدور عليه الحكم على الحديث - من كتاب الكاشف للحافظ الذهبي والتقريب للحافظ ابن حجر ما لم أخالفهما بناء على كلام حفاظ آخرين فإني أبين ذلك.
- إذا لم يكن الراوي من رجال التقريب والكاشف فإني أترجم له من كتب الجرح والتعديل الأخرى.
- أبين الغريب الّذي يحتاج إلى بيان من كتب الغريب واللغة.
- عمل الفهارس العلمية.
- فهرس الآيات.
- فهرس الأحاديث.
- فهرس الأعلام.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس المواضيع.
هذا وقد بذلت جهدي في إخراج هذا البحث فما كان فيه من صواب فمن توفيق الله ﷿ وما كان فيه من خطأ فأسأل الله العفو والتوفيق للصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 90
المبحث الأول: الأحاديث الواردة في القراءة في صلاتي الظهر والعصر
الحديث الأول:
عن جابر بن سمرة ﵁ قال: قال عمر لسعد: لقد شكوك في كل شيء حتى الصلاة قَال: فأما أنا فأمد في الأولين وأحذف في الآخرين ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله ﷺ قال: صدقت ذاك الظن بك أو ظني بك.
أخرجه البخاري١ ومسلم٢ والنسائي٣ عن أبي عون وعبد الملك بن عمير وأبو داود٤ عن أبي عون كلاهما عن جابر به.
وفي لفظ للبخاري٥ من طريق عبد الملك بن عمير “أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ ما أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين وأخف في الآخرين ...” ولمسلم نحوه دون ذكر العشاء.
وفي لفظ للبخاري٦ من طريق عبد الملك بن عمير: كنت أصلي بهم صلاة
_________
١ في صحيحه (١/ ٢٦٦ – رقم ٧٣٦) كتاب صفة الصلاة باب ما يقول في الأولين ويحذف في الآخرين. وانظر رقم (٧٢٢) .
٢ في صحيحه (١١/ ٣٣٤، ٣٣٥ رقم ٤٥٣) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ في سننه (٢، ١٧٤ رقم ١٠٠٢، ١٠٠٣) كتاب الاستفتاح، باب الركود في الركعتين الأوليين.
٤ في سننه (١/ ٥٠٥ رقم ٨٠٣) كتاب الصلاة، باب تخفيف الأخريين.
٥ في صحيحه (١/ ٢٦٢، ٢٦٣ رقم ٧٢٢) كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت.
٦ في صحيحه (١/ ١٨٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر وهذا الحديث ساقط من طبعة د/ مصطفى البغا وإنما وجدته في طبعة إستنبول، وفي فتح الباري لابن رجب (٧/ ٥) وأشار إليه الحافظ في الفتح (٢/ ٢٣٨) .
1 / 91
رسول الله ﷺ صلاتي العشي لا أخرم عنهما، كنت أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين، فقال عمر: ذاك الظن بك”.
و”صلاتي العشي” المراد بهما الظهر والعصر كما قَاله الحافظان ابن رجب وابن حجر.
قَال ابن رجب١: صلاة العشي: هي صلاة الظهر والعصر لأن العشي هو ما بعد الزوال.
وقَال أيضا٢: وقد روي حديث سعد هذا بثلاثة ألفاظ:
أحدها: هذا وهو ذكر الصلاة مطلقا.
والثاني: ذكر صلاة العشي والمراد صلاة الظهر والعصر.
والثالث: ذكر صلاة العشاء فإن كان محفوظا كان الأنسب ذكره في هذا الباب، وإنما خرجه البخاري في صلاة الظهر والعصر وخرج هاهنا الرواية المطلقة التي يدخل فيها كل صلاة رباعية لقوله: “أمد في الأوليين وأحذف في الأخريين”.
وقَال الحافظ ابن حجر٣ عقب قوله: (أصلي صلاة العشاء) كذا هنا بالفتح والمد للجميع غير الجرجاني فقال: العشي، وفي الباب الّذي بعده٤ “صلاتي العشي” بالكسر والتشديد لهم إلا الْكُشْمِيهَنِي، ورواه أبو داود
_________
١ فتح الباري (٧/ ٥) .
٢ فتح الباري (٧/ ٤٩) .
٣ الفتح (٢/ ٢٣٨)
٤ لم أجد هذا الحديث الّذي أشار إليه الحافظ في الباب الّذي بعده وإنما وجدته في فتح الباري لابن رجب (٧/٥) وكذا في صحيح البخاري طبعة إستانبول كما تقدم.
1 / 92
الطيالسي في مسنده١ عن أبي عوانة بلفظ: “صلاتي العشي” وكذا في رواية عبد الرزاق٢ عن معمر، وكذا لزائدة في صحيح أبي عوانة٣ وهو الأرجح ويدل عليه التثنية والمراد بهما الظهر والعصر، ولا يبعد أن تقع التثنية في المدود ويراد بهما المغرب والعشاء لكن يعكر عليه قوله: “الأخريين” لأن المغرب إنما لها أخرى واحدة والله أعلم.
الحديث الثاني:
عن سليمان بن يسار٤ عن أبي هريرة ﵁ أنه قَال: ما رأيت رجلًا أشبه بصلاة رسول الله ﷺ من فلان لإمام كان بالمدينة. قَال سليمان بن يسار: فصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين، ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل ويقرأ في الغداة بطوال المفصل.
أخرجه النسائي٥ عن عبد الله بن الحارث وابن ماجه٦
_________
(٣٠ رقم ٢١٧)
٢ في مصنفه (٢/ ٣٦٠ رقم ٣٧٠٦) كتاب الصلاة باب الصلاة ما يطول منها وما يحذف لكنه عنده بلفظ (صلاة العشاء)
(٢/ ١٥٠) كتاب الصلاة، باب صفة المواخاة بين أصحاب النبي ﵇ لكنه وقع عنده “صلاتي العشاء”.
٤ سليمان بن يسار الهلالي المدني، مولى ميمونة، وقيل: أم سلمة ثقة، فاضل، أحد الفقهاء السبعة، من كبار الثالثة، مات بعد المائة، وقيل قبلها. ع. الكاشف (١/ ٣٢١) التقريب (٢٥٥) .
٥ في سننه (٢/ ١٦٧ رقم ٩٨٣) كتاب الاستفتاح، باب القراءة في المغرب بقصار المفصل.
٦ في سننه (١/ ٢٧٠، ٢٧١ رقم ٨٢٧) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر.
1 / 93
مختصرًا١ وأحمد٢ واللفظ له، وابن خزيمة٣ عن أبي بكر الحنفي٤ وابن حبان٥ والبيهقي٦ والطحاوي٧ مختصرًا٨ عن زيد بن الحباب والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي٩، كلهم عن الضحاك بن عثمان١٠ قَال حدثني بكير بن عبد الله الأشج قَال حدثنا سليمان بن يسار به.
وحسنه النووي١١ وهو كما قَال: فإن مداره على الضحاك بن عثمان تكلم فيه ووثقه غير واحد وحديثه حسن.
_________
١ بذكر صلاة الظهر والعصر فقط.
٢ في مسنده (٢/ ٣٢٩، ٣٣٠) .
٣ في صحيحه (١/ ٢٦١ رقم ٥٢٠) كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما كان يقرأ بطولي الطوليين في الركعتين الأوليين من المغرب ــ في ركعة واحدة.
٤ عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد البصري أبو بكر الحنفي، ثقة، من التاسعة مات سنة أربعين ومائتين. ع.
وقال الذهبي: ثقة. الكاشف (٣/ ١٨٠) التقريب (٣٦٠)
٥ في صحيحه الإحسان (٥/١٤٥ رقم ١٨٣٧) كتاب الصلاة، باب ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر على قصار المفصل في القراءة في صلاة المغرب.
٦ في سننه (٢/٣٩١) كتاب الصلاة باب قدر القراءة في المغرب. وفي (٢/٣٨٨)
٧ في شرح معاني الآثار (١/ ٢١٤) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة المغرب.
٨ بذكر صلاة المغرب فقط.
٩ المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، أبو هشام أو هاشم المدني أخو أبي بكر، ثقة جواد، من الخامسة، مات سنة بضع ومائة. مد. الكاشف (٣/ ١٤٩) التقريب (٥٤٣) .
١٠ الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي أبو عثمان المدني، صدوق يهم من السابعة. م٤. الكاشف (٢/ ٣٢) التقريب (٢٧٩) .
١١ في خلاصة الأحكام (١/٣٨٧) .
1 / 94
قَال أبو زرعة١: ليس بقوي، وقال أبو حاتم٢ يكتب حديثه ولا يحتج به وهو صدوق وقال يعقوب بن شيبة٣ صدوق في حديثه ضعف.
ووثقه أحمد٤ وابن معين٥ وأبو داود٦ وابن بكير٧ وغيرهم.
وقال الذهبي: في المغني٨ لينه ابن القطان، وقال في كتابه من تكلم فيه وهو موثق٩: صدوق.
وصحح الحديث ابن رجب١٠ وابن عبد الهادي١١ والحافظ ابن حجر١٢ وقال هذا حديث صحيح من حديث أبي هريرة والمرفوع منه تشبيه أبي هريرة صلاة الأمير المذكور بصلاة رسول الله ﷺ وما عدا ذلك موقوف إن كان الأمير المذكور صحابيًا أو مقطوع إن لم يكن ....
وقال أيضًا: فلم يصب من اختصره فإن أبا هريرة لم يتلفظ بقوله كان رسول الله ﷺ يقرأ في المغرب بقصار المفصل. ١٣ إنما تلفظ بالتشبيه وهو لا
_________
١ الجرح والتعديل (٤/٤٦٠) .
٢ الجرح والتعديل (٤/٤٦٠) .
٣ المغني في الضعفاء (١/٣١٢) .
٤ الجرح والتعديل (٤/٤٦٠) .
٥ تاريخ الدارمي عن ابن معين (١٣٥)
٦ تهذيب الكمال (٤/٤٤٧) .
٧ تَهْذِيب الْتهذِيب (٤/٤٤٧) .
(١/٣١٢) .
(١٠٢) .
١٠ فتح الباري (٧/ ٢٩) .
١١ في المحرر (١/ ١٩٢) .
١٢ نتائج الأفكار (١/٤٧٠) وفي بلوغ المرام (٥٨) .
١٣ يشير بذلك إلى رواية الطحاوي المختصرة.
1 / 95
يستلزم المساواة في جميع صفات الصلاة والله أعلم.
وزاد أحمد والبيهقي١ في هذا الحديث.
قَال الضحاك: وحدثني من سمع أنس بن مالك يقول: مارأيت أحدًا أشبه صلاه بصلاة رسول لله ﷺ من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز، قَال الضحاك: فصليت خلف عمر بن عبد العزيز وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار.
لكن هذا الطريق فيه رجل مبهم قَال الحافظ٢: وأما حديث أنس ففي سنده مبهم يمنع من الحكم بصحته والمرفوع منه أيضا التشبيه وما عداه مقطوع.
وقال ابن رجب٣ عقب رواية أحمد: وخرج ابن سعد٤ وغيره حديث أنس عن ابن أبي فديك٥ عن الضحاك قَال حدثني يحيى بن سعيد أو شريك بن أبي نمر٦ لا يدري أيهما حدثه عن أنس فذكر الحديث. ٧
والفتى هو عمر بن عبد العزيز كذا قَال ابن أبى فديك عن الضحاك بالشك.
ورواه الواقدي٨ عن الضحاك عن شريك من غير شك فهذا حديث
_________
١ في سننه (٢/٣٨٨) كتاب الصلاة – باب طول القراءة وقصرها.
٢ في نتائج الأفكار (١/٤٧٠) .
٣ فتح الباري (٧/٢٩) .
٤ في الطبقات (٥/٣٣٢) .
٥ محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلمي مولاهم المدني أبو إسماعيل صدوق من صغار الثامنة. مات سنة مائتين على الصحيح. ع. وقال الذهبي: صدوق. الكاشف (٣/٢٠) التقريب (٤٦٨) .
٦ شريك بن عبد الله بن أبي نمر أبو عبد الله المدني صدوق يخطئ من الخامسة مات في حدود أربعين ومائة خ م د تم س ق. الكاشف (٢/١٠) التقريب (٢٦٦) .
٧ بنحو حديث سليمان بن يسار.
٨ أخرجه ابن سعد الطبقات (٥/٣٣٢) .
1 / 96
صحيح عن أبي هريرة وأنس. ا.هـ
الحديث الثالث:
عن المطلب بن عبد الله١ عن زيد بن ثابت أنه سئل عن القراءة في الظهر والعصر فقال كان رسول الله ﷺ يطيل القيام ويحرك شفتيه.
أخرجه أحمد٢ وابن أبي عمر٣ وابن أبي شيبة٤، والطبراني٥ من طريق وكيع ثنا كثير بن زيد٦ عن المطلب بن عبد الله به.
ورجال إسناده ثقات غير كثير بن زيد والمطلب بن عبد الله يدلس وقد عنعنه، ونفى أبو حاتم٧ سماعه من زيد بن ثابت فقال: المطلب بن عبد الله بن حنطب عامة حديثه مرسل لم يدرك أحدا من أصحاب النبي ﷺ إلا سهل بن سعد وأنسا وسلمة بن الأكوع، ومن كان قريبا منهم ولم يسمع من جابر ولا من زيد ابن ثابت ولا من عمران بن حصين.
_________
١ المطلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة ر. ع. الكاشف (٣/ ١٣٣) التقريب (٥٣٤) .
٢ في مسنده (٥/ ١٨٦)
٣ في مسنده إتحاف الخيرة المهرة (٢/ ٣٤٩ رقم ١٨٤٥) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٤ في مصنفه (٢/ ٥٢٨) كتاب الصلاة، باب في القراءة في الظهر والعصر.
٥ في المعجم الكبير (٥/ ١٥٢ رقم ٤٩١٥) .
٦كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني ابن منافنّة صدوق يخطئ من السابعة مات في خلافة المنصور رد ت ق. وقال في التلخيص (٢/ ١٣٣): صدوق. والكاشف (٣/ ٤)، التقريب (٤٥٩) .
٧ المراسيل (٢١٠) .
1 / 97
وأخرجه أحمد١، وأحمد بن منيع٢ من طريق أبي أحمد٣ عن كثير بن زيد عن المطلب قال: تماروا في القراءة في الظهر والعصر فأرسلوا إلى خارجة بن زيد بن ثابت٤ فقال: قَال أبي قام رسول الله ﷺ فأطال القيام وكان يحرك شفتيه فقد علم أن ذلك لم يكن إلا لقراءة وأنا أفعله. فبين الراوي عن زيد بن ثابت وهو ابنه لكن يبقى جهالة الرجل الّذي أرسل إلى خارجة بن زيد.
لكن قَال الحافظ٥ لما ساق طريق أحمد: وهكذا رواه أحمد بن منيع عن أبي أحمد.
ورواه ابن أبي عمر وابن أبي شيبة وغيرهما عن وكيع عن كثير فلم يذكروا بين المطلب وزيد خارجة بن زيد والله أعلم.
وهذا الحديث مداره على كثير بن زيد واختلف في إسناده رواه وكيع عنه عن المطلب عن زيد بذكر خارجة بن زيد والمطلب مدلس ولم يسمع من زيد بن ثابت، وخالف وكيعا أبو أحمد محمد بن عبد الله فرواه عن كثير بن زيد عن المطلب عن الرسول عن خارجة بن زيد عن أبيه، وهذا الإسناد فيه جهالة
_________
١ في مسنده (٥/ ١٨٢) .
٢ في مسنده - إتحاف الخيرة المهرة (٢/ ٣٤٩ رقم ١٨٤٥) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي أبو أحمد الزبيري الكوفي، ثقة، ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين. ع. الكاشف (٣/ ٥٣)، التقريب (٤٨٧) .
٤ خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني، ثقة، فقيه، من الثالثة مات سنة مائة، وقيل قبلها. ع. وقال الذهبي: ثقة إمام. الكاشف (١/ ٢٠٠) التقريب (١٨٦) .
٥ أطراف المسند (٢/ ٣٨٦)
1 / 98
الرسول مع ما قيل في كثير بن زيد من خلاف١ ولعل الاختلاف في سنده منه.
وقال الهيثمي٢: وفيه كثير بن زيد واختلف في الاحتجاج به.
الحديث الرابع:
عن أبي قتادة ﵁ قَال: “كان النبي ﷺ يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانا وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الأولى، وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية”.
أخرجه البخاري٣ واللفظ له ومسلم٤ وأبو داود٥ والنسائي٦ وابن ماجه٧ من طرق عن يحيى بن أبي كثير٨ عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه به.
_________
١ انظر: تهذيب الكمال (٢٤/ ١١٥)
٢ مجمع الزوائد (٢/ ١١٥) .
٣ في صحيحه (١/ ٢٦٤ رقم ٧٢٥) كتاب صفة الصلاة. باب القراءة في الظهر. وانظر: رقم (٧٢٨، ٧٤٣، ٧٤٥، ٧٤٦)
٤ في صحيحه (١/ ٣٣٣رقم ٤٥١) كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر.
٥ في سننه (١/ ٥٠٣، ٥٠٤ رقم ٧٩٨، ٧٩٩) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر.
٦ في سننه (٢/ ١٦٤ رقم ٩٧٤) كتاب الاستفتاح باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر.
٧ في سننه (١/ ٢٦٨ رقم ٨١٩) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في صلاة الفجر.
٨ يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليماني، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل قبل ذلك. ع. الكاشف (٣/ ٢٣٣) التقريب (٥٩٦) .
1 / 99
وفي لفظ لمسلم “كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب”.
وعند أبي داود في موضع وابن ماجه عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة عن أبي قتادة به.
زاد أبو داود١ وعبد الرزاق٢ وابن خزيمة٣ وابن حبان٤ والبيهقي٥ كلهم عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قَال: فظننا أنه يريد بذلك أن يتدارك الناس الركعة الأولى. وسنده صحيح ولفظ ابن خزيمة: “فكنا نرى أنه يفعل ذلك ليتأدى الناس”.
الحديث الخامس:
عن عبد الله بن أبي أوفى ﵁ قَال: “كان النبي ﷺ يصلي بنا الظهر حين نزول الشمس ولو جعلت حبة٦ في الرمضاء لأنضجته ثم يطيل الركعة الأولى فلا يزال قائما يقرأ ما سمع خفق نعال القوم ثم يركع ثم يقوم في الثانية فيركع ركعة هي أقصر من الركعة الأولى ثم يجعل الركعة الثالثة أقصر من الثانية،
_________
١ في سننه (١/ ٥٠٤ رقم ٨٠٠) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الظهر.
٢ في مصنفه (٢/ ١٠٤) رقم ٢٦٧٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر.
٣ في صحيحه (٣/ ٣٦ رقم ١٥٨٠) كتاب الصلاة، باب تطويل الإمام الركعة الأولى من الصلوات ليتلاحق المأمومون.
٤ في صحيحه - الإحسان (٥/ ١٦٤، ١٦٥ رقم ١٨٥٥) كتاب الصلاة باب ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أبي سعيد الّذي ذكرناه قبل.
٥ في سننه (٢/ ٦٦) كتاب الصلاة باب السنة في تطويل الركعة الأولى.
٦ كذا عند البزار، وفي كشف الأستار (١/ ٢٥٨) ومختصر زوائد مسند البزار (١/ ٢٦٧) خبيبة، وعند البيهقي (حنبا) والخبيبة هي الشريحة من اللحم. اللسان (١/ ٣٤٣)
1 / 100
والرابعة أقصر من الثالثة، ثم يصلي العصر والشمس بيضاء نقية قدر ما يسير السائر فرسخين أو ثلاثة، ويطيل الركعة الأولى من العصر ويجعل الثانية أقصر من الأولى، ويصلي المغرب حين يقول القائل: غربت الشمس أم لا؟ ويطيل الركعة الأولى من المغرب ويجعل الركعة الثانية أقصر من الأولى والثالثة أقصر من الثانية ويؤخر صلاة العشاء الآخرة شيئا”.
أخرجه البزار١ والبيهقي٢ كلاهما من طريق أبي إسحاق الحُمَيسي٣ قَال: أخبرنا محمد بن جحادة عن طرفة الحضرمي٤ عن عبد الله بن أبي أوفى به وسنده ضعيف.
قَال البزار: هذا حديث لا نعلمه يروى عن ابن أبي أوفى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وقَال ابن رجب٥: وفي إسناده أبو إسحاق الحميسي ضعفوه.
وقَال الهيثمي٦: وفيه طرفة الحضرمي قَال الأزدي: لايصح حديثه وفيه من قيل إنه مجهول.
وقَال الحافظ ابن حجر٧عقبه: طرفة الحضرمي: قَال الأزدي: لا يصح
_________
١ في مسنده (٨/ ٣٠٢، ٣٠٣ رقم ٣٣٧٦) .
٢ في سننه (٢/ ٦٦) كتاب الصلاة، باب السنة في تطويل الركعة الأولى.
٣ خازم بن الحسين أبو إسحاق الحميسي بمهملتين، مصغر، البصري، نزيل الكوفة، ضعيف، من الثامنة. ر. التقريب (١٨٦) .
٤ طرفة الحضرمي صاحب ابن أبي أوفى، مقبول من الخامسة لم يقع مسمى في رواية أبي داود. د. التقريب (٢٨٢) .
٥ فتح الباري له (٧/١٥) .
٦ مجمع الزوائد (٢/١٣٣) .
٧ مختصر زوائد البزار (١/٢٦٨) .
1 / 101
حديثه.
وأخرجه ابن أبي حاتم١ من طريق معاوية بن سلمة النصري الكوفي٢ عن طرفة عن عبد الله بن أبي أوفى بنحوه.
لكن قَال أبو حاتم٣: أحسب أن هذا الحديث من حديث ابن جحادة، ومعاوية بن سلمة لم يدرك طرفة فأرى أن معاوية بن سلمة عن محمد بن جحادة وقد ترك في الإسناد محمد بن جحادة قلت٤: ما حال معاوية بن سلمة قَال: أرى حديثه مستقيما.
قَال ابن رجب٥: وقد خرجه بقي بن مخلد في مسنده بإسناد أجود من هذا٦ لكن ذكر أبو حاتم الرازي أن فيه انقطاعا .....
وأخرجه أبو داود٧ وأحمد٨.
_________
١ في علل الحديث (١/١٥٨، ١٥٩ رقم ٤٤٨) .
٢ معاوية بن سلمة النصري بالنون أبو سلمة الكوفي، نزيل دمشق مقبول من الثالثة ق. وقال الذهبي: ليس بالقوي. الكاشف (٣/١٣٩) التَّقْرِيب (٥٣٨) وقَال ابن الجنيد ليحيى بن معين كيف حديثه؟ فكأنه ضعفه. لكن وثقه ابن نمير وقَال أبو حاتم: كان ثقة مستقيم الحديث، ووثقه أبو الحسين القطان فأقل أحواله أنه صدوق إن لم يكن ثقة. الجرح والتعديل (٨/٣٨٥) سؤالات ابن الجنيد (٤٢٢ رقم ٦٢١) تَهْذِيب الْكَمَال (٢٨/١٨٠) تَهْذِيب الْتهذِيب (١٠/٢٠٨) .
٣ علل الحديث لابن أبي حاتم (١/١٥٨) .
٤ القائل ابن أبي حاتم.
٥ فتح الباري له (٧/١٦) .
٦ الإشارة هنا إلى الطريق الأول الَّذِي عند البزار والبيهقي.
٧ في سننه (١/ ٥٠٥ رقم ٨٠٢) كتاب الصلاة باب ما جاء في القراءة في الظهر.
٨ في مسنده (٤/ ٣٥٦) .
1 / 102
كلاهما من طريق همام حدثنا محمد بن جحاة عن رجل عن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي ﷺ كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم” هكذا مختصرا وسنده ضعيف لجهالة هذا الرجل الَّذِي لم يسم. والحاصل أن هذا الحديث لا يصح.
الحديث السادس:
عن قزعة١ قَال أتيت أبا سعيد الخدري وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه. قلت: أسألك عن صلاة رسول الله ﷺ فقال: ما لك في ذلك من خير فأعادها عليه فقال: كانت صلاة الظهر تقام فينطلق أحدنا إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي أهله فيتوضأ ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله ﷺ في الركعة الأولى.
أخرجه مسلم٢ واللفظ له وابن ماجه٣ عن معاوية بن صالح عن ربيعة ابن يزيد٤ والنسائي٥ عن عطية بن قيس٦ كلاهما عن قزعة به.
وفي لفظ لمسلم والنسائي: لقد كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب
_________
١ قزعة بن يحيى البصري، ثقة من الثالثة. ع. الكاشف (٢/ ٣٤٤) والتَّقْرِيب (٤٥٥) .
٢ في صحيحه (١/ ٣٣٥ رقم ٤٥٤) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ في سننه (١/ ٢٧٠ رقم ٨٢٥) كتاب إقامة الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٤ ربيعة يزيد المشقي أبو شعيب الأيادي القصير، ثقة، عابد، من الرابعة مات سنة إحدى أو ثلاث وعشرين. ع. الكاشف (١/ ٢٣٩) التَّقْرِيب (٢٠٨) .
٥ في سننه (٢/ ١٦٤ رقم ٩٧٣) كتاب الاستفتاح باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر.
٦ عطية بن قيس الكلابي، أبو يحيى الشامي، ثقة، مقرئ، من الثالثة، مات سنة إحدى وعشرين ومائة، وقد جاز المائة. خت م٤. الكاشف (٢/ ٢٣٥) التَّقْرِيب (٣٩٣) .
1 / 103
إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يتوضأ ثم يأتي ورسول الله ﷺ في الركعة الأولى مما يطولها.
الحديث السابع:
عن أبي معمر١ قَال: قلنا لخباب: أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر؟ قَال: نعم. قلنا: بم كنتم تعرفون ذلك؟ قَال: باضطراب لحيته.
أخرجه البخاري٢ وأبو داود٣ وابن ماجه٤، من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير٥ عن أبي معمر به.
الحديث الثامن:
عن أبي الأحوص عن بعض أصحاب النبي ﷺ قَال: كانت تعرف قراءة النبي ﷺ في الظهر بتحريك لحيته.
أخرجه أحمد٦ عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن٧ أبي الزعراء عن أبي الأحوص به.
_________
١ عبد الله بن سخْبرة الأزدي أبو معمر الكوفي، ثقة، من الثانية، مات في إمارة عبيد الله بن زياد. ع. وقال الذهبي: صدوق. الكاشف (٢/ ٨١) التَّقْرِيب (٣٠٥) .
٢ في صحيحه (١/ ٢٦٠ رقم ٧١٣) كتاب صفة الصلاة باب رفع البصر إلى الأمام في الصلاة، وانْظر: رقم (٧٢٦، ٧٢٧، ٧٤٤) .
٣ في سننه (١/ ٥٠٤ رقم ٨٠١) كتاب الصلاة باب ما جاء في القراءة في الظهر.
٤ في سننه (١/ ٢٧٠ رقم ٨٢٦) كتاب إقامة الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٥ عمارة بن عمير التيمي كوفي، ثقة، ثبت، من الرابعة مات بعد المائة، وقيل: قبلها بسنتين. ع. وقال الذهبي: ثقة. الكاشف (٢/ ٢٦٤) التَّقْرِيب (٤٠٩) .
٦ في مسنده (٥/ ٣٧١) .
٧ كذا في الأطراف (٨/ ٣٣٣) والَّذِي في المسند (سفيان بن أبي الزعراء) تصحف (عن) إلى (ابن) .
1 / 104
وسنده لا بأس به رجال إسناده ثقات غير أبي الزعراء١ لا بأس به كما قاله النسائي٢.
قَال الهيثمي٣: رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ
ويشهد له ما في الصحيح من حديث خباب وتقدم٤.
الحديث التاسع:
عن أبي سعيد الخدري ﵁ قَال: حزرنا٥ قيام رسول الله ﷺ في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية قدر (الم تنزيل) السجدة وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك. وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك.
أخرجه مسلم٦ عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة٧، وأبو داود٨
_________
١ يحيى بن الوليد الطائي أبو الزعراء كوفي لا بأس به من السابعة. د س ق. وقال الذهبي: صالح. الكاشف (٣/ ٢٣٧) التَّقْرِيب (٥٩٨) .
٢ تَهْذِيب الْكَمَال (٣٢ / ٣١)
٣ مجمع الزوائد (٢/ ١١٥) .
٤ برقم (٧) .
٥ الحزر هو التقدير والخرص. اللسان (٤/ ١٨٥) .
٦ في صحيحه (١/ ٣٣٤ رقم ٤٥٢) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٧ وهو في مصنفه (١/ ٣٥٥) كتاب الصلاة باب في القراءة في الظهر قدر كم، وعند عبد ابن حميد في المنتخب من طريقه (٢/ ٨٨ رقم ٩٣٨)، وكذا عند البيهقي في سننه من طريقه (٢/ ٣٩٠) .
٨ في سننه (١/ ٥٠٥، ٥٠٦ رقم ٨٠٤) كتاب الصلاة باب تخفيف الأخريين.
1 / 105
عن عبد الله بن محمد النفيلي، والنسائي١، والطحاوي٢ والدارقطني٣ عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد٤ والدارمي٥ عن عمرو بن عوف وأبو يعلى٦ وابن حبان٧ عن أبي خيثمة وابن خزيمة٨ عن أبي هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع، وأبو عوانة٩ عن محمد بن عيسى ومعلى بن منصور وأبو نعيم١٠ عن مسدد وأبي الربيع كلهم عن هشيم١١ عن منصور١٢ عن
_________
١ في سننه (١/٣٧٢ رقم ٤٧٥) كتاب الصلاة باب عدد صلاة العصر في الحضر. وهو عند ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٢٥٦ رقم ٥٠٩) والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٠٧) .
٢ في شرح مشكل الآثار (١/٢٠٧) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ في سننه (١/ ٣٣٧) كتاب الصلاة باب قدر القراءة في الظهر والعصر والصبح.
٤ في مسنده (٣/ ٢)
٥ في سننه (١/ ٢٩٥) كتاب الصلاة باب قدر القراءة في الظهر ووقع عنده (هيثم) بدل “هشيم” وهو تصحيف. وهو من هذا الطريق عن أبي عوانة في مستخرجه (٢/ ١٥٢)
٦ في مسنده (٢/ ٦٩٤ رقم ١٢٩٢) .
٧ في صحيحه - الإحسان (٥/ ١٦٧ رقم ١٨٥٨) كتاب الصلاة باب ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أنه مضاد لخبر أبي قتادة الَّذِي ذكرناه.
٨ في صحيحه (١/ ٢٥٦ رقم ٥٠٩) كتاب الصلاة باب إباحة القراءة في الأخريين من الظهر والعصر بأكثر من فاتحة الكتاب.
٩ في مستخرجه (٢/ ١٥٢) كتاب الصلاة في باب حزر قيام النبي ﷺ في الصلوات الخمس.
١٠ في مستخرجه (٢/٧١ رقم ١٠٠٢) كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر وعنده أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة.
١١ هشيم بالتصغير ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي، ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. ع. وقَال الذهبي: إمام ثقة مدلس. الكاشف (٣/ ١٩٨) التَّقْرِيب (٥٧٤) .
١٢ منصور بن زاذان الواسطي أبو المغيرة الثقفي، ثقة ثبت عابد من السادسة مات سنة تسع وعشرين ومائة على الصحيح. ع. وقَال الذهبي: ثقة كبير الشأن. الكاشف (٣/ ١٥٥) التَّقْرِيب (٥٤٦) .
1 / 106
الوليد بن مسلم١ عن أبي الصديق٢ عن أبي سعيد به.
وخالفهم أبو خيثمة٣ - في إحدى روايتيه٤ - وإسحاق بن أبي إسرائيل٥ كلاهما عن هشيم عن منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي الصديق عن أبي سعيد قَال: “كنا نحزر قيام رسول الله ﷺ في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الظهر في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية كل ركعة قدر قراءة (تنزيل) السجدة، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه - يعني في الأخريين من العصر - على النصف من ذلك”.
أخرجه أبو يعلى٦ وابن حبان٧ فذكرا تقدير القراءة بثلاثين آية في كل
_________
١ الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري أبو بشر البصري، ثقة، من الخامسة. ر م د س. وقَال الذهبي: ثقة. الكاشف (٣/ ٢١٣) التَّقْرِيب (٥٨٤.
٢ بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس، أبو الصديق الناجي، بصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان ومائة. ع. وقَال الذهبي: ثقة. الكاشف (١/ ١٠٨) التَّقْرِيب (١٢٧) .
٣ زهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي، نزيل الجزيرة، ثقة، ثبت إلا أن سماعه عن أبي إسحاق بآخرة، من السابعة، مات سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين ومائة، وكان مولده سنة مائة. ع. وقال الذهبي: ثقة حجة. الكاشف (١/ ٢٥٦) التَّقْرِيب (٢١٨) .
٤ والرواية الأخرى مثل رواية الجماعة عن هشيم كما تقدم.
٥ إسحاق بن أبي إسرائيل واسمه إبراهيم بن كامَجْرا أبو يعقوب المروزي، نزيل بغداد، صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن، مات سنة خمس وأربعين، وقيل ست وأربعين ومائتين، وله خمس وتسعون سنة، من أكابر العاشرة. بخ د س. الكاشف (١/ ٦٠) التَّقْرِيب (١٠٠)
٦ في مسنده (٢/ ٣٦٦ رقم ١١٢٦) عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
٧ في صحيحه - الإحسان (٥/ ١٣٥ رقم ١٨٢٨) كتاب الصلاة باب ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يزيد على ما وصفنا من القراءة.
1 / 107
ركعة من الأوليين. وهذا يخالف رواية الجماعة عن هشيم حيث ذكروا تقدير القراءة بثلاثين آية في الركعتين الأوليين من الظهر والأخريين على النصف من ذلك ... وهي الصواب.
وأخرجه مسلم١ عن شيبان بن فروخ واللفظ له، وأحمد٢ عن يونس والطحاوي٣ عن حبان بن هلال، وابن حبان٤ عن قتيبة بن سعيد، وأبو نعيم٥ عن يحيى بن عبد الحميد وأبي الوليد الطيالسي. كلهم عن أبي عوانة٦ عن منصور عن الوليد أبي بشر عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد “أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية أو قَال: نصف ذلك. وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك” فذكروا تقدير القراءة في الأوليين من الظهر بثلاثين آية في كل ركعة.
_________
١ في صحيحه (١/ ٣٣٤ رقم ٤٥٢) .
٢ في مسنده (٣/ ٨٥) .
٣ في شرح معاني الآثار (١/ ٢٠٧) .
٤ في صحيحه - الإحسان (٥/ ١٣٣ رقم ١٨٢٥) كتاب الصلاة باب القدر الَّذِي يقرأ به في صلاة الظهر والعصر.
٥ في مستخرجه (٢/ ٧١، ٧٢ رقم ١٠٠٣) وعنده أيضا من طريق مسلم السالف عن شيبان بن فروخ.
٦ وضاح اليشكري الواسطي البزاز أبو عوانة، مشهور بكنيته، ثقة، ثبت، من السابعة، مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة. ع. وقال الذهبي: الحافظ ثقة، متقن لكتابه. الكاشف (٣/ ٢٠٧) التَّقْرِيب (٥٨٠) .
1 / 108